Skip Nav

تلقيح السحب في الإمارات 2018

سيشهد شهر يناير هطول الكثير من الأمطار في الإمارات العربيّة المتّحدة عموماً، والسبب؟


إن لاحظتم هطول الأمطار بشكل أكثر غزارة من المعتاد خلال العامين الماضيين في الإمارات العربيّة المتّحدة، فملاحظتكم تلك في مكانها تماماً دون شكّ.

حيث يعود السبب وراء زيادة كميّة الأمطار في الإمارات خلال العامين المُنصرمين إلى تقنيّة تُدعى "تلقيح السحب"؛ والتي تقوم فيها طائرات ذات مراوح مزدوجة بإطلاق بلورات الملح على سحبٍ قادرة على توليد الأمطار. وبحلول نهاية شهر فبراير من عام 2017، قام المركز الوطنيّ للأرصاد الجويّة والزلازل بتنفيذ 58 عمليّة تلقيح للسحب، ممّا يفسر هطول الأمطار الغزيرة التي شهدناها خلال العام الماضي.

تأتي عمليّات تلقيح السحب كجزءٍ من خطة طويلة الأجل لضمان مخزون المياه في البلاد؛ وتحمل هذه الخطوة أهميّة خاصّة في ظلّ الاستعدادات لمعرض إكسبو 2020. كما ستتزايد عمليّات تلقيح السحب مع دنو موعد افتتاح معرض إكسبو، إذ أفاد مسؤولون أنّ مياه الأمطار ستُمثّل إحدى وسائل إمداد موقع معرض إكسبو بالمياه، وفقاً لما جاء في صحيفة Arabian Business.

وبينما يتوقّف مركز الأرصاد عن تلقيح السحب في الأشهر الأكثر دفئاً (إذ لا تتواجد الكثير من الغيوم القابلة للاستمطار في أجواء الدولة)، إلّا أنّه شرع بتنفيذ تلك العمليّات بعد أنّ دخلنا موسم الشتاء رسميّاً، لذا فقد نرى الكثير من الأمطار حقّاً خلال شهر يناير الحاليّ.

هذا وعلى مدى الأيّام القليلة الماضية، شهدت الدولة هطول زخّات متفرّقة من الأمطار، لكن لا يبدو أنّها ستتكاثف للتحوّل إلى أمطارٍ غزيرةٍ في وقت قريب.

من جهته أشار السيّد عمر اليزيدي، مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطنيّ للأرصاد، خلال حديثٍ له مع صحيفة Khaleej Times إلى قيامهم بالعديد من عمليات تلقيح السحب الناجحة فعلاً خلال الأيام القليلة الماضية، مما أدّى إلى هطول أمطار متفرّقة في كلّ من دبي وأبوظبي والشارقة. فقال: "نبحث كلّ يوم، من الصباح وحتى المساء، عن 'غيوم صالحة للتلقيح'". مُضيفاً: "تُعتبر الإمارات العربيّة المتّحدة واحدة من أوائل الدول التي تستخدم تقنية تلقيح السحب بشكل عامّ".

ثمّ تابع اليزيدي قائلاً: "نشرع بتنفيذ مهمّات التلقيح عندما تتواجد سحب مناسبة لذلك، حيث نملك رادارات متطورة قادرة على رصدها فوراً. كما جهّزنا أربع طائرات لنستخدمها بسرعة وسهولة لنثر الملح الخاصّ ونشر كلوريد الصوديوم داخلها كلمّا تلبّدت السماء بالغيوم؛ بهدف تكثيف السحابة وحثّها على جذب الرطوبة لتشكيل قطرات كبيرة بما يكفي لتتساقط على شكل أمطار".

لذا ومع ازدياد الأيّام الغائمة في فصل الشتاء، سنشهد مزيداً من مهمّات تلقيح السحب؛ فاستعدوا للأجواء الجميلة الماطرة إذاً.

وكالمعتاد، نودّ أن نذكّر سائقي السيارات غير المعتادين على القيادة في الأجواء الماطرة بأن يتوخّوا المزيد من الحذر على الطرقات خلال هذا الشهر.

Latest Career & Money