Skip Nav

مستوى كفاءة الكمامات المختلفة في مواجهة كورونا بحسب الدراسات

من أوشحة الباندانا وحتى الكمّامات المصنوعة يديوياً، إليكم مستوى كفاءة غطاء الوجه الذي تستعملونه، بحسب دراسة حديثة

بينما يكتشف العلماء المزيد حول كيفية انتشار فيروس كورونا حاليّاً، انتقلنا من توصية مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بعدم إلزاميّة ارتداء أقنعة الوجه (الكمامات) ضمن الشركات وحتى البلدان التي تفرض استخدامها في الأماكن العامة، وذلك كلّه في محاولة لإبطاء حركة الوباء. فأوشحة الرأس (الباندانا)، وأقنعة الوجه المصنوعة من القماش بشكل يدوي، والكمامات الجاهزة مخروطية الشكل، كلّها خيارات مقبولة، لكن لم يتم إجراء أيّ بحث حتى فترة قريبة لمعرفة شكل القناع غير الطبي الأكثر فاعليّة في الحقيقة.

غير أنّ مجلّة Physics of Fluids العلميّة قامت بدراسة جديدة حول ذلك الآن وخطت بنا خطوة أُخرى إلى الأمام، عبر تصوّر فعاليّة الأقنعة المختلفة من خلال مجموعة مذهلة من الصور (متوفرة على موقع المجلة). لإجراء التجربة، استخدم الباحثون رأس مجسّم إنسان (مانيكان) وجهاز رذاذ وضباب لمحاكاة السعال والعطاس. قاموا بتثبيت أنواع مختلفة من أقنعة الوجه على مجسّم الرأس واختبروا مدى وسرعة نفوذ القطرات والجزيئات عبر الأنسجة التي تمّت محاكاتها.

كيف تنتقل قطرات الرذاذ خلال عمليّة السعال من فمٍ غير مغطى؟

أولاً، أراد الباحثون معرفة ما يحدث أثناء السعال خلال عمليّة المحاكاة تلك. ولاحظوا أنّ قطرات الرذاذ تسير بشكل ثابت إلى أبعد من خط الستة أقدام الموصى به حاليّاً كمسافة للتباعد الاجتماعي. حيث وصلت القطرات على بعد ثمانية أقدام في المتوسط، لكن تبيّن أنّها تصل حتى 12 قدماً في فترة مدتها 50 ثانية.

وكتب الباحثون: "تشير هذه الملاحظات، جنباً إلى جنب مع دراسات حديثة أُخرى، إلى أنّ المبادئ التوجيهية الحالية للتباعد الاجتماعي قد تحتاج إلى تحديث". وقد لاحظوا أنّ "الغالبية العظمى" من قطرات الرذاذ ستسقط على الأرض قبل أن تصل إلى علامة الـ12 قدماً، وأنّ "كلاً من عدد القطرات وتركيزها سينخفضان مع زيادة المسافة". كان لتدفق الهواء أيضاً تأثير كبير على أنماط تناثر الرذاذ، ممّا يدلّ على مدى أهمية التهوية الداخلية المناسبة مع استمرار الوباء في فصل الصيف.

ما هو نوع قناع الوجه الأكثر فعاليّة؟

ثم كرّر الباحثون التجربة ذاتها باستخدام أربعة أنواع مختلفة من أقنعة الوجه، جميع الأقنعة غير الطبية المتوفّرة أمام الجمهور العام حاليّاً. إليكم نتائج التجربة مرتّبة من الأكثر كفاءةً إلى الأقل:

1. قناع وجه قطني مزدوج الطبقات يديوي الصنع: نفذت الذرات خلاله لمسافة 2.5 إنش في المتوسط أثناء جلسة المحاكاة.

2. قناع وجه جاهز مخروطي الشكل: نفذت الذرات خلاله لمسافة 8 إنشات

3. منديل قطني مطوي (والمعروف أيضاً باسم قناع الوجه غير المدروز): نفذت الذرات خلاله لمسافة قدم و3 إنشات

4. وشاح الرأس (الباندانا): نفذت الذرات خلاله لمسافة 3 أقدام و7 إنشات

5. دون أيّ غطاء للوجه: وصلت الذرات لمسافة 8 أقدام

نتيجة لتجاربهم تلك، خلُص الباحثون إلى أنّ أقنعة المنديل المطوية بشكل فضفاض والأقنعة الشبيهة بربطات الباندانا "توفر الحد الأدنى من القدرة على إيقاف أصغر قطرات الرذاذ الهوائية". حيث تسرّبت القطرات عبر نسيج القناع وخرجت من الجانب الآخر، رغم أنّ كليهما ما يزلان يعتبران أكثر فاعلية من عدم تغطية الفم نهائيّاً.

أمّا الأقنعة مخروطيّة الشكل والأقنعة المصنوعة منزلياً والمبطّنة بشكل جيّد فقد كانت الأكثر فعاليّة في الحقيقة. حيث لاحظ الباحثون أن "هذه الأقنعة كانت قادرة على الحد من سرعة ونطاق وصول الرذاذ بشكل كبير، وإن كان ذلك مع بعض التسرّب عبر نسيج القناع ومن الفجوات الصغيرة على طول حوافه".

لم تكن أيّ من تلك الأقنعة مثاليّة في النهاية، وأشارت الدراسة إلى أنّ استخدام الأقنعة لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي إلى الوصول إلى حدّ التشبع وانخفاض محتمل في الفعالية. ومع ذلك، كان استنتاجهم واضحاً: حتى التغطية الأقل فعاليّة (كالباندانا) كان لها تأثير كبير، حيث خفضت انتشار قطرات الرذاذ بمتوسط أربعة أقدام ونصف. وعلى الرغم من كميّات التسرب المتفاوتة، فإن الأقنعة غير الطبية فعّالة في إيقاف قطرات الرذاذ الأكبر، والتي "تشكّل جزءاً كبيراً من الحجم الكلي للسائل التنفسيّ المتطاير".

الخلاصة: ارتدوا قناع الوجه، أيّ قناع كان. اجعلوه قناعاً مبطّناً ومجهّزاً بشكل جيّد إذا كان بإمكانكم ذلك؛ والتزموا بقاعدة التباعد الاجتماعي.

للمزيد من المقالات، والأخبار، والتحديثات حول كوفيد-19، انقروا هنا.

Image Source: Getty / zoranm
Latest لياقة