التحكم بطائرات الدرون في المنتدى العالمي للتعليم والمهارات ب
بات بإمكانكم الآن التحكّم بطائرات صغيرة عن طريق التخاطر فقط لجعلها تؤدّي مهاماً متنوّعة عوضاً عنكم
Thank you to all the #wef18 attendees that came to visit us at the @fia and @emotiv #Tech4RoadSafety experience! See you next year!! #davos #neurotech4good #emotiv #FIA pic.twitter.com/UeixouRio0
— EMOTIV (@emotiv) January 26, 2018
"نشكر جميع الحضور في المنتدى الاقتصاديّ العالميّ 2018 الذين جاؤوا للاطّلاع على تقنيات fia@ وemotiv@ في مجال السلامة على الطرقات. نراكم العام القادم!".
تخيّلوا لو كان بإمكانكم استخدام طائرة "درون" صغيرة للقيام بكافّة المهام المزعجة نيابةً عنكم؛ كجلب هاتفكم المحمول مثلاً أو إعطائكم جهاز التحكّم بالتلفاز البعيد عنكم دون حتّى أن ترفعوا إصبعكم.
لا يمكننا تصوّر ذلك حقّاً، غير أنّ هذه التقنيّة أصبحت موجودة اليوم بالفعل على ما يبدو.
فضمن فعاليّات المنتدى العالميّ للتعليم والمهارات 2018 في دبي، قامت Emotiv –وهي شركة تابعة للقطاع الخاصّ ومعنيّة بتكنولوجيا المعلومات البيولوجيّة تقوم بتطوير وتصنيع أجهزة قارئة للدماغ– بإطلاعنا على طريقة عمل تقنيّتها هذه.
ما فعلته شركة Emotiv بشكلٍ أساسيٍّ اليوم هو ابتكار طائرة "درون" قادرة على قراءة إشارات الدّماغ والاستجابة لأوامره. كلّ ما عليكم بعد ارتداء أداة بلاستيكية خفيفة على الرأس مهمّتها تحليل النّبضات الكهربائيّة من الدماغ، هو أن تتخيّلوا الفكرة لتقوم الطائرة بتنفيذها على الفور. في الوقت الحاضر، قام مطوّرو الأداة بتوثيق استخدامها لمراقبة أنماط النوم والتحكّم بألعاب الفيديو. بينما شاهد حضور المنتدى طائرة "الدرون" تحوم بسلاسة بعد أن أعطها مرتدوا الأداة بعض الأمور عبر التخيّل فقط، وفقاً لصحيفة The National.
يعني ذلك أشياءً كثيرةً بالنسبة للمستقبل وفقاً لما قاله السيّد أوليفييه أوليير رئيس Emotiv؛ حيث يُمكن لأيّ وظيفة تتطلّب التركيز استخدام هذه التقنيّة فعليّاً. بدءاً من الطيّارين، والجرّاحين، ومروراً بمشغّلي المصانع، وحتّى الأشخاص العاديّين الذين يعملون في وظائف مكتبيّة، إذ لا يوجد حدود لمن يمكنه الاستفادة منها على أرض الواقع.
لقد أثبت الجهاز صحّة ذلك الطرح من قبل: ففي عام 2017، تمكن البرازيليّ رودريغو مينديز، المُصاب بالشلل منذ ما يقارب الـ30 عاماً، من اختراق نظام إحدى السيّارات؛ حيث قاد سيّارة فورمولا ون باستخدام عقله. أي سيّارة بدون عجلة قيادة ولا دوّاسات كانت تسير بالاعتماد على عقل مينديز فقط.
عند عِلمه بهذا الإنجاز الرائع، وافق بطل سباقات السيّارات لويس هاملتون (الذي كان أحد المتحدّثين في المنتدى أيضاً) على خوض سباق مع مينديز باستخدام سيّارتين يتحكّمان بهما عبر عقليهما فقط.
يبدو هذا الاختراع مذهلاً لأبعد الحدود دون شكّ، لكنّنا نشعر أنّه ينبغي علينا أن نقف للحظةٍ ونتساءل؛ هل سيكون التطوّر الفائق للتكنولوجيا ذاك نافعاً دائماً؟ فبالنّهاية، لا يُمكن أن نستأمن جميع الناس على استخدام تقنيّات علم الأعصاب للمنفعة الشخصيّة أو حتّى للمصلحة العامّة. فماذا إذاً؟
ترى الشركة أنّه يمكن أن تكون التقنيّة مؤذية فعلاً، في بعض الصناعات، نظراً للطريقة التي تعمل بها تلك الصناعات الآن. يستشهد أوليير بصناعة السيارات كمثالٍ على ذلك. فقد بات البشر يعتمدون أكثر فأكثر على أنظمة الـGPS، لكن في حالة الطقس السيء، يجب إيقاف نظام تحديد المواقع. ومع ذلك لا يتوقّف السائقون عن النظر إلى شاشاتهم وبالتالي يتفاعلون مع المحيط ببطءٍ شديد في الأحوال الجويّة السيئة؛ ممّا يؤدي إلى وقوع الحوادث. في نهاية المطاف، ستكون التكنولوجيا حاضرة عندما يتمّ إرسال إشارات دماغيّة إلى السيارة، والتي سترسل بدورها تحذيراً إلى السائق لإبلاغه بأنّه قد تعب، حتى يُبطّئ سرعته أو يتوقّف عن القيادة.
لكن في نهاية المطاف، تؤمن Emotiv أنّ فائدة تقنيّتها هذه ستكون أكبر بكثيرٍ من ضررها، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات معيّنة، إذ ستُغيّر حياتهم كليّاً نحو الأفضل.
مع تحوّل العالم الذي نعرفه إلى شيء أشبه بأفلام الخيال العلميّ، يبدو أنّ كلّ ما كنّا نراه مستحيلاً بات مُمكناً بالفعل الآن.