السعودية تخطط لإنشاء أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم
الإمارات العربيّة المتّحدة تتنحّى جانباً الآن، حيث تخطّط السعوديّة اليوم لبناء أكبر مشروع للطاقة الشمسيّة في العالم
HRH Crown Prince Mohammed Bin Salman signs MOU with @SoftBank CEO Mr. Masayoshi Son to develop the Solar Energy Plan 2030 which will be the biggest solar project in the world. #CrownPrinceinNYC pic.twitter.com/vj233P7LNM
— Saudi Embassy (@SaudiEmbassyUSA) March 28, 2018
"صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان يوقّع مذكرة تفاهم مع السيد ماسايوشي سون الرئيس التنفيذي لشركة "سوفت بانك" لتطوير "خطّة الطاقة الشمسيّة 2030" التي ستمثّل أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم".
يبدو أنّ وليّ العهد السعوديّ عازمٌ جدّاً على إخراج اقتصاد بلاده القائم على النفط من شرنقته وإدخاله دائرة الضوء العالميّة بالفعل؛ لكن بدعمٍ من قطاع الطاقة الشمسيّة هذه المرّة.
حيث تصدرت المملكة العربيّة السعوديّة مجدّداً أبرز عناوين الصحف والأخبار عندما أعلن ولي العهد سموّ الأمير محمد بن سلمان خلال مؤتمر صحفيّ عقده في مدينة نيويورك أنّه سيتعاون مع شركة الاتصالات اليابانيّة الضخمة والمتخصّصة باستثمارات التكنولوجيا، "سوفت بنك"، بهدف بناء أكبر مشروع لتوليد الطاقة الشمسيّة في العالم، وفقاً لما ذكرته قناة CNBC الأمريكيّة.
ولنعطيكم فكرة عن مدى ضخامته، سيُنتج المشروع ما يقدّر بـ200 غيغاواط، مقارنةً بقدرة لا تتجاوز الـ70 غيغاواط من الطاقة الشمسيّة التي يجري العمل عليها أو إنشاءها وتطويرها في الولايات المتّحدة. لذا نتحدث هنا عن فكرة ذات إمكانيّات هائلة بكلّ معنى الكلمة حقّاً.
وباعتبارها مهمّة كبيرة جدّاً، لن يكتمل مشروع الطاقة الشمسية حتّى عام 2030 فعليّاً، في حين ستصل تكلفة استثماره إلى 200$ مليار دولار أمريكيّ. لكن سيتمّ مبدئيّاً إنشاء أوّل وحدتين للطاقة الشمسيّة بقدرة 7.2 غيغاواط، بحيث تكونان قادرتان على إنتاج الكهرباء خلال عام 2019.
في نهاية المطاف، سيجري توزيع الطاقة الشمسيّة على مختلف أنحاء المملكة، فيما ستساهم عائدات أوّل وحدتين بتمويل المشاريع المستقبليّة بقطاع الطاقة الشمسيّة. هذا بالمقارنة مع خطط الإمارات الرامية لإنتاج ما يقدّر بـ1.17 ميغاواط فقط.
لكن هل يمكن حقّاً تجسيد مشروع للطاقة الشمسيّة بهذا الحجم على أرض الواقع؟
يرى السيّد ماسايوشي، الرئيس التنفيذيّ لشركة "سوفت بانك"، أنّ ذلك معقول جدّاً. إذ نقلت تقارير عن ماسايوشي قوله: "تنعم السعودية بكمٍّ كبيرٍ من أشعة الشمس، والمساحات الواسعة القابلة للاستثمار في هذا المجال، فضلاً عن المهندسين وأصحاب العمل المتمكّنين؛ وهي عوامل مؤاتية للمضي قُدماً بالمشروع، إلّا أنّ رؤية وليّ العهد تحديداً هي التي ستجعل الأمر مُمكناً (إذا كانت الفكرة قابلة للتنفيذ)". لذا ومع اتّخاذ الإجراءات المطلوبة، ستكتمل خطّة المشروع في نهاية شهر مايو؛ مما يجعل إمكانية إنشاء مشروع بهذا الحجم من الطاقة الشمسيّة أكثر وضوحاً.
يشكّل التوسّع في الطاقة المتجدّدة جزءاً كبيراً من رؤية السعوديّة 2030، التي تسعى إلى الحدّ من اعتماد الدولة على النفط وتنويع اقتصادها على الاستثمارات الخاصّة والصناعات المختلفة.
قد تبدو خططهم طموحةً إلى أهداف صعبة البلوغ، لكن مع قيام السعوديّة بتمويل المشروع، لا يُمكن أن ننكر بأنّ لديهم ما يكفي من الوقت والمال لخوض تجربة كهذه بالتّأكيد.