اعتقال الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة في المملكة العربيّة
المملكة العربيّة السعوديّة تعتقل 7 ناشطاتٍ مدافعاتٍ عن حقوق المرأة، والسبب يبدو محيّراً بعض الشيء
شهدت المملكة العربيّة السعوديّة مؤخراً حملة اعتقالات طالت سبعة من الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة فيها.
جاء هذا بعد أن بدأت الدولة تشهد تغييراً في قوانينها بسرعة فائقة لتكون أكثر مناصرةً للمرأة ولتوفير مناخ عامّ ملائم للاستثمار. فما الذي حدث إذاً؟
يبدو أنّ هؤلاء الناشطات يشكلن خطراً على أمن المملكة.
حيث ذكرت جهات من أمن الدولة في السعوديّة بأنّه قد تمّ احتجازهنّ نظراً "لمحاولتهنّ زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد... والتجاوز على الثوابت الدينيّة والوطنيّة"، بحسب صحيفة Gulf News. كما أنهنّ متهمات بـ"التواصل المشبوه مع جهات خارجيّة".
من بين أولئك السيّدات لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان. وهنّ ثلاثة من المناصرات لحقوق المرأة ممّن ناضلن طويلاً ضدّ قوانين حظر القيادة ووصاية الرجال على النساء في المملكة.
من جهتها، ترى منظّمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ أسباب اعتقالهنّ باطلة وغير مبرّرة. فقد قالت سارة ليا ويتسن مديرة فرع "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الأوسط: "تكمن الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها هؤلاء الناشطات في أن رغبتهن برؤية النساء يقدن السيارات قد سبقت رغبة محمد بن سلمان في ذلك، على ما يبدو"، كما وصفت ويتسن حملة إصلاحات ولي العهد السعوديّ بأنّها "رعب يطال الإصلاحيّين السعوديّين الحقيقيّين المطالبين بحقوق الإنسان وتمكين النساء علانيّة".
يُذكر أنّ السلطات كانت قد احتجزت الهذلول (وإحدى المعتقلات الأُخريات) أوّل مرّة في شهر نوفمبر 2014 عندما قررت الجلوس خلف عجلة القيادة وحاولت قيادة السيّارة من الإمارات العربيّة المتّحدة إلى الحدود البريّة للسعوديّة. كانت آنذاك ما تزال في الـ25 من عمرها، وعوقبت على ذلك باحتجازها في سجن الأحداث لمدّة 73 يوماً.
هناك النجفان أيضاً، وهي معتقلة أُخرى، وقّعت مع الهذلول على عريضة تطالب بإلغاء نظام وصاية الرجل على المرأة في المملكة عام 2016. ففي الوقت الراهن، وبموجب قانون الوصاية السعوديّ، لا يمكن للمرأة السفر، أو طلب الحصول على المساعدة الطبيّة، أو العمل، أو الزواج، دون موافقة الرجل الوصي عليها. لكن ورغم أنّ هذا القانون ما يزال قائماً، لكنّ الدولة أصبحت أكثر مرونة قليلاً من هذه الناحية. إذ سيكون بإمكان المرأة السعوديّة اليوم افتتاح مشاريعها التجاريّة الخاصّة دون الحاجة لموافقة ولي الأمر فعليّاً.
غير أنّ معظم الناشطات السعوديّات يعتقدن بأنّ التغيير الاجتماعيّ الحقيقيّ سيكون مُمكناً فقط إذا أقدمت الدولة على إلغاء نظام الوصاية الذكوريّ بشكل نهائيّ. لذا نأمل أن تكون تلك الإصلاحات بمثابة خطوات صغيرة نحو تحقيق هذا المسعى قريباً.
#Saudi women's rights advocate Loujain al-Hathloul in fact attended 69th UN's #CEDAW session in February this year & was detained upon her return, then placed under a travel ban.
This is what #MBS is retaliating at.
Full Story at @ALQST_ORG #New_Wave_of_Arrests pic.twitter.com/woAmgtSGA5
— Fadi Al-Qadi (@fqadi) May 19, 2018
"كانت لجين الهذلول المدافعة عن حقوق المرأة السعوديّة قد حضرت جلسة CEDAW بدروتها الـ69 للأمم المتحدة في فبراير من العام الجاري، إلّا أنّه تمّ اعتقالها عند عودتها إلى البلاد، وفُرض عليها حظر السفر.
هل هذا ما يثأر منه وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان؟