Skip Nav

تجربة التنويم المغناطيسي لعلاج عادة قضم الأظافر

خضعتُ للتنويم المغناطيسيّ لعلاج عادتي القديمة بقضم الأظافر – لكن هل نجحت العمليّة؟


لا يحدث كلّ يوم أن أجد نفسي في قاعة مؤتمرات مظلمة خلال العمل، مغلقةً عينيّ، ومكرّرةً لعبارات مثل: "أحسنتِ صنعاً، يا كيلسي". لكن للأسف، هذا تحديداً ما حصل معي قبل شهر واحد، حيث كنت أتحدّث بشكل متقطع مع نفسي مع إرشادٍ صوتيّ صادرٍ من حاسوبي يقول لي: بشكلٍ أعمق، أعمق، أعمق...

لكنّني أؤكّد لكم أنّني لست مجنونة، بل كنتُ حينها أتلقّى تنويماً مغناطيسيّاً عبر اتصال فيديو من أجل علاج عادتي الهوسيّة بقضم أظافري والتي كنت قد تعلّمتها في سنّ الخامسة –رغم أنّني حاولت تحدّيها خلال الـ23 عاماً الماضية عبر أشياءٍ مثل طلاء الأظافر ذو الطعم المريع، والقفّازات، والجلوس على اليدين. (حسناً، ربّما تكون الفكرة جنونيّة بعض الشيء، لكن أصغوا لتجربتي.) لهذا السبب، توجّهت للسيّدة غريس سميث، وهي خبيرة بالتّنويم الإيحائيّ ومؤلّفة كتاب Close Your Eyes, Get Free، حيث جعلتني أتأمّل مرحلة طفولتي التي اكتسبت خلالها هذا السلوك الإدمانيّ.

لأكون واضحة معكم، لم أجرّب العلاج بالتّنويم المغناطيسيّ من قبل. لذا فقد فاجأني ما جرى خلال الجلسة الأولى، غالباً لأنّها كانت مختلفة تماماً عما شاهدته في الأفلام. لم يكن هنالك ساعة بسلسلة تلوح أمام وجهي. ولم أكن غائبة الذّهن مثل شخصيّات الزومبي. بل ما قمت به ببساطة هو أنّني أغمضت عينيّ واسترخيت، بينما قادتني سميث بصوتها الهادئ إلى حالة مغايرة من الوعي البشري. إنّها طريقة فعّالة للغاية أيضاً: إذ أكّدت لي أنّ معظم النّاس يلاحظون تحسّناً بنسبة 90% بعد ست جلسات فقط. هل كنتُ آمل أن ينجح ذلك معي إذاً؟ نعم. هل كنتُ متردّدة؟ نعم، كثيراً.

كان أوّل إجراء قمنا به هو أن أصبحت واعية إلى عادتي بقضم أظافري، والتي أعقبها تحديد جذر المشكلة (وهو التوتّر)، والنّظر بالأوقات التي أميل فيها إلى قضم الأظافر (عندما يكون أمامي مواعيد نهائيّة محدّدة أو بعد تناول الكثير من الكوكتيلات الكحوليّة). ثم حدّدنا بديلاً يمكنني أن أضعه في فمي كلّما شعرت بالرغبة للقضم (وهو الماء). تقول سميث: "يظنّ الجسم أنّكِ تقلّلين من التوتّر والقلق عبر قضم أظافرك، لكنّ ذلك غير صحيح. لذا استبدلناه بالماء الذي سيشعركِ بالرّاحة".

Grace Smith during hypnotherapy session

إذا كان الخضوع لجلسة علاج بالتّنويم المغناطيسيّ عبر الفيديو يبدو غريباً لكم، فذلك لأنّه كذلك فعلاً. مع هذا، ومن بين رنين رسائل البريد الإلكترونيّ التي كانت تصل إلى بريدي الوارد ورغم خدمة الإنترنت الرديئة التي كانت تقاطع أفكاري، تمكّنت من الوصول إلى حالة ذهنيّة مسترخية نسبيّاً – كما لو كنتُ أشاهد فيلماً تُخرجه سميث وأنا بطلته. إذ كانت تردّد في خلفيّة الشاشة: "كرّري القول من بعدي. أنا عاقلة. أنا هادئة. أنا أختار أن أكون حاضرة". وهذا ما فعلته.

في وقتٍ لاحقٍ من تلك اللّيلة، رحتُ أقضم أظافر السبّابة والخنصر إلى أن سال الدم منهما تقريباً.

لكن خلال مكالمة الفيديو التي تلتها في الأسبوع الثاني، أوضحت لي سميث قائلة: "يختلف كلّ شخص عن الآخر"، يجد بعض النّاس نتائج ناجحة بعد جلسة واحدة، بينما يحتاج الآخرون إلى المزيد. بصراحة، عندما حان موعد الجلسة الثانية – التي خضعت لها في الساعة الـ9 مساء وأنا مستلقية على السرير – كنت ما أزال مستيقظة منذ 16 ساعة. لذا قلقت من أن أغفو عندما طلبت مني إغلاق عينيّ.

إلّا أنّنا غطّينا الأساسيّات ذاتها في جلستنا الأولى: أي التنفّس بعمق، والعثور على مكاني الهانئ، وإرشاد كيلسي ذات الـ5 سنوات على احتساء الماء عند الشعور بالرّغبة لقضم الأظافر. مع ذلك، وللمفاجأة، فإنّ حالة الإرهاق ساعدتني بشكل كبير على الاسترخاء: فبثلاث دقائق تماماً، وجدت نفسي غارقة في عالم بديل، عائمة كما يحلو لي.

لا شكّ أنّني غططت في النّوم عندما انتهت المكالمة، لأنّني استيقظت مشوّشة بعد ساعتين. لا أعرف تماماً فيما إذا كان ذلك نتيجة للتّنويم المغناطيسيّ أو بسبب قلة نومي اللّيلة السابقة، لكنّني نمت بشكلٍ هانئٍ أكثر من أيّ وقتٍ سابقٍ ذاك المساء.

في اليوم التالي، قرّرت الذهاب لصالون العناية بالأظافر بغية زيادة فرصتي بالإقلاع عن هذه العادة، ليس لأنّني أحتاج إليها تماماً. لكن خلال الأسابيع الثلاثة التالية، وفي كلّ مرّة أجد يدي تمتدّ نحو فمي، كنتُ أتوقّف للحظة. لم يمنعني ذلك طبعاً من عضّ إظفري –كما أنّني لم أفكر أبداً في الإمساك بزجاجة الماء، يعود جزء من ذلك إلى أنّني بالكاد أتذكّر إبقاءها على مكتبي– لكنّني لم أقم إطلاقاً بقضم جزءٍ منه، وأعتقد أنّني بتُ أعي أخيراً لما كنت أفعله.

علاوةً على ذلك، أدرك بأنّ التخلّص من العادات القديمة لن يحدث بين عشيّة وضحاها. فكلّ الأشياء الجيّدة في الحياة تستغرق وقتاً؛ مثل بناء علاقات ذات معنى، أو زراعة نبتة. طالما أنّها لن تحتاج إلى 23 سنة أُخرى، لا مشكلة لديّ بذلك أبداً.

One week after first session; three weeks after first session
Image Source: Getty / Francesco Carta
تجميل منزلي طرق تنظيف الفراشي في المنزل
Latest Career & Money