الإمارات تمنع الشيشة في خيم الإفطار الرمضانيّة
يبدو أنّكم ستضطّرون لإلغاء فقرة الشيشة من خيم الإفطار الرمضانيّة هذا العام في الإمارات
تمثّل الخيم الرمضانيّة تغييراً مُحبّباً لدى الجميع عن أجواء مائدة الإفطار الاعتياديّة في المنازل. فعازف العود، ورائحة البخور، والبوفيهات المفتوحة ذات الخيارات اللّامحدود (ما نحتاجه تماماً بعد الامتناع عن الأكل طوال اليوم)، إضافة إلى الشيشة، وفنجان القهوة عند نهاية الوجبة؛ تفاصيل تُلبّي صميم رغباتنا حقّاً.
إلّا أنّه قد يكون عليكم إلغاء فقرة الشيشة بعد الإفطار هذه السنة إن كنتم من سكّان الإمارات العربيّة المتّحدة. إذ ينص القانون الاتّحادي رقم 15 لعام 2009 بشأن مكافحة التبغ ولائحته التنفيذيّة في الدولة على عدم السماح بالتدخين إلّا عند الالتزام بتوجيهات معيّنة؛ مثل التهوية، والتكييف، وشفاطات الدخان. وهي خطوة منطقيّة بالفعل.
حيث تمتلئ أجواء الكثير من الخيام الرمضانيّة بالدخان فعليّاً، لدرجة أنّكم قد تعودون إلى المنزل بحنجرة ملتهبة وصداعٍ في الرأس. فالتدخين السلبيّ ضمن الأماكن المغلقة سيء جدّاً، أقول ذلك رغم أنّي من عشّاق الشيشة. إذ تصل طبقة الدخان الكثيفة تلك إلى الأطفال الذين يأتون للاستمتاع بتجربة الإفطار في الخيمة مع والديهم، أو السيدات الحوامل، أو أيّ شخص بالمناسبة، بعد فترة وجيزة فقط من إشعال الشيشة.
سيتمّ العمل بالحظر على هذا النحو: بدايةً، لن يُسمح للخيم بإدخال الشيشة ما لم تتقدّم بطلب الحصول على موافقات من قِبل إدارتي المباني والتخطيط في بلديّة دبي، بحسب موقع Scoop Empire. فإن حصلوا على التصاريح، ينبغي عليهم الالتزام بقواعد معيّنة تشمل؛ إبقاء مساحة فاصلة بين كلّ مدخّن وآخر وتقدّر بمتر مربع للشخص الواحد. إضافة إلى وجود نسبة معيّنة من النوافذ بحسب عدد الكراسي، عدا عن توفير نظام تهوية مناسب. إذا استوفت الخيام هذه المتطلّبات، سيكون بإمكانها تقديم الشيشة للزبائن – لكن ليس قبل وقتٍ معيّن.
وهذا هو الشرط الثاني؛ إذ لن يُسمح بتقديم الشيشة في الخيم الرمضانيّة قبل الساعة الـ9 مساءً. أمّا الخيم التابعة للفنادق فسيكون عليها اتّباع قاعدة أٌخرى إضافيّة وهي توفير مدخل خاصّ للخيمة منفصل عن مدخل الفندق، وأن تكون دورات مياهها في مكان أقرب لغير المدخّنين، مع الحرص على أن تكون الأرضيات والقماش المستخدم في عمل الخيم مقاوماً للحريق.
هذا ومع ذلك، قد لا تضبط الشروط الموضوعة تلك جميع الخيم. لذا وبحسب الدكتورة نسيم رفيع، مديرة إدارة الصحّة والسلامة العامة بالإنابة في بلديّة دبي، باشرت البلديّة بدراسة طلبات المتقدمين للحصول على تصاريح الخيم الرمضانيّة، وقد تمّ منح الموافقة لاثنتين منها فعلاً.
في حين قد تتضرّر شعبيّة الخيم التي لن تحصل على ترخيص رسميّ. فالنّاس لا يقصدون الخيم الرمضانيّة لتناول وجبة شهيّة وحسب كما يعلم الجميع. حيث يُفضّل الكثيرون البقاء في المنزل حتى لو كان سيترتّب عليهم الطبخ والتنظيف، لأنّهم ببساطة يحبون تناول الطعام بثيابهم المريحة أو البيجاما ويفضّلون الاسترخاء على الأريكة بعد ذلك لمشاهدة حلقات جديدة من مسلسلاتهم المفضّلة في رمضان.
فما يجعل الأمر يستحقّ عناء مغادرة المنزل فعليّاً بالنسبة لهم هو شيءٌ واحدٌ فقط؛ الشيشة بالتأكيد.