هل يمنع ارتداء الكمامات انتشار فيروس كورونا فعلاً؟
بهذه الطريقة تُبطِّئ الكمّامات انتشار فيروس كورونا، وفقاً لطبيبة متخصّصة

لكن في خضم كلّ تلك التوصيات وبمساعدة خدمة الإعلانات العامة، قد ننسى أحياناً المنطق الفعلي وراء أقنعة الوجه. من المهم أن نتذكر سبب ارتداء الكمامة، حتى نتمكّن من تثقيف بعضنا البعض والحفاظ على حماستنا لربطها على وجوهنا.
لماذا تمنع أقنعة الوجه انتشار فيروس كورونا فعليّاً؟
الشيء الذي يجب علينا تذكّره هو أنّه عندما نرتدي الكمامة، فهذا لا يعني بالضرورة أنّنا في مأمن من الفيروس — لكنّها طريقة فعّالة جداً لحماية الأشخاص من حولنا. وهو ما صاغته أخصائية المناعة وطبيبة الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد، آن ليو، بقولها "ارتداء الكمامة يحمي الآخرين، والآخرين الذين يرتدون الكمامة يحمونكم أيضاً".
إليكم السبب في ذلك:
• تلتقط الكمامات قطيرات الرذاذ التي يفرزها الجهاز التنفسي والتي يمكن أن تنقل الفيروس. على المستوى المجهري، تعمل أقنعة الوجه كحاجز ضد القطيرات التنفسيّة التي تنطلق من أنفكم وفمكم أثناء الزفير، أو السعال، أو العطاس. قالت الدكتورة ليو أنّ هذه القطيرات هي الوسيلة الرئيسية لانتقال فيروس كورونا وفقاً للدراسات، وهي في الأساس "ما يتمّ إمساكه من قِبل ألياف الكمّامة". "لذا، كلّما زاد عدد الطبقات، كلّما كان ذلك أفضل؛ وكلّما كان النسيج أكثر إحكاماً، كلّما كان أفضل". وأشارت إلى أنّ الكمّامات غير الطبية تميل لأن تكون أكثر قابليّة للاختراق بسبب عدم إحكام مساماتها، لذا تنزلق عبرها بعض القطيرات الصغيرة أو تخرج من جوانبها وأطرافها فعليّاً، لكنها تقوم بعمل جيد في التقاط القطيرات الأكبر حجماً. كما أظهرت دراسة حديثة أنّه يمكن للعطاس أو السعال المكشوف أن يقذف القطيرات إلى بعد ثمانية أقدام في المتوسط؛ لكنّ ذلك ينخفض إلى 2.5 إنش عند ارتداء قناع الوجه القماشي. تُظهر الأدلة المتزايدة أنّ فيروس كورونا ينتقل عن طريق الهواء، ممّا يجعل الكمّامات أكثر أهميّة.
• ينقل الكثير من الناس الفيروس دون أن تظهر عليهم أيّة أعراض. تتفاوت الإحصائيات عموماً، لكن قدّرت الدكتورة ليو أنّ حوالي نصف حالات انتقال العدوى تأتي من أشخاص لا تظهر عليهم أيّة أعراض في وقت الانتقال. يوافقها الرأي في ذلك نموذج رياضي جديد. أوضحت الدكتورة ليو أنّ الأمر مختلف عن تفشي الأنواع السابقة من فيروس كورونا (مثل سارس 1 وميرس)، والتي "انتشرت بصورة أساسيّة من الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض". يمثّل هذا أحد أبرز الأسباب التي أدّت إلى التأكيد على توصيات ارتداء الكمامة الآن في حين لم يكن ذلك مطلوباً في الماضي، وهو أيضاً السبب في ثبوت فكرة أنّ احتواء جائحة كوفيد-19 يمثّل مهمّةً صعبةً للغاية مقارنة بالأنواع السابقة: حيث يُصاب الناس بالفيروس دون أن يعرفوا، وينشرونه إلى الآخرين دون قصد منهم. في هذه الحالة، يُعدّ ارتداء الكمّامة أمراً بالغ الأهميّة، لأنّها تقلّل بشكل كبير من فرص انتقال العدوى من الشخص المصاب والذي لا تظهر عليه أعراض عندما يكون في الخارج.
• الأقنعة هي أفضل فرصة لنا لإنهاء مسألة التباعد الاجتماعي. بالنظر إلى تقديرات الحالات غير المصحوبة بأعراض، ليس لدينا طريقة مضمونة لمعرفة من يحمل فيروس كورونا ممّن لا يحمله. قالت الدكتورة ليو، حتى إذا كانت لدينا القدرة على القيام باختبار شامل، هناك غالباً وقت طويل بين التقاط الفيروس وظهور نتيجة إيجابيّة للاختبار، حيث يكون الفرد قادراً على نقل العدوى للآخرين. ونظراً لأنّه لا يمكننا تحديد كلّ شخص مصاب بفيروس كورونا بناءً على الأعراض أو الاختبار، فالحل في هذه الحالة هو إبطاء انتشاره بوسائل أُخرى. قد يكون التباعد الاجتماعي هو الأكثر صعوبة، وتثبت الولايات المتحدة أنّ الدولة لا يمكنها إغلاق نفسها لفترة طويلة. قالت الدكتورة ليو: "البديل عن ارتداء الكمّامات هو أن يبتعد كل شخص جسديّاً عن الآخرين حتى تنتهي الجائحة"، وفي هذه المرحلة، على مستويات متعددة، من غير المرجّح أن ننجح بعيش عام آخر من التباعد الاجتماعي على ما يبدو.
لا أحد يقول أنّه من الممتع ارتداء الكمّامة في كلّ مرة تغادرون فيها المنزل، خاصة إن كنتم من العمال الأساسيّن الذين يرتدون كمّامة كل يوم في العمل. لكن في الوقت الحالي، يمكن أن يحدث ارتداؤها فرقاً كبيراً من حيث إنقاذ الأرواح وإعادة العالم إلى المسار الصحيح. قالت الدكتورة ليو: "يجب على الناس التفكير في الأمر على أنّه 'أنا أرتدي الكمامة لإظهار أنّني أهتم بالأشخاص من حولي'". وأضافت: "الطريقة الوحيدة التي سنتمكن عبرها من التقارب الجسدي مرّة أُخرى هي باستخدام الكمّامات".
إذا لم تتمكّنوا من العثور على أيّ منها في المتاجر، اشتروا كمّامات الوجه القماشيّة عبر الإنترنت (إليكم هنا 60 خياراً إضافيّاً) أو اصنعوا كمّامتكم الخاصّة بأنفسكم مع هذه الحيلة المبتكرة لتصنيعها في المنزل.
تهدف بوب شوغر إلى تزويدكم بأدقّ وأحدث المعلومات حول فيروس كورونا، لكنّ التفاصيل والتوصيات حول هذا الوباء ربما تكون قد تغيّرت منذ تاريخ نشرها. للحصول على أحدث المعلومات حول كوفيد-19، يرجى التحقق من المصادر الرسميّة؛ منظمة الصحة العالميّة، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وأقسام الصحة العامة المحلية.