Skip Nav

هل يمكن لشرب الماء أن يعزز عملية الأيض?

هل يمكن لشرب الماء أن يعزّز عمليّة الأيض لديكم؟ إليكم ما يريد اثنان من الخبراء أن تعرفونه حيال ذلك

Does Drinking Water Boost Your Metabolism?

إذا كنتم تبحثون عن طرق لتعزيز عمليّة الأيض لديكم، فقد قمنا سابقاً بتغطية الأساسيّات لذلك: حيث يجب عليكم ممارسة تدريبات القوّة، وتناول المزيد من البروتينات الخالية من الدّهون، وتناول الدّهون الصحيّة، واستهلاك كميّات أقل من السكّر، وببساطة إضافة المزيد من النّشاط إلى نمط حياتكم. الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الخبراء الاتفاق عليه هو تأثير شرب الماء على معدّل الأيض (وهو ما يشير إليه النّاس حقّاً عندما يتحدّثون عن عمليّة الأيض عموماً). معدّل عمليّة الأيض فعليّاً هو العمليّة المعقّدة لكيفيّة إنتاج الجسم للطّاقة النّاتجة عن الدّهون، والبروتينات، والكربوهيدرات/السكّر، وكيفيّة تخزينه لهذه الطّاقة.

أشارت بعض الدّراسات إلى أنّ الماء البارد، على وجه التحديد، هو من الحيل القادرة على تعزيز عمليّة الأيض. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة صغيرة نشرت في مجلة Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism عام 2003 أنّ شرب 500 مللتر من الماء زاد من معدّل الأيض بنسبة 30% لأكثر من ساعة. بينما ناقش آخرون بأنّه لا يوجد شيء يمكن قوله حقّاً عن تأثيرات الماء البارد على عمليّة الأيض لأنّه لا يسبّب سوى زيادة طفيفة في الطّاقة التي تصرفونها. لذا استعنّا بمساعدة اثنين من الخبراء كي يوضّحا لنا الأمر برمّته.

هل يمكن لشرب الماء أن يعزّز من عمليّة الأيض لديكم؟

كنا قد تحدّثنا سابقاً إلى أخصائيّي تغذية معتمدين وأجابانا بالنّفي. لكن على المستوى العلميّ، يقول لنا الدكتور ألبرت أهن، أستاذ الطبّ الباطنيّ في جامعة NYU Langone بنيويورك، بأنّ الإجابة عمليّاً هي "نعم". لأنّكم عندما تشربون الماء المثلّج، فإنّ عمليّة توليد الحرارة، أو "تعديل درجة حرارة الماء من البرودة المثلّجة إلى درجة حرارة الجسم، تصرف طاقة فعلاً"، وفقاً لما أخبر به بوب شوغر. وتابع: "أنتم تدفعون أجسامكم لبذل جهد أكبر قليلاً؛ مّما يحرق سعرات حراريّة أكثر". لكنّ كميّة السعرات الحراريّة التي تحرقونها بذلك ليست كبيرة جدّاً. ثم مضى قائلاً، لكنّه قد يتراكم على مدى فترات طويلة من الزّمن: "بمعنى أنّكم إذا شربتم أربعة أو خمسة أكواب من الماء البارد كلّ يوم لبقيّة حياتكم، فإنّ عدد السعرات الحراريّة التي تمّ حرقها --عبر ممارسة نشاط صحيّ لكم في المقام الأول-- لن يكون قليل الأهميّة أبداً".

كما قالت الدكتورة روكيو سالاس-وايلن، وهي طبيبة عامّة من New York Endocrinology، أنّ شرب الماء البارد يعمل كمولّد للحرارة يقوم على زيادة معدّل الأيض، لكنّها أشارت إلى أنّ هذه الزيادة مؤقّتة فقط - كما بيّنت دراسة مجلة Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism بأنّ الأيض زاد بنسبة 30% عند المشاركين لأكثر من ساعة - لذا ينبغي عليكم شرب الماء طوال اليوم. كما أنّ بعض الدّراسات لم تظهر زيادة أيضيّة كبيرة. لكن عموماً، قالت الدكتورة سالاس-وايلن بأنّ شرب الماء فعّال لحدّ ما حقيقةً، سواء كنتم تسعون إلى تسريع عمليّة الأيض لديكم أم لا: "دائماً ما أقول بأنّ ماء الشرب سيساعد في عمليّة الأيض لديكم وسيعمل على إنقاص وزنكم أيضاً. وطالما أنّه لا يضرّ بصحّتكم، إذا كان بإمكانه مساعدتكم، فأنا أشجّعكم على ذلك دائماً".

من جهته يوضّح الدكتور آهن أنّ الماء يقوم بالكثير من الأشياء النّافعة لأجسامكم. فهو يحافظ على ترطيبها، "ويُبقي الكلى سعيدة، كما يُبقي عضلاتكم سعيدة كذلك"... والقائمة تطول. لا يوجد لدى مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها ولا إدارة الغذاء والدواء توصيات بشأن كميّة المياه التي يجب أن تحصلوا عليها يوميّاً، لكن يجب على النّاس عموماً الالتزام بمقدار 64 إلى 80 أونصة يوميّاً، و80 إلى 100 أونصة إذا كانوا أكثر نشاطاً، وفقاً لما قالته ليزا إبرلي-ماستيلا، وهي أخصّائية حميات معتمدة وطبيبة في الصحّة العامّة، خلال مقابلة سابقة أجرتها مع بوب شوغر.

مع ذلك، يودّ الدكتور آهن الإشارة إلى أنّه على الرغم من وجود طرق لتعزيز عمليّة الأيض لديكم، "فإن العنصر الأساسيّ الذي يحدّد معدّل الأيض لديكم سيكون في نهاية المطاف هو العمر والمورّثات". كما أضافت الدكتورة سالاس-وايلن أيضاً أنّ هنالك أشياء لا يمكننا التحكّم بها من شأنها أن تبطّئ عمليّة الأيض بأجسامنا، وأذكر هنا السنّ والمورثات على وجه التحديد. لكنّ الشيء الوحيد الذي يمكننا السيطرة عليه فيما يتعلّق بالأيض هو التمسّك بخيارات نمط الحياة التي ثبت أنّها تساعد في التصدّي لذلك: حيث يمكنكم ممارسة رفع الأثقال، والحصول على ما لا يقلّ عن سبع إلى ثمان ساعات من النّوم، وتناول البروتينات، ونعم مثل ما قلنا، شرب الماء طوال اليوم (لا يمكن لذلك أن يضرّكم).

خلاصة القول؟ وفقاً لما نصحنا به الدكتور آهن، لا تقوموا "بحمية الماء المثلّج"، لأنّكم "لن تفقدوا وزنكم بفعل ذلك". لكن حافظوا على نسبة السوائل في أجسامكم. وقال: "إنّ زيادة جرعة الماء عموماً، باستثناء طيف معيّن من المرضى، سيكون نافعاً لصحّتكم". أليس كلّ ما نريده هو التمتّع بصحّة جيّدة؟ بالطّبع، هذا ما نسعى إليه فعلاً.

Image Source: Shutterstock
Latest لياقة