VeganNation تطلق عملة فيغان كوين
أصبح بإمكان النباتيّين اليوم استخدام عملة نقديّة خاصّة بهم. وهذا كلّ ما تحتاجون معرفته حول ذلك
بات من الواضح للجميع الآن أنّ التحوّل إلى نظام الحياة النباتيّ آخذٌ بالرواج اليوم. وقد وصل هذا التوجّه حتّى إلى دول العالم العربي، خاصّة بعد إطلاق فيلم نتفليكس الوثائقي What the Health الذي كثر الحديث عنه.
أمّا الآن فقد أصبح هناك منصّة اجتماعيّة خاصّة بالنباتيّين تحمل اسم VeganNation. وهي عبارة عن موقع اجتماعي عالميّ يجمع أفضل مزايا Facebook، وPinterest، وAirbnb، مضيفاً إليها UberEats، ويدمجها مع بعضها في مكانٍ واحدٍ يقوم على الفكر النباتيّ كقاسم مشترك. وبدلاً من شراء الأشياء نقداً هناك، يُمكنكم أن تدفعوا سعر المنتجات باستخدام الـ"فيغان كوين" VeganCoin التي تمثّل عملة افتراضية مثل البيتكوين. لكن ماذا يعني ذلك، ولماذا يعتمدها الناس بدلاً من الأموال العاديّة؟
يعتقد البعض بأنّ العملة المشفّرة هي الوسيلة التي سنتعامل بها ماليّاً في المستقبل، كونها عملة افتراضية لا توجد نقداً بين أيديكم. لذا فعندما ظهرت البيتكوين –التي تُعدّ واحدة من أنواع العملات المشفّرة– جُنّ جنون الكثيرين واشتروا كميّات كبيرة منها، ممّا أدّى إلى ارتفاع أسعار البيتكوين بشكل هائل (بسبب محدوديّة توافرها في السوق). وقد أصبحت ذات قيمة عالية بين العملات الافتراضيّة.
الـ"فيغان-كوين" عملة افتراضية كذلك تدفعون للحصول عليها مبالغ نقديّة ملموسة بدايةً، لكنّكم تستخدمون الـ"فيغان-كوين" بعد ذلك على الموقع الإلكترونيّ لشراء، أو تبادل، أو بيع الخدمات والمنتجات. هل ستكون قيمتها أكبر من الأموال الحقيقيّة إذاً؟ لا نعرف تماماً. فالبعض يقول نعم، وآخرون يخالفونهم الرأي، لكن هناك أشخاص يحاولون جمعها لأنّهم واثقون بقيمتها جدّاً.
بالنسبة للسيّد توماس إيساك، يقوم الاعتقاد الآن على أنّ حتى تجّار التجزئة الذين يتقاضون رواتبهم بالـ"فيغان-كوين"، سيأخذون هذه الأموال ويستخدمونها مرة أُخرى بالـ"فيغان-كوين" مُقابل خدمات أُخرى. وإذا كانوا يريدون نقوداً ملموسة، فسيجدون أشخاصاً في جميع أنحاء العالم يرغبون بشراء الـ"فيغان-كوين".
جاء النظام البيئيّ النباتيّ الذي تم إطلاقه في شهر مايو من العام الحالي 2018، من ابتكار السيّد توماس ذاته وهو الرئيس التنفيذيّ لعلامة VeganNation، الذي أتى بالفكرة بعد أن تضوّر جوعاً في إحدى المرّات.
فخلال رحلة لركوب الدراجات ضمن جبال الألب، لم يستطع توماس أن يجد شيئاً يأكله هناك؛ فهو لا يأكل البيض، أو منتجات الألبان، أو الأسماك، كما لا يستخدم أيّ منتجات ما لم تكن غير معتمدة إطلاقاً في صنعها على الحيوانات والتجربة عليها. بعد ركوب الدراجات لساعات، خطر للسيّد توماس الذي أنهكه الجوع أنّه لا بدّ أن يكون هناك شخص نباتيّ في منطقة جبال الألب لن يمانع باستضافته وتقديم وجبة نباتيّة له.
من هنا ولدت فكرة VeganNation التي تهدف إلى جعل أتباع نمط الحياة النباتيّ أمراً أكثر سلاسة، مع العمل على تأمين منتجاتها وتوفيرها بشكلٍ أكبر للأشخاص الذين يتطلّعون إلى عيش نمط الحياة الصحّي هذا.
لكن خلافاً لبعض منصّات التواصل الاجتماعي (أو الحميات الغذائيّة مثل نظام أتكينز أو رجيم دوكان) التي تظلّ لفترة محدودة وتختفي، لا يُعتبر نمط الحياة النباتيّ مجرّد صرعة عابرة. إذ يبلغ عدد النباتيون في العالم حوالي 300 مليون شخص. وفي دول أوروبا الغربيّة، شهد النظام الخضريّ نموّاً بنسبة 100% في السنة. بينما تخطّت ذلك في الولايات المتحدة. هذا ويوجد في البرازيل ثلاث مقاطعات مدرسيّة عامّة تقدّم فقط الطعام النباتيّ في مدارسها، مع وجود المزيد من الخطط بخصوص ذلك.
لا شكّ أنّ المشاهير قد لعبوا دوراً أيضاً بجعلها صيحة شعبيّة (مثل بيونسيه، ومايلي سايرس، ليام هيمسورث، وأريانا غراندي، وجاريد ليتو، وبراد بيت، على سبيل المثال لا الحصر)، لكنّ توماس مقتنع بأنّ منصّة VeganNation باقيةٌ وستستمر. فهذا ما استنتجناه ممّا أخبرنا به:
1. لا يرتكز نظام الحياة النباتيّ حول الطعام وحسب. فهي نمط حياة متكامل
يُذكر أنّ أحد المفاهيم الخاطئة المفّضلة لدى توماس فيما يخصّ الحياة النباتيّة هو اعتماد هذا النظام على ما يأكله الشخص. إلّا أنّه في الواقع أسلوب حياة. فما الفائدة من أن يكون الشخص نباتيّاً، إذا كان المستحضر الذي يستخدمه قد تم اختباره على الحيوانات؛ مثل أحمر الشفاه مثلاً. حيث يتعارض ذلك مع الغرض المنشود. لذا إن كنتم ترغبون بالتحوّل للنباتيّة، فانطلقوا منها كأيديولوجية: أي لا تتعاملوا بأيّ منتج يقوم على استغلال الكائنات الأُخرى.
2. يجري حاليّاً العمل على خط ملابس نباتيّ
حيث يتعاونون اليوم مع مجموعة من العلامات التجارية الحديثة والعصريّة لتصميم ثياب قابلة لإعادة التدوير بعمليّة صناعيّة تراعي العمّال والبيئة. فإلى جانب كونها صحيّة ويُنظر إليها كقطع متماشية مع الموضة، تعتمد النباتيّة أيضاً على تضافر الجهود معاً لتغيير العالم، وهذه إحدى الطرق للإسهام بذلك وفقاً للسيّد توماس.
3. قد يكون اتّباع النّظام النباتيّ صعباً... لكنّه يغدو أسهل مع الوقت
تتمثّل التحدّيات التي تواجه النباتيّين بالعثور على المنتجات النباتيّة الصرفة والتي لا تستخدم الحيوانات بأي شكل من الأشكال. لذا يضطّر النباتيّون للقيام بالكثير من عمليّات البحث حول تلك الأمور. لا نقصد هنا المأكولات فقط، فهذا أسهل جزءٍ في اتّباع ذلك النظام. بل نتحدّث حقيقةً عن إيجاد مرطّبات بشرة ومكياجات لا تجري اختباراتٍ على الحيوانات، وملابس لا يكون لعمليّة إنتاجها ضررٌ على بالبيئة، والقائمة تطول. لذا تسعى VeganNation إلى إعفائكم من التخمين المطوّل؛ إذ تعمل منصّتهم كسوقٍ يُمكن للناس فيه التحدّث عن النباتيّة، ومشاركة بعضهم بالوصفات، والمعلومات، والمواقع، والمنتجات، والتجارب التي مرّوا بها ليسهّلوا بذلك على غيرهم اتخاذ قرار مستنير.
4. المنتجات النباتيّة غالية الثمن. ماذا نفعل إذاً؟
بالرغم من توفّر الكثير من الخيارات المتنوّعة، إلّا أنّ تكلفتها مرتفعة فعلاً. من جهته، يعتقد توماس أنّه مع النمو الكبير للنّظام النباتيّ، ستبدأ صناعة الأغذية بالاستثمار أكثر في المنتجات النباتيّة، مما يخلق تنافساً بين العلامات التجاريّة؛ الأمر الذي سيؤدّي بدوره إلى انخفاض الأسعار.
5. ستتبنّى دول الشرق الأوسط نمط الحياة النباتيّ أيضاً
يعرف الناس في المنطقة بأنّ الأمير خالد ابن الأمير والملياردير السعودي الوليد بن طلال، قد أخذ على عاتقه مهمّة نشر النباتيّة في الشرق الأوسط. فهو يخطّط لفتح ما لا يقل عن 10 مطاعم نباتيّة بحلول عام 2020، وفقاً لما نشرته صفحته على الفيسبوك. يعتقد توماس أنّ مدينة دبي ليست بعيدة عن بلوغ هذا الهدف، فباعتبارها وجهة معاصرة رائدة من حيث توجّهات السوق، باتت النباتيّة تشهد نموّاً هناك، لكنّه يعترف أنّ وتيرتها أبطأ من غيرها.
أستطيع أن أجزم ذلك شخصياً عن دبي. فمنذ انطلاقي بنمط الحياة النباتيّة وفشلي اللاحق بها (إذ استقريّت على تناول الطعام النباتيّ في أيام الأسبوع عوضاً عن ذلك)، تمكّنت فعلاً من تحديد جميع المطاعم النباتيّة. لذا دعوني أخبركم أن هناك الكثير من خيارات الطعام الشهيّة المتوفّرة أمامكم في حال أردتم تجربة هذا النظام.
فيديو عن Vegan Nation من علامة Vegan Nation عبر موقع Vimeo.