إطلاق معجم لغة الإشارة الاماراتيّ
معجم لغة الإشارة الإماراتيّ على وشك أن يبصر النور قريباً، وإليكم الأسباب التي تجعل إطلاقه خطوةً ضروريّةً للغاية
بحلول نهاية العام الحالي، ستطلق "مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصّة" معجم لغة الإشارة الإماراتيّ للصمّ في الإمارات العربيّة المتّحدة.
إذ يجري اليوم إنشاء معجم لغة الإشارة الإماراتيّ بالتعاون مع ثمان جهات في الدولة، وسيصل عدد كلماته إلى 5,000 كلمة. حيث يهدف المشروع إلى ضمان استمرار ونموّ لغة الإشارة، إضافة إلى تحسين المستوى العلميّ والثقافيّ لمستخدميها، وفقاً لما نقلته صحيفة Gulf News عن سعادة عبدالله عبد العالي الحميدان الأمين العام لمؤسّسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة.
يُذكر أنّ لغة الإشارة تشبه إلى حدّ كبير اللّغة المنطوقة؛ بمعنى أنّ هنالك مئات اللّغات المختلفة. إذ يوجد في العالم حوالي 300 لغة إشارة. بينما يتبنّى العالم العربي "القاموس الإشاري العربي للصمّ" الذي تم إطلاقه عام 2007، لكنّ المشكلة حقيقةً هي عدم وجود لغة موحّدة بين كافّة الدول فعليّاً. كما يُمكن أن تختلف اللّهجات عن بعضها بشكل كبير أيضاً. ولعلّ الأسوأ من ذلك كلّه هو أنّه في بعض المناطق الريفيّة من سريلانكا أو تنزانيا، قد يكون لكلّ مدرسة صُم لغة إشارة خاصّة لا يعرفها سوى طلّاب تلك المدرسة. عندها يكاد يكون من المستحيل للصُم أن يتواصلوا مع أيّ شخص آخر خارج نطاق مدرستهم ذاتها؛ وحتّى أولئك الذين يعانون من النقص الجزئي أو الكلّي في السمع.
على الرغم من أن لغة الإشارة في الإمارات ليست في حالة عسيرة جدّاً، إلّا أنّ الدولة ومن خلال إنشائها لقاموسٍ واحد، ستقوم بتوحيد جميع رموز الإشارة. وبالتالي ستصبح لغة عالميّة واحدة بالنسبة لجميع المعنيّين بلغة الإشارة؛ بمن فيهم مدرّسيها، ومترجميها، وعائلات ذوي الإعاقات السمعيّة، وفاقدي السمع أنفسهم، بحيث يمكنهم التواصل بها باستخدام أيديهم.
سيجري إنجاز المشروع على مراحل. إذ سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى البالغ عدد كلماتها 1,254 خلال هذا الشهر، ثم ستتبعها 1,254 كلمة أُخرى بحلول تمّوز القادم، وستختتم المرحلة النهائية ذات الـ1,238 كلمة المشروع في نهاية العام الجاري.
سيكون هذا القاموس معجماً للغة الإشارة على مستوى الدّولة للّهجة الإماراتيّة، وسيتماشى المشروع مع "رؤية الإمارات 2021" الرامية لتوفير بيئة شاملة تدمج في نسيجها مختلف فئات المجتمع، وتحافظ على ثقافة الإمارات، وتراثها، وتقاليدها، وتعزيز تلاحمها المجتمعي والأسري.
يجب أن نُشيد فعلاً بالجهود الجبّارة لدولة الإمارات، حيث لا تترك حكومتها مجالاً دون أن تسعى لتطويره وتحسينه في أسرع وقت ممكن.