Skip Nav

هل ركوب الدراجات الثابتة ضار للجسم؟

ركوب الدرّاجات الثابتة هو التمرين الرياضيّ المفضّل لديّ، واعذروني لكنّني لن أتوقّف عن ممارسته

"أنتنّ لا تردن فخذين كبيرين سمينين، أليس كذلك؟"، سؤال طرحته مدرّبة الرّقص داخل غرفة مليئة بالنّساء المتوتّرات، وكثير منّا كنّ يشعرن بأنّهنّ كالأسماك خارج الماء. لقد سجّلنا في ما اعتقدناه صفّاً لحديدة الـ"بار" في نوادي ClassPass لكن تبيّن أنّه صفّ باليه حقيقيّ تدرّسه امرأة في الستّينات من عمرها كانت ترتدي بذلة ليوتارد ويبدو واضحاً على جسمها الضرر النّاتج عن قلّة التغذية والإفراط في التمدّد.

أردت فقط أن أقوم ببعض تدريبات فتح الحوض والحركات متباينة الأبعاد، إذ لا أحاول ممارسة رقصة الدوران على ساق واحدة (البيرويت) أو أريد لأحد أن يحاضر بي كيف أنّ ركوب الدرّاجات الثابتة في الصالات المغلقة سيمنحني "فخذين كبيرين سمينين"، في حين ستجعل تمارين الرّقص وحديدة الـ"بار" من "جسمي مرناً ومشدوداً". نظرت إلى فخذيّ الكبيرين، اللّذين يتلامسان منذ أن كنت طفلة وحملاني في شوارع نيويورك، وفي نصف ماراثون، ونعم، في مئات صفوف الدرّاجات الثابتة. كان عليّ أن أستخدم "فخذيّ الكبيرين السمينين" للخروج من استوديو الرّقص هذا.

بعد هذه التجربة المزعجة التي مرّ عليها سنوات، ما زلت أسمع كيف أنّ ركوب الدرّاجات الثابتة ليس تمريناً فعّالاً. إذ قامت الممثّلة والكاتبة كايسي ويلسون، التي تحضر بانتظام في صفوف Flywheel، بنقل رسالة على بودكاست Bitch Sesh الخاصّ بها، من مدرّبها الشخصيّ الذي ادّعى أنّ ركوب الدرّاجات الثابتة هو "طريق لا يؤدّي إلى أيّ مكان": فهو ليس تمريناً جيّداً (ماذا؟)"، ولا يحرق في الحقيقة أيّ سعرات حراريّة (ماذا؟)، وسيدّمر العمود الفقريّ لممارسيه، أو هذا هو رأيه.

هل يحرق صفّ الدرّاجات الثابتة كميّة جيّدة من السعرات الحراريّة؟

بالنّظر إلى مدى ارتفاع معدّل نبضات قلبي وكيف أنّني أُنهَك بعد 45 دقيقة، فإنّي أجادل أنّني أحرق سعرات حراريّة كأقلّ حدٍّ من الفائدة. يوافقني الرأي في ذلك أخصّائيّ التغذية المعتمد جيم وايت، خريج الكليّة الأمريكيّة للطبّ الرياضيّ ومالك نادي Jim White Fitness and Nutrition Studios. حيث أخبرنا في حديثه مع بوب شوغر قائلاً: "وفقاً لـHarvard Health، يمكن لتحريك الساقين على الدوّاسات على مدار الساعة في صفوف الدرّاجات الثابتة معتدلة الكثافة أن يحرق نحو 420 إلى 622 سعرة حراريّة"، وهي نسبة أعلى من صفوف اليوغا التقليديّة، والبيلاتس، وحتّى تدريبات القوّة. مضيفاً أنّ ركوب الدرّاجات الثابتة هو شكل رائع من تمارين الكارديو: "لقد أظهر أنّه يمنح ممارسيه تأثيرات صحيّة إيجابيّة أُخرى على القلب؛ مثل انخفاض الكولسترول 'الضارّ' (LDL)، وارتفاع الكولسترول" الجيّد"، والتمتّع بضغط دم أقل، وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب".

هل يمكن لركوب الدرّاجات الثابتة أن يدمّر العمود الفقريّ؟

بالنّسبة لكيفية تأثير ذلك على العمود الفقريّ، يقول الطبيب المتخصّص بالمعالجة اليدويّة ألكس تاوبرغ، وهو أخصائيّ بتكييف الجسم والقوّة، يمثّل ركوب الدرّاجات الثابتة "نشاطاً رائعاً" ينبغي القيام به باعتدال لمنع الإصابة المرتبطة بالحركات المتكرّرة. وأوضح أنّ "المشكلة التي يواجهها بعض راكبي الدرّاجات الثابتة ممن يعانون من آلام الظهر هي أنّهم يختارون نفس الوضعيّة باستمرار في ذات المكان مراراً وتكراراً دون أيّة تمارين أُخرى للتعويض عن ذلك". سنسجّل هذه الملاحظة.

وهل تسبّب عدم توازن في الهرمونات؟

مدرّب كايسي ليس الشخص الوحيد الذي لا يعتقد بموثوقيّة هذا التمرين حقيقةً. حيث قام الطبيب المتخصّص بالمعالجة اليدويّة أنتوني غوستين، خلال بودكاست The Keto Answers الخاصّ به، بإجراء مقابلة مع أخصّائيّة التغذية المعتمدة آلي ميلر، التي قالت أنّه يمكن للتدريبات عالية الكثافة مثل صفوف ركوب الدرّاجات الثابتة أن تسبب عدم توازن في الهرمونات. كما أضافت قائلةً أنّ هذه الأنواع من التدريبات تزيد من الإجهاد على الجسم، الأمر الذي يمكن أن يؤدّي إلى الإنهاك الكظري وزيادة في هرمونات التوتّر. هذا بدوره قد يؤثّر سلباً على الأشخاص الذين يعانون بالأصل من خلل هرمونيّ؛ مثل متلازمة تكيس المبايض، كما يحول دون فقدان الوزن.

في حين أنّ التمارين الرياضيّة؛ وخاصّة التمرينات عالية الكثافة، تزيد من هرمون الكورتيزول (وهو هرمون تفرزه الغدد الكظريّة خلال فترات الإجهاد)، لكن لا يوجد إقرار مطلق ومحدّد في هذه النّاحية. حيث أوضح أخصّائي الغدد الصمّاء برادلي آناوالت، أستاذ الطب الباطني العام في كليّة الطب بجامعة واشنطن، أنّ مستويات الكورتيزول تزداد بعد 20 إلى 40 دقيقة من التمرين وأثناء التعافي منه، وأن التدرّب لعدّة مرات في الأسبوع يزيد من الكورتيزول الأساسيّ في أجسامكم – لكنّ الحال هنا ليس كما هو عندما تخضع أجسامكم للضغوط الروتينيّة الأُخرى.

إذ قال في حديثه مع بوب شوغر: "أظهرت الدراسات أنّ التمرّن يعمل على تحسين المزاج وخفض الشعور بالإجهاد لمجموعة متنوّعة من الحالات الصحيّة والاضطرابات المزاجيّة"، مضيفاً: "يشير أحد التفسيرات المحتملة إلى أنّ التمرّن على عكس الإجهاد البدنيّ أو النفسيّ المزمن، يزيد من تركيز دوبامين الدّماغ في القشرة الأماميّة الجبهيّة".

كما أوضح أنّ زيادة الكورتيزول مع ممارسة الرياضة لا يعني أنّ النّاس سيجدون صعوبة في فقدان الوزن أو التخلّص من الدّهون لأن التمرّن بحد ذاته يزيد من الكتلة العضليّة ويقلّل الدّهون". هناك العديد من التغيّيرات التي تحدث عند التمرّن ولا يمكن اعتبار الكورتيزول دائماً كهرمون 'ضارّ' يرتبط بالتوتّر. في الواقع، ممارسة الرياضة وحدها ليس كافياً لإنتاج مستويات فوق العاديّة من الكورتيزول أو خلق "إنهاك كظريّ". وأضاف أنّه عندما يفرط النّاس بالرياضة بشكل مزمن، فيمكن أن يؤدّي ذلك إلى دهون منخفضة للغاية في الجسم، ممّا قد يخفض هرمونات الجنس؛ التستوستيرون والإستروجين. ويمكن أن يُحدث هذا عدم انتظام في دورة المرأة أو يسبّب انقطاعها كليّاً.

لماذا سأواصل ممارسة رياضة الدرّاجات الثابتة

ركوب الدرّاجات الثابتة بالنّسبة لي ليس مجرّد تمرين كارديو، رغم أنّني أقدّرها لهذا السبب. لكن بصفتي شخصاً يعاني من الاضطراب ثنائيّ القطب من النّوع الثاني ومتلازمة تكيّس المبايض، فأنا أعشق الأندورفين المحسّن للمزاج الذي أشعر به بعد صفوف ركوب الدرّاجات الثابتة. عندما آخذ إحدى تلك الصفوف في الصباح، حيث أغادرها بشعورٍ من الإنجاز والتوازن، وأحمل هذه الطاقة الإيجابيّة معي إلى المكتب. كما أنّني أقدّر الأوقات المحدّدة التي تُقام فيها تلك الصفوف، الأمر الذي يجبرني على النّهوض والذهاب إلى النّادي الرياضيّ والخروج: إذ أبدأ التمرّن في السّاعة الـ6 صباحاً وأغادر بالساعة الـ6:45 صباحاً.

هل سيجعلني ركوب الدرّاجات الثابتة منتشية أو سيكسبني كتلة عضليّة مشدودة؟ غالباً لا، رغم أنّ جيم قال أنّه قد يحسّن قوة المنطقة السفليّة من الجسم. لحسن الحظّ، فإنّ هذا هو السبب في أنّني لا أتعامل مع ركوب الدرّاجات الثابتة كتدريب رياضيّ وحيد لي. إنّه جزء من روتين اللّياقة المنتظم الذي يتضمّن مزيجاً من تمارين الكارديو (مثل الجري، أو ركوب الدرّاجات الثابتة)، وتدريبات الأثقال، من خلال الصفوف أو بمفردي في غرفة الأثقال.

ومع توفّر العديد من استديوهات صفوف ركوب الدرّاجات في نيويورك، ما أحبه هو أنّه لدى كلّ واحد شيء فريد يقدّمه: ففي Flywheel، أتنافس مع نفسي في كلّ مرة للوصول إلى أرقام قوّة أفضل. والـSoulCycle هو بمثابة فرصة ملهمة وتأمليّة تريحني من حياتي اليوميّة المزدحمة، أمّا Cyc فيبدو مثل حفلة رقص مرحة، وبالنّسبة لـMonster Cycle فهو مثل شقيقٍ SoulCycle لكن بطابع "غوثيك" مع مقاطع الفيديو الموسيقيّة لصرف انتباهكم وتحفيزكم، بينما تمثّل صفوفي العاديّة في Equinox صفوف استوديو مجرّبة ومثبتة الفعاليّة من تمارين ركوب الدرّاجات الثابتة مع فترات متقاطعة، ومراحل مقاومة متفاوتة، وتحدٍّ جديد في كلّ مرّة.

هل سيؤدّي ركوب الدرّاجات الثابتة إلى تدمير عمودي الفقريّ، ويسبّب تفاقماً في متلازمة تكيّس المبايض لديّ، ويجعلني امرأة قلقة غير قادرة على الإنجاب؟ أشكّ في ذلك. ما أعلمه هو أنّني أتطلّع إلى دخول صفّ ركوب الدرّاجات الثابتة عدّة مرات في الأسبوع وهو تمرين لا أستمتع به فحسب، بل يمكنني أيضاً الالتزام به. وطالما أنّني أستطيع تحريك ساقاي، فسأستمرّ بالذّهاب إلى صفوف ركوب الدرّاجات الثابتة بالتأكيد.

Image Source: Shutterstock
Latest لياقة