ربما سمعتم سابقاً عن حمية الكيتو؛ فهي طريقة شهيرة للأكل تُساعد متّبعيها على خسارة الدهون وفقدان الوزن. يحتوي هذا النّظام الغذائي على نسبة عالية من الدهون، ومعتدلة من البروتينات، ومنخفضة جدّاً من الكربوهيدرات، لذا فيتميّز بصرامته –إذ يُفترض بكم تناول 50 غرام أو أقل من الكربوهيدرات في اليوم الواحد– لكنّه لقي شعبيّة هائلة بين الناس.
عند الالتزام بحمية الكيتو، ستضطرّون لأكل كميّة قليلة جدّاً من الكربوهيدرات لإدخال الجسم بحالة فَرط الكيتون الذي يبدأ خلالها بحرق الدّهون كمصدرٍ للوقود بدلاً من الجلوكوز. لكن وفي حين قد يؤدّي ذلك فعلاً إلى فقدان الوزن، ينتج عنه أيضاً مجموعة من المضاعفات الخاصّة. لذا قمنا اليوم بإدراج أبرز إيجابيّات وسلبيات نظام الكيتو الغذائيّ وفقاً لما أخبرنا به أخصائيّو التغذية، وغيرهم من الأطباء، والخبراء الآخرين. هل ترغبون بتجربة حمية الكيتو؟ احرصوا بدايةً إذاً على تصفّح هذه القائمة واستشارة طبيبكم عنها.
حازت حمية الكيتو على شعبيّة كبيرة جدّاً بسبب العدد الذي لا يحصى من الأشخاص الذين فقدوا وزنهم عند اتّباعها، مثل السيّدة fat2fitdreaj@ التي خسرت أكثر من 100 باوند عند اتّباعها لنظام الكيتو الغذائي. وقد أخبرت صفحة keto.fit.usa@ على الإنستغرام قائلةً: "كان ذلك التغيير بنمط حياتي هو أفضل قرار اتّخذته على الإطلاق. لا أريد أن يتخطّى وزني الـ300 باوند من جديد! لا يوجد ما يوقفني الآن".
اطلعوا على معرضنا الذي يضمّ 18 صورة قبل وبعد الحمية تُظهر كيف يُمكن أن تكون الكيتو فعّالة لإنقاص الوزن.
1 / 8
سلبيّة: نقص الفيتامينات والمعادن
Image Source: POPSUGAR Photography / Sheila Gim
بما أنّ حمية الكيتو فقيرةٌ جدّاً بالكربوهيدرات، فيتطلّب ذلك الابتعاد عن الحبوب الكاملة والفاكهة. لكن بالرغم من احتواء الفاكهة على السكّر، إلا أنّها تشكّل مصدراً ممتازاً للألياف، والفيتامينات، والمعادن. وإذا كان تركيزكم أكبر على تناول الدّهون، والبروتينات، فقد تُهملون حينها تناول الكميّة اليوميّة الموصى بها من الخضار، وسيفوتكم الحصول على تلك المواد الغذائيّة الهامّة.
خلال حديثها مع بوب شوغر، أخبرتنا السيّدة كاثرين بروكينغ، وهي أخصّائيّة تغذيّة حاصلة على شهادة ماجستير في العلوم والمؤسّسة الشريكة لمركز Katherine Brooking، قائلةً: "قد ينتهي بكم المطاف باتّباع نظام غذائيّ ينقصه مجموعة من الفيتامينات والمعادن".
2 / 8
إيجابيّة: تنظّم سكر الدم
Image Source: POPSUGAR Photography / Cera Hensley
باعتبار أنّ حمية الكيتو منخفضة جداً بالكربوهيدرات وبالتالي فهي قليلة السكريّات، قد تكون فعّالة بتنظيم سكر الدم ومعالجة داء السكريّ من النّمط الـ2 عندما يتمّ اتّباعها بعناية تحت إشرافٍ طبيّ.
إذ أخبر الدكتور فيني موقع بوب شوغر أنّ حمية الكيتو يُمكن أن تُساعد بتنظيم نسبة السكّر في الدم، فيقول: "داء السكري من النمط الثاني مرض يتّسم بارتفاع نسبة السكّر في الدم؛ ممّا يعني أنّه يُمكن اعتباره مرض عدم تحمّل الكربوهيدرات"، ثمّ يضيف: "عند اقتطاع معظم الكربوهيدرات الغذائيّة عبر حميّة معدّة بشكلٍ جيّد، سيتمكّن الأشخاص الذين يعانون مع النّمط الثاني لداء السكريّ من تقليل مستويات السكّر في الدم وسيبقونها أقرب إلى معدّلها الطبيعيّ أو سيتمكّنون من بلوغه فعلاً".
نظراً لاحتواء حمية الكيتو على نسب عالية جدّاً من الدّهون، فقد ينتهي الحال بكم بتناول كميّات كبيرة من الدهون المشبعة الموجودة في اللّحم المقدّد، والزبدة، والجبن، واللّحوم الدهنيّة، ممّا قد يؤثر سلباً على مستويات الكولسترول لديكم.
حيث أخبرت الاختصاصيّة بروكينج موقع بوب شوغر قائلة: "قد تلاحظون ارتفاعاً كبيراً بمستويات الكولسترول لديكم، لأنّ جميع هذه العناصر الغذائيّة غنيّة بالدهون المُشبعة التي يُعرف عنها بأنّها ترفع نسبة كوليسترول البروتين الدهنيّ منخفض الكثافة الضار للجسم". من جهته أضاف الدكتور أمنون بنيامينوفيتز، الطبيب المشرف على مركز Medical Offices في مانهاتن، أنّ ذلك تحديداً يسبّب مشكلةً للأشخاص المعرّضين لعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
لذا إن كنتم تريدون اختبار حمية الكيتو، فهذه هي نصيحة الدكتور أمنون لكم: "ينبغي عليكم الخضوع لفحص الكولسترول بشكلٍ روتينيٍّ وأن يليها زيارة لطبيب القلب أو طبيب الغدد الصمّاء لتعديل الحمية بما يناسبكم والمساعدة على التقليل من مخاطرها".
4 / 8
إيجابيّة: تقليل الالتهاب
Image Source: POPSUGAR Photography / THEM TOO
يمكن أن تُساعدكم حمية الكيتو في إنقاص وزنكم دون شكّ، لكنّها ليست الطريقة الوحيدة التي تستهدف فيها الدّهون بالبطن. فخلال حديثه مع بوب شوغر، أخبرنا الدكتور ستيف فيني، الحاصل على شهادة ماجستير ودكتوراه في الطب، وكبير الأطباء في مركز Virta Health، أنّ الحمية قد تساعد في مكافحة الالتهابات أيضاً.
فقال: "للحمية الكيتونيّة المعدّة بالشكل الصحيح تأثيرات مضادّة للالتهابات في جميع أنحاء الجسم؛ بما في ذلك منطقة دهون البطن، وبالتالي يُمكن للشخص أن يفقدها حينها". هذا وقد يساعدكم الحدّ من الالتهاب المزمن أيضاً على تخفيف آلام المفاصل، ومشاكل الجهاز الهضميّ، والإرهاق، ومشاكل البشرة.
تقول الدكتورة هولي بودويل، رئيسة وأخصائيّة التغذية السريريّة في مركز Balanced Nutrition of Jacksonville: "رغم أنّه ثبت بأنّ الحمية الكيتونيّة تقلّل الشهية أثناء حرقها للدهون وتحافظ على الكتلة العضليّة، إلّا أنّها لا تخلو من المخاطر"، إذ تتابع بالقول: "فالكيتونات منتج ثانويّ لفرط الكيتون. إذا تراكمت هذه الأجسام داخلكم، يمكن أن ينتج عنها حالة تدعى الحماض الكيتوني". عندما يحصل ذلك، تتراكم الكيتونات في الدم، ممّا يجعلها شديدة الحموضة وتتسبّب في الجفاف. في الحالات القصوى جدّاً، قد يؤدي هذا الجفاف إلى الغيبوبة أو الموت.
أخبرت طبيبة القلبيّة الدكتورة لويزا بيتر موقع بوب شوغر أنّ حمية الكيتو يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم، وإن لم يكن ذلك بشكلٍ مباشر. فقالت: "نظراً لتأهّب الأشخاص البدناء العالي للإصابة بضغط الدم المرتفع، فقد يُقلّل فقدان الوزن عند اتّباع حمية الكيتو من نسبة خطره.
ثمّ أضافت: "خلاصة القول، تُحسّن الحمية الكيتونيّة ضغط الدم، لكنّ ذلك ليس تأثيراً مباشراً لها، بل من خلال فوائدها غير المباشرة المتمثّلة بخسارة الوزن"، وتتابع: "إذا تمّ تطبيق حمية الكيتو بدون تحقيق هدف تخفيض الوزن، أي أنّها كانت تقوم على نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالدهون دون نقصٍ في السعرات الحراريّة، فقد لا يؤثر ذلك على ضغط الدم إطلاقاً. حيث يظلّ فقدان الوزن هو السبب الدخيل الأوّل وراء تحسين ضغط الدم، يليه تقليل كميّة الملح، وممارسة الرياضة".
7 / 8
سلبيّة: ضعف بوظائف أعضاء الجسم
Image Source: POPSUGAR Photography / Rima Brindamour
تقول السيّدة لورين كيرني، وهي أخصائية تغذية بالطب الطبيعي الشامل: "يأتي مصدر الطاقة الرئيسيّ للجسم عادةً من الجلوكوز؛ وهو السكر الذي يتمّ استقلابه من هضم الكربوهيدرات". يمثّل الجلوكوز المصدر الرئيسي للوقود بالنسبة للدماغ، والجهاز العصبيّ، وخلايا الدم الحمراء، وبعض أنسجة الجسم – والكربوهيدرات هي مصدر رئيسيّ للجلوكوز.
كما توضّح كيرني بالقول: "بدون توفّر مستويات كافية من الجلوكوز في النظام الغذائي، يضطرّ الجسم إلى تغيير الطريقة التي يصرف بها الطاقة ليتمكّن من أداء وظائفه. تُسبّب الوجبات الغذائيّة قليلة الكربوهيدرات، والغنيّة بالدهون والبروتين تغيّراً في استقلاب الجلوكوز إذ يبدأ الجسم بالاعتماد على عناصر الدهون المحلّلة جزئياً والتي تدعى الأجسام الكيتونيّة كوقود له". وتضيف: "إذا استهلكتم الكميّة المناسبة من السعرات الحراريّة النّاتجة عن الكربوهيدرات، فسيمنع الجسم تحلّل البروتين إلى أحماض أمينيّة للطاقة (إلى كيتونات) للحفاظ على الأداء الأمثل لأعضائه الحيويةّ؛ مثل الكبد والكليتين".
مع ذلك، فإنّ الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو يخاطرون بعدم وجود ما يكفي من الجلوكوز في أجسامهم بسبب تقييد أنفسهم بنظام الغذائي قليل بالكربوهيدرات. تقول كيرني أنّه عند حدوث ذلك، سيبدأ الجسم في أخذ البروتين من العضلات. وأوضحت أنّ "هذا سيقلّل من بناء، وشفاء، وأداء الجسم لوظائفه وعمل أعضائه الحيويّة؛ مثل القلب، والرئتين، والكبد، والكليتين".