طبيبة مختصّة تشرح لكِ سبب ضرورة الالتزام بمبدأ التباعد المكاني حتى أثناء ارتدائكِ للكمامة

إحدى أصعب الأجزاء في محاولة احتواء الجائحة الحاليّة والسيطرة على فيروس كورونا هو مقدار المسؤوليّة الفرديّة التي يجب علينا جميعاً تحمّله فعليّاً. نعم، بحسب قول الأطبّاء، يجب علينا جميعاً ارتداء الكمامات في الأماكن العامّة. نعم، ما يزال يتعيّن علينا الالتزام بمبدأ التباعد المكاني. ونعم، ما يزال يتعيّن علينا غسل أيدينا بشكل متكرّر وتجنّب الأماكن المزدحمة المغلقة. لا شيء من ذلك ممتع أو سهل بالطبع، لا سيما إذا كان يؤثّر على عملكِ، أو مدرستكِ، أو عائلتكِ، لكنّ هذه الاستراتيجيات هي الأكثر فاعليّة في إنقاذ الأرواح — خاصّة عند القيام بها جميعها معاً، كما يقول الخبراء.

ارتداء الكمامات أمر هامّ بشكل خاصّ؛ حيث تُظهر الأبحاث الحديثة أنّ بعض الكمامات يمكن أن تحدّ من انتشار القطيرات المتطايرة من الجهاز التنفسي بأكثر من سبعة أقدام. (على حدّ علم العلماء، فإنّ قطيرات الجهاز التنفسي هي الطريقة الرئيسيّة لانتقال فيروس كورونا). حتى الكمامات المصنوعة منزليّاً من القماش يمكن أن تمنع قطيرات الجهاز التنفسي المتطايرة من فمكِ وأنفكِ من الوصول إلى من حولكِ، ولهذا السبب يوصي بها الأطباء لإبطاء انتشار الفيروس. لكن من جهتها، قالت طبيبة الأمراض المعدية وعالمة المناعة في جامعة ستانفورد، الدكتورة آن ليو، إلى جانب هذا، يجب عليكِ الاستمرار بممارسة التباعد المكاني في نفس الوقت، إن أمكنكِ ذلك.

هنالك عدّة أسباب لذلك. حيث أشارت الدكتورة ليو إلى أنّ "بعض الناس لا يرتدون الكمامات بشكل صحيح". على سبيل المثال، "سئم الناس من ذلك، فهم يتعاملون معها بشيء من التراخي إلى حدّ ما". إضافة إلى ذلك، على الرغم من أنّ الكمامات تقوم بعمل جيّد في التقاط غالبية قطيرات الجهاز التنفّسي، إلّا أّن الكمامات غير الطبيّة لن توقف كلّ شيء، على حدّ قولها. حيث "ستخرج القطيرات من الجانبين بالتأكيد". يمنحكِ التباعد المكاني، أثناء ارتداء الكمامة، فرصة أفضل لحماية نفسكِ والآخرين. قالت الدكتورة ليو: "يجب عليكِ دمج هذه الإجراءات ببعضها من أجل تقليل انتقال الفيروس". بالنسبة للطرق الأُخرى التي من شأنها الحفاظ على أمانكِ، قالت الدكتورة ليو أنّ الأمر يتعلّق بالعديد من تدابير الفطرة السليمة التي نعتمد عليها بالفعل: التباعد المكاني، وارتداء الكمامة، وغسل اليدين بشكل متكرّر، والبقاء في الهواء الطلق إذا كان عليكِ البقاء بالقرب من أشخاص آخرين. وأوضحت الدكتورة ليو أنّه عندما تكونين بالخارج، فإنّ قطيرات الجهاز التنفسي ستتشتّت بسرعة أكبر؛ أمّا في الأماكن المغلقة، فيمكنهم "أن يتراكموا ويصبحوا أكثر شدّة وتركيزاً" بسهولة أكبر.

هذا وأضافت ليو قائلةً: "الأشياء ذات الفائدة الأعلى هي الأساس فعليّاً. لذا، فإن تم تنفيذ هذه الإجراءات بشكل متّسق للغاية، وتمّ القيام بها جميعاً قدر الإمكان، فسنكون في وضع أفضل بكثير حتماً".

للمزيد من المقالات، والمقابلات، والتحديثات حول كوفيد-19، انقري هنا.