مقابلة مع إيكهارت تول حول فيما إذا كانت الحركة يُمكنها أن تج
لماذا قد تُمثّل الحركة أفضل طريقة لعلاج القلق والاكتئاب؟ (لا علاقة للسبب بهرمون الإندورفين نهائيّاً)
سوف يأتي الكاتب البارز إيكهارت تول إلى دبي يوم الـ8 من سبتمبر المقبل جالباً معه رسالته المؤثّرة التي تدور حول "عَيش اللّحظة"؛ إذ سيلتقي حينها بعشّاقه وقرّائه في قاعة "مدينة أرينا" الواقعة ضمن مدينة جميرا. لذا ونظراً لكون أوبرا وينفري والدالاي لاما من أشدّ المعجبين بأعماله، فلا يوجد شخص أجدر منه كي نتوجّه إليه ليرشدنا في عمليّة المُساعدة الذاتيّة.
حيث نسمع الكثير من النصائح دائماً بقراءة كتاب تول الشهير The Power of Now (قوّة اللحظة) للتخلّص من القلق وتحقيق أقصى استفادة من حياتهم، لكن حتى إن لم تقوموا بقراءة هذا العمل مراراً وتكراراً مثل العديد من الأشخاص الذين يعيشون ويتنفسون كلماته، فالأمر يستحقّ فعلاً دفع رسوم التذكرة البالغ سعرها 315 درهماً إماراتيّاً مُقابل الحصول على جرعة كبيرة من الإلهام.
ففي حديثٍ له مع بوب شوغر الشرق الأوسط، قال تول: "سنقوم بإحياء تلك التعاليم خلال الفعاليّات المسائيّة عبر تبادل الأفكار والأدوات للوصول إلى الوعي وتعميقه"، مُضيفاً: "يُشكّل وجود مجموعة كبيرة من الأشخاص الواعين ممّن يستكشفون عمليّة الإدراك شيئاً مؤثّراً للغاية".
قبل الحدث، ستقيم زوجته كيم إنغ ورشة يوغا عنوانها'Presence Through Movement' (الحضور من خلال الحركة)، وبما أنّ هذه الجلسة تمثّل حجر الأساس للبرنامج الذي يتولّاه تول، فمن المُستحسن أن تقوموا بمدّ حصيرة اليوغا للمشاركة معهم هناك. إذ تقول إنغ بأنّ بلوغ مرحلة قوّة الحضور هو أكثر من مجرّد تجربة ماديّة – بل هي محاذاة للجسد، والعقل، والروح، مع "المصدر".
فيما يتابع تول بالقول: "تمثّل حالة الحضور من خلال الحركة وسيلة للتقدّم بشكل أكبر في التعبير عن حقيقة ذواتكم، أيّ ماهيّة جوهركم أنتم،"، ثمّ يشير قائلاً: "في هذه الممارسة، نستخدم واسطة الشكل الماديّ كبوّابة لمواءمة الجسد، والعقل، والنفس الفرديّة مع الوعي الواحد أو الروح الواحدة التي نُعتبر جميعاً جزءاً منها. إنّها مصمّمة بهدف تسريع عمليّة اليقظة الروحيّة لدينا".
باختصار، للأفكار والمشاعر السلبيّة تأثير هائل على الطريقة التي ننظر بها إلى العالم، لذا ومن خلال إرغام أنفسكم على تغيير ذلك، ستُحدثون في نهاية المطاف تأثيراً على نفوسكم وستحسّنون مزاجكم وحالتكم الذهنيّة. يبدو أيضاً أنّ معلّمتكم في المدرسة الابتدائيّة كانت محقّة عندما طلبت منكم الجلوس بوضعيّة مستقيمة!
حيث يقول تول: "عندما يمسّ التوتّر، والسلبيّة، والخوف إحساسنا بالراحة، تتشنّج أجسامنا وتخرج عن مسار المواءمة الطاقيّة. وهذا الاختلال وعدم الاختلال يؤثران علينا جسديّاً، وعقليّاً، وعاطفيّاً، وروحيّاً"، ثمّ يضيف: "يُساعدكم الحضور من خلال الحركة على أن تكونوا أكثر وعياً بواقع أنفسكم؛ بما في ذلك مشاعركم، وذهنكم، وعمليّات التفكير التي قد تكون ساهمت في عدم الارتياح لديكم. وبوصفها بوابة للوصول إلى البعد غير المادّي بداخلنا، تُمكّننا ممارسات الحضور عبر الحركة من العودة إلى الانسجام والتوازن الداخليّ؛ ممّا يؤدّي إلى شعور بالسكينة والقدرة على مواكبة اللّحظة الحاليّة. يتّسق هذا مع طبيعتكم الحقيقيّة؛ وهي الوعي أو الإدراك التام".
يعلّمكم تول أنّ السبب الأساسيّ لعدم شعوركم بالسعادة هو ليس وضعكم بحدّ ذاته إنّما أفكاركم الدائرة حوله. لذا فهو ينصحكم بالتوقّف عن السعي وراء السعادة والتركيز بدلاً من ذلك على اللّحظة الحاليّة وتعميق حضوركم. يمثّل إدراككم للتفكير السلبيّ الخطوة الأولى لكسر إدمانكم عليه، وفقاً لتعاليم إيكهارت.
أليست هذه هي الحقيقة فعلاً؟