هل من الآمن ارتداء الكمامة أثناء الجري؟
هل تشعرون بالقلق من الجري أثناء ارتداء الكمامات؟ لهذا السبب تعتبر الكمامات آمنةً، بل وموصىً بها أيضاً، بحسب إحدى الطبيبات

ومع وضع القواعد الجديدة موضع التنفيذ، سمعنا المزيد والمزيد من الشائعات بأنّ أقنعة الوجه القماشية التي يستخدمها كثير من النّاس تشكّل خطورة على صحتكم وخاصة على رئتيكم. هذا ليس صحيحاً، وفي الواقع، تعتبر أقنعة الوجه آمنة تماماً للارتداء حتى عند ممارسة الرياضة — ونعم، يشمل ذلك التمارين الشاقّة، وتمارين الكارديو التي تؤدّي إلى اللهاث مثل الجري.
هل من الآمن الجري بالكمامة؟
قالت كاثرين ميلاميد، وهي طبيبة العناية الرئوية المشدّدة في جامعة كاليفورنيا، على الرغم من أنّ ممارسة الرياضة أو حتى المشي أثناء ارتداء الكمامة قد يشعركم بعدم الارتياح، لكن "لا يوجد دليل يشير إلى أنّكم لا تحصلون على ما يكفي من الأكسجين في أيّ وقت". كما اعترفت ميلاميد أنّه يمكن أن تشعروا بصعوبة أكبر في التنفس عند ارتداء الكمّامة، وأنّ "هذا سيزداد ويتفاقم عند ممارسة الرياضة"، لكن لا يعني أيّ من ذلك أنّكم ستكونون محرومين من الأكسجين أو ستختنقون بواسطة ثاني أكسيد الكربون الصادر من رئتيكم فعليّاً. قالت كاثرين: "تهدف هذه الأقنعة إلى تصفية جزيئات الهواء، وليس تصفية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون". إن كنتم قلقين بشأن الشعور بعدم الراحة، يوصيكم بعض الخبراء بالخروج في "جولات جري تجريبيّة" قصيرة مرتدين الكمّامات بالقرب من المنزل حتى تعتادوا على ذلك.
هل يجب علينا ارتداء الكمامة؟
في الوقت الحالي، تتمثّل أفضل الممارسات بوضع غطاء للوجه في أيّ وقت تذهبون فيه للجري، حتى لو كان ذلك في الهواء الطلق. قالت الدكتورة ميلاميد: "إن كنتم على مسافة بعيدة لا تقلّ عن 6 أو 10 أو حتى 20 قدماً من أيّ فرد، فيمكنكم أن تكونوا في مأمن دون ارتداء الكمامة. لكن بالطبع، إذا كنتم تجرون أو تمارسون الرياضة في الخارج، فلا يمكنكم أبداً التأكّد ممّا إذا كان هنالك شخص آخر سيعبر الطريق أمامكم أم لا". حتى إن لم تكونوا تتوقّعون رؤية أيّ شخص أثناء جولة الجري الخاصّة بكم، فضعوا كمّامة في جيبكم تحسّباً لذلك. أمّا إذا كنتم تستخدمون جهاز الجري في صالة الألعاب الرياضية، فيجب عليكم ارتداء قناع الوجه — وهو ما تطلبه بعض صالات الألعاب الرياضيّة حقّاً.
هذا لأنّه يمكنكم تعريض الآخرين للخطر في حال قمتم بالجري بدون كمّامة. قالت الدكتورة ميلاميد: "عندما تتمرّنون، فأنتم تتنفّسون بسرعة أعلى وبقوة أكبر، ممّا يؤدي إلى إفراز المزيد من القطيرات التنفسيّة في الهواء. ومن المحتمل في هذه الحالة أن تكونوا أكثر عرضة لنشر الفيروس، إذا كنتم مصابين به في ذلك الوقت فعليّاً". هذا صحيح خاصّة إذا كنتم تتمرّنون على جهاز المشي في داخل الصالة الرياضيّة، حيث تكون احتماليّة انتقال الفيروسات أعلى بكثير. عامل آخر يجب عليكم مراعاته: التأكد من أنّ الكمّامة تناسب وجهكم بشكل مريح وأنّها لن تتحرّك وتنزلق أثناء الجري. وأوضحت الدكتورة ميلاميد قائلةً: "أنتم تتحرّكون وتتعرّقون، الأمر الذي يمكن أن يغيّر وضع الكمّامة على وجوهكم كما يمكن أن يؤدّي إلى تبلّلها أيضاً، ممّا يجعلها أقل فعاليّة في الحقيقة".
الأمر كلّه مرتبط بالجري بطريقة آمنة للجميع، ممّا يعني ارتداء الكمّامة حتى عندما لا تكون مريحةً. قالت الدكتورة ميلاميد: "الرياضة مهمّة جدّاً للصحة الجسدية والعقلية. لكنّكم تريدون ممارستها مع الحفاظ على أمانكم الشخصي وأمان الآخرين من حولكم أيضاً دون شك".
للمزيد من المقالات، والنصائح، وأخبار الصحة العامّة، انقروا هنا.