شربتُ غالون كامل من الماء يوميّاً على مدى 3 أسابيع
شربت غالوناً كاملاً من الماء بشكل يوميّ على مدى 3 أسابيع (ولهذا السبب لن أكرّر التجربة مرّة أُخرى)
لستُ متأكدّة من أين سمعت نصيحة "شرب غالون واحد من الماء في اليوم"، لكنّني فكرتُ في تجربتها لرؤية ما سيحدث خلالها. فقد سمعت أنّ ذلك سيمنحني بشرة مشرقة، إلّا أنّني أردت معرفة فيما إذا كان سيساعد على كبح شهيّتي وسيساهم في إنقاص وزني أم لا.
لذا اشتريت إبريق ماء بلاستيكيّ بسعة غالون واحد لأنّه سيكون من الأسهل عليّ أن أرى مدى تقدّمي في ذلك، وبدأت بالعمل على الأمر مباشرةً. كنتُ معتادة على شرب حوالي 40 أونصاً من الماء أو أكثر في اليوم، أو كميّة قريبة من تلك، لذا فإنّ رفعها إلى حدّ 128 أونصة كان فارقاً كبيراً فعليّاً.
لقد خطّطت للقيام بذلك على مدى شهر كامل، لكنّني سرعان ما أدركتُ أن شرب غالون كامل من الماء في اليوم ليس بالشيء البسيط نهائيّاً، لذا غيّرت المدّة الملتزمة بها إلى ثلاثة أسابيع. كان الأمر أصعب بكثير ممّا كنت أظن. ففي الأسبوع الأوّل على أقلّ تقدير، كنتُ أنسى تماماً أن أشرب الماء في الصباح. فبعد تمرين الـ"كروس فِت" في الساعة الـ5:45 صباحاً، كنت أشرب حوالي 20 أونصاً، ثم 20 أونصاً آخر في وقت الغداء لكن عند وجبة العشاء، كنتُ أدرك أنّه ما زال لديّ الكثير لشربه. انتهى بي الأمر للاضطّرار إلى تجرّع 80 أونصاً في الساعتين الأخيرتين قبل النوم. لكن تسبّب لي ذلك بتشنّجات في المعدة وأجبرني على النّهوض من النّوم أربع مرات على الأقل أثناء اللّيل. لم يساعدني ضبط المنبّه في هاتفي على تذكيري بشرب الماء – فقد كنت أتجاهل الأمر فقط. أصبح شرب الماء أشبه ما يكون بواجب إجباريّ بالنسبة لي ولم أكن أستمتع به.
لكنّني التزمت بالأسابيع الثلاثة، ورغم أنّني وجدت أنّ شرب ذلك الكمّ الكبير من الماء في اليوم لم يكن ممارسةً طبيعيّة بالنسبة لي، إلا أنّني اختبرت بعض الفوائد الرائعة له. تعرّفوا على الأمور الأربعة التي حدثت معي بعد شرب غالون كامل من الماء يوميّاً لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة.
قبل:
البشرة
كما ترون من صورة الـ"قبل"، لم تكن بشرتي بحالة رائعة. فقد عانيت مع حب الشباب طوال حياتي كلها، ووجدت أنّ الألبان والسكريّات كانت تفاقم ذلك. لقد أخذت هذه الصورة لي بعد عامين ونصف من الابتعاد عن الألبان، وتناول السكّر من حين لآخر (وهو ما يفسر انتشار الحبوب). لكن بعد ثلاثة أسابيع من شرب الكثير من الماء، لاحظت أن بشرتي أصبحت أكثر صفاءً. فحتى مع مواصلة تناول الحلويّات كلّ بضعة أيام، بقيت المناطق الحسّاسة في وجهي خالية من الحبوب. وحتّى أثناء الدّورة الشهريّة. كانت هذه فائدة مذهلة جداً وألهمتني للتشبّث بتلك العادة.
نفخة البطن
شاركتكم في الماضي أنّي أعاني من مشكلة نفخة البطن وأنّ تناول السكّر هو المسبّب الرئيسيّ وراء ذلك. إذ لا يمكنني حتى الحصول على قضمة من الشوكولاته أو ملعقة من الآيس كريم الخالي من الألبان دون حدوث اضطرابات في معدتي. لكنّني عندما اشتريت النكهة الجديدة من آيس كريم Ben & Jerry's (بالكراميل ونترات اللوز)، لم أستطع إلّا أن آكل وعاءً كاملاً منها حقيقةً. مع ذلك فوجئت بأنّي لم أتضايق نهائيّاً. كنت قد شربت الكثير من الماء قبلها وبعدها، لذا لم أصب بأيّ تشنج، كما بدا بطني مسطّحاً أكثر. لم أغيّر أيّ شيء في حميتي باستثناء الكميّة الإضافيّة من الماء. كنت مندهشة بالفعل. ولم يكن ذلك مجرّد شيء يحصل مرّة واحدة. فقد جرّبت أكل كعكات كوكيز كنت قد خبزتها، وتناولت لوح شوكولا – في كلّ مرة كان شرب الكثير من الماء يوميّاً يساعد في منع ظهور أيّ من الأعراض في الجهاز الهضميّ.
بعد:
كبح الشهيّة تجاه الطعام
كما أخبرتكم سابقاً، فأنا أتّبع نظام الصيام المتقطّع؛ وبالتّحديد خطّة الـ16:8 التي أتوقف فيها عن الأكل حوالي الساعة السابعة أو الثامنة مساءً، وأصوم حتى السّاعة الـ11 صباحاً أو الـ12 ظهراً في اليوم التالي. حيث يؤكّد الخبراء الحقيقة الواضحة وهي أن شرب الكثير من الماء يحدّ من شهيّتكم، وهم محقّون! فشرب الكثير من الماء في الصّباح أثناء الصيام كان يضع شعوري بالجوع تحت السيطرة، لدرجة أنّني كنت كثيراً ما أنظر إلى السّاعة وأدرك أنّه مضى بعض الوقت على الموعد المفترض لي فيه أن أبدأ بتناول الطعام.
منعني شرب هذه الكميّة الكبيرة من الماء من الإفراط في الأكل، وجعلني أدرك أنّ رغبتي الشديدة لتناول الطعام، قبل البدء بهذه التجربة، لم تكن نابعةً عن جوعٍ حقيقيّ فعليّاً، بل عن عطشٍ واضحٍ حقّاً. ففي السابق، وبعد ساعة من وجبة الغداء، كنت أشعر غالباً بشهيّة لأكل شيء ما، لكن عندما بدأت أحتسي 10 أونصات أو أكثر، فقد أرضى ذلك حاجتي لملء بطني. كنت آخذ بضعة جرعات من الماء قبل العشاء أيضاً، وأرتشفها طوال وجبة العشاء، وأتجرّع كميّة أُخرى لاحقاً، ممّا قلّل من رغبتي لتناول الوجبات الخفيفة أواخر اللّيل.
هل يوجد دورات مياه قريبة من هنا؟
كنتُ أظنّ أنّي أتبوّل كثيراً قبل اختبار هذه التجربة! فلو قلنا أنّ شرب المياه كان وظيفة بدوام كامل بالنّسبة لي، فإنّ الذهاب إلى دورات مياه السيّدات كان عملاً إضافيّاً عليه. إذ كنت أتبوّل ربّما على الأقل ثمانِ مرّات خلال فترة استيقاظي، يعود ذلك إلى حملي مرّتين، وصغر حجم مثانتي كما شخصّتها بنفسي. لكن ما إن بدأت بشرب 128 أونصاً من الماء في اليوم، زادت عدد زياراتي إلى الحمّام إلى 12 مرّة بأقل تقدير.
كان هذا أسوأ تأثير جانبيّ لشرب غالون كامل من الماء في اليوم، لكنّه كان متوقّعاً بالطّبع – فما يدخل الجسم سيخرج منه دون شكّ، أليس كذلك؟ غير أنّ ذلك صعَّب عليّ مغادرة المنزل حقيقةً، فحتى لو قمت بالتبوّل قبل الخروج، كنتُ أشعر بالحاجة للتبوّل مرة أُخرى في غضون خمس دقائق، وبعدها بثلاثين دقيقة، أضطرّ إلى التبوّل من جديد! التبوّل إلى هذا الحدّ أمر مزعج حقّاً.
لكن دعوني أخبركم عن نقطة متّصلة بالموضوع، وهي أنّ الإكثار من السوائل أيضاً يجنّبكم حدوث أيّ إمساك لديكم. لم يكن لديّ أي مشاكل من هذه النّاحية، ما أقنعني بأنّ دفع نفسي لشرب غالون من الماء يوميّاً هو أمر يستحقّ كل هذا العناء.
آراء أخيرة