حقن البوتوكس لإخفاء خطوط تحت العين
مهما كانت الظروف، إيّاكِ ومجرّد التفكير بحقن البوتوكس تحت عينيكِ
إن كنتِ تودّين الخضوع لبعض حقن الفيلر والبوتوكس، فلا شيء سيجعلك تديرين ظهركِ عنه وتفرّين منه أكثر من رؤية سيّدة بالغت جدّاً في التّجميل وبدت في الواقع وكأنّها أشبه بتمثال عن نفسها: إذ لا يوجد لديها تعابير بوجهها، وأصبحت منفّخة بشكلٍ كبير، أو بات لديها ذقن وخدّان متكتّلان. لكنّ العديد من الأطباء الموهوبين والممرّضين الذين يتولّون هذه الخدمات التجميليّة يحاولون اليوم مكافحة وصمة العار هذه، خاصّةً وأنّ إظهار الوجه بشكله الطبيعيّ مع الفيلر يتطلّب فنّاً حقيقيّاً.
لا شكّ أنّ هوليود تعجّ الآن بالوجوه الفاتنة التي يبدو بأنّها لا تشيخ نهائيّاً، لكنّ ذلك ليس لأنّ لدى النّجمات محرّر صور بارع إطلاقاً. بل لأنّ البعض منهنّ قد خضعن للجراحة التجميليّة بالفعل، والاحتمال الأكبر أنّ معظم تلك الملامح التي ترينها جاءت عبر حقنها بالإبر.
قد يساعد الفيلر والبوتوكس في تخفيف بعض الخطوط البارزة، أو تحديد شكل الفك، أو ملء المناطق المجوّفة. ومن المفترض أن يكون ذلك خياراً طبيعيّاً وسهلاً أمام السيّدات الراغبات بأن يبدين مرتاحات كما يشعرن فعلاً. لذا من المُمكن أن تكون الحقن مكمّلاً رائعاً لروتين العناية بجمالِك، طالما أنّك تقصدين طبيب الحقن المناسب وطالما أنّك تعرفين بالضبط النتيجة التي تنتظركِ.
واحدة من أكبر المشاكل التي نواجهها عندما نصل إلى عمر الثلاثين هي علامات الشيخوخة حول العينين. فنبدأ برؤية الخطوط تحتهما وربّما نرى حتى تجويفاً أيضاً. لهذا تحدّثنا اليوم إلى الدكتور غاي ماسري، وهو جرّاح تجميليّ مرموق متخصّص بالمنطقة المحيطة بالعينين حاصل على شهادة البورد ومقيم بلوس أنجلوس. وذلك ليشرح لنا كيف يُمكننا أن نجعل تجويف تحت العين وخطوطها يبدوان أقل وضوحاً.
يقول الدكتور ماسري: "تمثّل التجاويف تحت العيون أوّل تغيير يطرأ في مظهر الوجه بشكلٍ جديد. فإن شعرت المرأة أنّها تريد امتلاك ثديين كبيرين، يُحتمل أنّها قد عرفت ذلك في مرحلة مبكّرة، غير أنّها لم تخضع للإجراء إلى أن بلغت سنّاً معيّنة. لكن من حيث التغيير الحقيقي (للوجه)؛ أي التغيّر الهيكيليّ والفيزيولوجيّ، فإنّ التجاويف تحت العينين شائعة جدّاً".
يوضّح الدكتور ماسري أنّ هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تسهم في هذه التجاويف: أوّلها التغييرات في البنية العظميّة والأنسجة الرخوة للوجه، ويضيف: "ما يحدث هو أنّ القسم الأوسط من الوجه، أيّ الخدود، تمثّل الجزء الثقيل منه فيما تُشكّل الجفون الجزء الخفيف فعليّاً. لذا تمتدّ المنطقة الأثقل نحو الأسفل، وتُغطّي المنطقة الأخفّ العظام تحت العين، وليس الأنسجة السميكة للخدّين".
يمكن للهالات تحت العين أن تجعل مظهركِ يبدو وكأنّكِ لم تنالي قسطاً كافياً من الراحة، حتى لو نمتِ وقتاً طويلاً جدّاً. لهذا السبب يقترح الدكتور ماسري الاستعانة بالفيلر لتساعد بزيادة سماكتها. فيقول: "أفضل طريقة لمعالجتها، إن كنت لا تستطيعين تمويهها بالمكياج، هو استخدام الفيلر"، مضيفاً: "هناك أنواع كثيرة للفيلر، لكنّ القاعدة الذهبيّة تقوم دائماً على اللّجوء إلى حلولٍ تستطيعين التراجع عنها".
فيلرز حمض الهيالورونيك هو الخيار الأنسب أمامكِ؛ مثل الـ"جوفيديرم" والـ"ريستالين". كما قال أنّه نادراً ما يستخدمون في الولايات المتحدة حشوات غير قابلة للإزالة، لكن من المهمّ أن تتوخّي الحذر وأن تُجري بحثاً عن الطبيب الذي ستقابلينه، وإلّا يمكن أن ترتكبي خطأ تترتّب عليه كارثة كبيرة. على غرار الإجراءات الفاشلة التي استعرضها برنامج Botched على قناة E!.
وبالحديث عن عمليّات التجميل الفاشلة، من المهمّ أيضاً أن تتجنّبي حقن خطوط تحت العين بالبوتوكس. إذ يقول الدكتور ماسري: "الفيلر عاملٌ يتمدّد ويملأ الخطوط. أمّا البوتوكس فهو عامل يُضعف العضلات ويشلّها". ثمّ يتابع قائلاً: "يأتي البوتوكس من بروتين التسمّم السجقي وهو خطير للغاية دون شك. لكنّه يشكّل ما نسبته واحد بالمليون من جرعة بروتين التسمّم السجقي، لذا فهو لا يؤثر على كامل الجسم. إلّا أنّه وعند حقنه تحت العينين، فإنّه يضعف العضلات التي تُنشئ تلك التجاعيد؛ وهو شيء جيّد، لكن هنالك فئة فرعيّة معيّنة من المرضى الذين لديهم مشاكل تهيئة إذا قمنا بإضعافها، فسينتج عنها بضعة مشاكل مؤقتة بكاملها".
تشمل الآثار الجانبيّة لذلك تمزّقاً بالأنسجة الجلديّة للعين، ويمكن أن يؤدّي هذا إلى تدلّي الجفن السفلي. كما قد تبدو الجفون أكثر انتفاخاً، حيث تنقبض تلك العضلات وتشفط الدّهون إليها من جديد. لكن إذا تمّ إضعاف العضلات، فيمكن للدّهون أن تندفع إلى السطح.
حيث يحدّثنا الدكتور ماسري قائلاً: "يمكنني القول أنّه من بين جميع النساء الراغبات بحقن منطقة تحت العينين بالبوتوكس، أُعالج امرأة واحدة من بين كلّ خمس سيّدات. لأنّه إذا كانت أيّ واحدة منهنّ من ضمن تلك الفئة المعرّضة لمخاطر آثارها الجانبيّة، فلن أفعل لها ذلك"، ويتابع: "ينبغي على الطبيب أن يكون خبيراً بالجفون عند القيام بهذا النّوع من الأشياء".
مع ذلك، فالخبر السارّ هنا هو أنّه ليس هنالك الكثير من التعقيدات الطبيّة المرتبطة بالبوتوكس. فرغم أنّه قد يبدو مظهركِ جامداً بعض الشيء، إلّا أنّ هذه الأعراض ستتلاشى لاحقاً. كما أردف الدكتور بالقول: "طالما أنّكِ تشترين مادّة بوتوكس في الولايات المتّحدة من الشركات ذاتها التي تصنّعه، فأنتِ بأمان".
إن كنتِ جادّة بشأن حقن البوتوكس في ذاك الجزء من وجهك، فاحرصي دائماً على إيجاد طبيب محترف. يقترح الدكتور ماسري أن يكون جرّاحاً تجميليّاً مختصّاً بالمنطقة المحيطة بالعينين، لكن هناك الكثير من أطباء الجلديّة المختصّين بالتجميل والممرّضين المعتمدين ممّن لديهم خبرة قيّمة أيضاً. تأكّدي فقط أنّهم معتادون على حقن منطقة العين تحديداً.