لا زالت المرأة المسلمة تواصل جهودها لإحداث تغييرٍ إيجابيٍّ في المجتمع منذ ما يقارب الـ12 قرناً على الأقل. حيث تعتبر جامعة القرويين، التي تأسّست في مدينة فاس المغربيّة عام 859، أقدم جامعة في العالم، وقد تبرّعت بإنشائها امرأة مسلمة مُلتزمة من الأموال التي ورِثتها عن عائلتها.
حيث تبرعت السيّدة التونسيّة فاطمة الفهري بأموالها لافتتاح مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في منتصف القرن التاسع الميلادي، ثمّ تم توسيع البناء ليتحوّل إلى جامعة كبيرة بحلول القرن العاشر. كما يضمّ حرمه الجامعي المذهل اليوم واحدة من أقدم المكتبات في العالم، والتي تم ترميمها مؤخراً بعد أن كانت محصورة على الأبحاث العلميّة فقط لمئات السنين.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "Associated Press" عن عمليّات إعادة تأهيلها، تحتوي المكتبة على مجموعة مخطوطات إسلاميّة تاريخيّة فريدة لا مثيل لها إطلاقاً. فعلى سبيل المثال، تضم مكتبة القرويين قرآناً مكتوباً بالخط الكوفي القديم يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي.
كما أفادت الصحيفة بعد الانتهاء من أعمال الترميم في عام 2016، قائلةً: "تمّ اليوم حفظ المخطوطات في حجرة آمنة تماماً، مع رقابة شديدة على درجة الحرارة والرطوبة داخل الغرفة".
هذا وبحلول عام 1947، تم إدراج مدرسة القرويين رسميّاً في نظام التعليم العام بالمغرب، ثم تحوّلت إلى "جامعة القرويين" عام 1967. ورغم تصنيف المدارس الأوروبية غالباً كأول جامعاتٍ على الإطلاق، إلا أنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) تعتبر "القرويين" جامعة منذ نشأتها الأولى كمدرسة؛ مما يجعلها الجامعة الأقدم في التاريخ.
لذا، وتكريماً للمرأة المسلمة في كل مكان، دعونا نوضّح للجميع الآن، أنّ من أسّس أول جامعة في العالم: امرأة مسلمة من المغرب.
إليكم بعض الصور الرائعة التي التقطها مستخدمو الإنستغرام لحرم جامعة القرويين العريقة.