هل من الآمن الذهاب إلى النادي خلال فترة انتشار فايروس كورونا
هل يتوجب عليكم تجنّب الذهاب إلى الصالة الرياضية بسبب انتشار فيروس كورونا؟ إليكم ما يريد أحد الأطباء منكم معرفته فعلياً
مع استمرار تفشي فيروس كورونا الجديد (والمعروف باسم كوفيد-19)، نشهد جميعاً إلغاء أو تأجيل انطلاق أحداث عامة ضخمة مثل المؤتمرات والمهرجانات الموسيقية والفعاليات الرياضية في جميع أنحاء العالم. (ما تزال الألعاب الأولمبية في طوكيو موضع نقاش حتى الآن). كل ذلك يكفي في الحقيقة لجعلكم تتساءلون فيما إذا كان ينبغي عليكم تجنب المساحات العامة الأصغر حجماً، كالصالات الرياضة مثلاً، حيث تتشاركون المعدات وتحتكون بالأشخاص الآخرين وهم يلهثون ويتعرقون أم لا. لقد سألنا جون وايت، الحاصل على شهادة الماجستير في الصحة العامة ودكتوراه في الطب، وهو كبير المسؤولين الطبيين في مؤسسة WebMD الشهيرة، إلى أيّ مدى ينبغي علينا القلق بشأن فيروس كورونا في الصالات الرياضية؟ ومتى يكون من الأفضل لنا البقاء في المنزل؟ وهل يشكّل العرق ومبادلة الدمبل أيّ خطر فعلياً؟
هل من الآمن الذهاب إلى الصالة الرياضية مع تفشي فيروس كورونا؟
قال الدكتور وايت لبوب شوغر: "الصالة الرياضية، حالها كحال الأماكن العامة الأُخرى، فهي آمنة طالما كنتم تأخذون الاحتياطات اللازمة". ذلك لأنّ فيروس كورونا ينتشر في الغالب "من خلال التماس المباشر مع قطرات الجهاز التنفسي"، والتي يتم إطلاقها عند العطاس والسعال. من غير المحتمل أن تُصابوا بفيروس كورونا عن طريق لمس سطح ملوث (رغم أنّه ما يزال ممكناً). بمعنى آخر، لديكم فرصة أقل لالتقاط الفيروس من خلال مشاركة الدمبل واستخدام الآلات العامة بدلاً من الوقوف بالقرب من شخص يعطس ويسعل.
وقال الدكتور وايت: "ما لم يكن هنالك حجر صحي كامل في منطقتكم، فربما ما يزال من المقبول الذهاب إلى النادي فعلياً. العديد من الصالات الرياضية تستخدم عمّال النظافة من المستشفيات لتعقيم المعدات". اتصلوا بالنادي الرياضي المحلي لديكم لمعرفة الاحتياطات التي يتخذونها وتوصياتهم فيما يخصّ البقاء في المنزل أو الذهاب إلى النادي والتمرّن هناك.
ومع ذلك، إن كنتم تعانون من أعراض كوفيد-19، مثل الحمى والتعب والسعال الجاف، "فأنتم بحاجة إلى طلب رعاية طبية والقيام بالتحاليل اللازمة"، بحسب الدكتور وايت. قد يضطرّكم الوضع إلى البقاء في حجر صحي وتجنب الاتصال بأشخاص آخرين. لذا ينصحكم الدكتور وايت قائلاً: "لا تذهبوا إلى الصالة الرياضية أو أيّ مكان آخر إذا كان لديكم أعراض المرض".
هل يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل من خلال العرق؟
وفقا للدكتور وايت، لا يوجد دليل على أنّ كوفيد-19 ينتقل عن طريق العرق. "إنّه فيروس تنفسي، وبالتالي فالرئة هي المكان الذي يهاجمه الفيروس. العرق لا يحتوي على قطرات في الجهاز التنفسي، لذا لا توجد معتقدات حالية بأنّ العرق يشكّل مصدراً للفيروس".
للوقاية من فيروس كورونا وكذلك للنظافة العامة، ما زال يتعين عليكم مسح حصيرة التمرين ومعدات الصالة الرياضية باستخدام رذاذ مطهر أو مناديل قبل وبعد الاستخدام (تأكدوا من أنّها تحتوي على 60% أو أكثر من الإيثانول أو الأيزوبروبيل). العرق نفسه، رغم ذلك، لن ينقل الكوفيد-19. وبحسب قول الدكتور وايت، "على الرغم من حقيقة حدوث الكثير من التعرق في الصالة الرياضية، لا يوجد دليل حتى الآن بأنّ الصالات الرياضية ليست آمنة فعلياً".
كيف يمكنني الحفاظ على أماني في الصالة الرياضية مع تفشي فيروس كورونا؟
أوصى الدكتور وايت باتخاذ بعض الاحتياطات في الصالة الرياضية لتجنّب الإصابة بفيروس كورونا.
• تجنبوا الاحتكاك بالأشخاص الذين يعطسون أو يسعلون.
• ابقوا على بعد ستة أقدام من معظم الناس.
• اغسلوا أيديكم كثيراً ولمدة 20 ثانية على الأقل.
• تجنبوا لمس العينين والأنف والفم. (إن كنتم بحاجة إلى مسح العرق، فاستخدموا منشفة ورقية يمكن التخلص منها واغسلوا أيديكم بعد ذلك).
• امسحوا المعدات باستخدام المطهّر قبل الاستخدام وبعده. إليكم المزيد حول منتجات التنظيف المعتمدة التي تدّعي أنّها تساعد في مكافحة فيروس كورونا.
• اجلسوا على منشفة.
• استحموا بعد التمرين في الصالة الرياضية.
هل يجب علينا الاستمرار بممارسة التمارين الرياضية مع انتشار فيروس كورونا؟
قال الدكتور وايت في ضوء تفشي الفيروس التاجي الجديد، كورونا، "الحفاظ على صحتكم سليمة ومعافاة هي إحدى الطرق الهامة لمحاربة الفيروس بشكل فعال. وأن تكونوا نشيطين هي إحدى الطرق للقيام بذلك، إلى جانب تناول الطعام الصحي بالطبع". في الواقع، قد تؤدي التمارين الرياضية بالفعل إلى تعزيز جهازكم المناعي. ومع ذلك، إذا كنتم تشعرون بالقلق من فيروس كورونا، فيشير الدكتور وايت إلى أنّكم لستم مضطرين بالضرورة للذهاب إلى الصالة الرياضية لممارسة التمارين. يمكنكم القيام بالتدريبات في المنزل سواء كان ذلك في غرفة المعيشة الخاصة بكم أو حتى في المرآب. قد يعزز التمرين من مزاجكم ويخفف عنكم بعض التوتر والقلق.
إن كنتم تتابعون أخبار فيروس كورونا، فأنتم تعلمون حتماً أن الوضع يمكن أن يتغير بسرعة. ورغم عدم وجود دليل حالي على أنّ الصالة الرياضية غير آمنة بالنسبة لمعظم الناس، يجب عليكم اتخاذ احتياطات محددة إذا كان هنالك تفشٍّ لفيروس كورونا في مجتمعكم، أو إذا كنتم تعانون من أعراض، أو إذا كنتم تعانون من ظروف كامنة تزيد من مخاطر إصابتكم، مثل أمراض القلب أو الكلى أو الرئة. قال الدكتور وايت: "إذا أصبح تفشي المرض أكثر انتشاراً، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في الأماكن العامة بأسرها. لكن الآن، بالنسبة لمعظم المجتمعات، الذهاب إلى الصالات الرياضية –وممارسة التمارين بأي شكل من الأشكال– لا يشكل أيّ خطر".