الحكومة المصرية تستخدم واتساب للكشف عن الأخبار الكاذبة
الحكومة المصريّة تستخدم وسيلة لن تخطر ببالكم إطلاقاً لمُعالجة مسألة الأخبار الكاذبة والمفبركة
أصبحت حملة مصر لمكافحة الأخبار الكاذبة والمفبركة تتماشى مع الفكر المعاصر اليوم على ما يبدو.
فانطلاقاً من إيمان الحكومة بأنّه يمكن للأخبار أن تشكّل تهديداً حقيقيّاً للأمن القومي، أطلقت الدولة العديد من الخطوط الساخنة التي يمكن للمواطنين استخدامها إما عبر الواتساب أو رسائل الـSMS للإبلاغ عن أيّ معلومات يصادفونها ويعتقدون بعدم صحّتها، وفقاً لما جاء في موقع The Next Web.
فبعد أن أدركت مدى سهولة التعامل مع تطبيق الواتساب ولاحظت استخدام جيل الشباب المتواصل للإنترنت، قامت الحكومة بخطوة أُخرى الآن لتحقيق غايتها تلك.
حيث صرّح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، السيّد ياسر القاضي، أنّه يجري العمل اليوم على إنشاء منصّة تواصل اجتماعيّ من شأنها أن تنافس موقع الفيسبوك ذاته وفقاً لرأيهم.
جاءت هذه التطبيقات والحلول الرقميّة بعد ورشة عمل استمرّت لمدّة يومين أقامتها وزارة العدل تحت عنوان "مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى مناقشات البرلمان الأخيرة حول وضع قانون لمكافحة الجرائم الالكترونيّة وترسيخ الرقابة الإعلاميّة، بحسب صحيفة Egypt Today.
كما تأتي هذه المبادرة أيضاً على أعقاب حادثةٍ غريبةٍ وقعت في مصر قبل بضعةِ أسابيع.
إذ نشرت قناة الـ"BBC" البريطانيّة تقريراً مصوّراً عن امرأة تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين تُدعى منى محمود أحمد، كانت قد زعمت أنّ الشرطة المصريّة اختطفت ابنتها زبيدة وعذبت، وأنّها لم ترها منذ سنوات.
لكن بعد مرور بضعة أيام على نشر الخبر، استطاع المذيع المصريّ الشهير عمرو أديب إيجاد الابنة المُختفية لتلك السيّدة وصوّرها برفقة زوجها وطفلها وهي تقول بأنّ الشرطة لم تعتقلها أبداً ولم تتعرّض للتعذيب. كما أكّدت أنّها لم تلتقِ بوالدتها منذ سنوات لأنّ أمّها لا تتحدّث معها مُطلقاً، دون أن تذكر سبباً واضحاً لذلك.
عقب تلك الحادثة، اتهمّ الكثيرون قناة الـ"BBC" بتلفيق القصص وفبركة الحقائق، كما ذكر وزير الخارجيّة المصري سامح شكري خلال اجتماع للأمم المتّحدة أن وسائل الإعلام الأجنبيّة تنشر أحياناً أخباراً كاذبة لأسباب سياسيّة محضة.
إلّا أنّني شخصيّاً، وبصفتي مصريّة الأصل والمنشأ، أقول بثقة أنّه لا ينبغي علينا أخذ كافّة تصريحات الحكومة المصريّة على أنّها الحقيقة المُطلقة بالطبع.
فلا شكّ أنّ فكرة نشر الأخبار الملفّقة لتهديد الأمن القومي واردة تماماً وفيها شيء من الصحّة بالتأكيد، لكن كيف لنا أن نميّز القصص المزيفة عن غيرها؟ وكيف يُمكننا أن نثق بأنّ الحكومة لن تحظر أيّ وسيلة إعلاميّة أو وكالة أنباء لأنّها ببساطة لا تحبّ ما تقوم بنشره؟
مع ذلك، دعا بعض أعضاء البرلمان الحكومة المصريّة إلى فرض رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بما في ذلك إطلاق حملات توعيّة حول خطر الفيسبوك على المجتمع.
برأيي المتواضع، يتمثّل الخطر الوحيد على المجتمع فعليّاً بأن يُملي علينا الآخرون الطريقة التي يجب علينا التفكير بها والتصرّف على أساسها.
Egyptian version of facebook launched as ‘Egypt Face’ A new social media network similar to facebook was launched in...
Posted by Julius Bintu on Sunday, March 25, 2018