حتى لو كنتم تسيرون على الطريق الصحيح بما يخصّ أهدافكم المرتبطة بتناول الطعام الصحيّ طوال العام، ستواجهون منحدراً زَلِقاً بعد عيد الهالوين: إذ ستنقرشون الحلوى المتبقيّة من عيد الهالوين، وستأكلون من عشاء عيد الشكر الذي يتبعه فطيرة اليقطين الشهيرة، هذا عدا عن حفلات الأعياد وتبادل الكعك الذي يستمرّ طوال شهر ديسمبر. ومع الكنزات والسراويل الثخينة، والطبقات السميكة التي تملأ خزن ملابسكم في الشتاء، لا عجب أن نرى ميلاً نحو زيادة الوزن خلال فترة العطلات.
لكنّكم لستم مضطّرين لكسب مزيدٍ من الباوندات خلال موسم الأعياد. فقد تواصلنا اليوم من أخصّائيّي حمية معتمدتين كي يبيّنوا لكم كيف يمكنكم الاستمتاع بالعطلات دون زيادة وزنكم وإبطال مفعول التقدّم الذي حقّقتموه خلال العام. لذا إليكم طريقة لا تحرمكم من التلذّذ بأكل فطيرة اليقطين وكعكات الزنجبيل، لكن دون الإفراط في ذلك طبعاً.
تناولوا وجبة الإفطار
Image Source: Getty / Burcu Atalay Tankut
هناك وسيلة واحدة لبدء يومكم بطريقة صحيّة وإيجابيّة؛ وهي بتناول وجبة إفطار كبيرة ومغذّية. قد يبدو الأمر مناقضاً للبديهة إذا كنتم تخطّطون لتناول أطباق ضخمة في وقتٍ لاحقٍ، لكنّ ملء معدتكم بالطّعام الصحيّ سيمنعكم من الإفراط في الانغماس بالأكل مساء ذلك اليوم. توصيكم أخصّائية الحمية المعتمدة والحاصلة على شهادة ماجستير بالعلوم كيمبرلي غومر، وهي مديرة قسم التغذية في مركز Pritikin Longevity Center and Spa، بتناول عجّة بياض البيض المليئة بالخضار والحبوب الكاملة صباحاً.
من نفس المنطلق الذي ينصح بضرورة أكل وجبة إفطار دسمة في صباح يوم مائدة العيد، لا تأتوا إلى حفلة العيد أو مائدة عشاء العيد وأنتم منهكين من الجوع. حيث سيزيد ذلك من فرصة الإفراط في تناول السعرات الحراريّة الفارغة، والتي من شأنها أن تصيبكم بالخمول ويمكن أن تؤدّي إلى زيادة الوزن.
تقول السيّدة كاتي غولدبرغ وهي أخصّائيّة تغذية معتمدة وخبيرة حميات أيضاً، أنّ الكثير من الناس يرتكبون خطأ الظنّ بأن عليهم "إدّخار" سعراتهم الحراريّة لتلك المناسبة المميّزة، ممّا قد يدفعهم لاتّخاذ خيارات غذائيّة غير صائبة. لذا من الضروريّ بدل ذلك الاستماع إلى رسائل الجوع التي يبعث بها جسمكم لتعرفوا متى عليكم أن تأكلوا ومتى عليكم التوقف عن ذلك.
2 / 6
شاركوا في أطباق المائدة
Image Source: POPSUGAR Photography / Cera Hensley
أفضل طريقة تضمنون بها توفّر خيار صحيّ في حفلة العيد التي ستحضرونها هو أن تجلبوه معكم بكلّ بساطة. اسألوا الشخص المضيف عمّا إذا كان يرغب أو كانت ترغب في أن يتمّ إضافة أطباق أُخرى وتقديم وجبات أخفّ دسامة من مائدة الطعام التقليديّة في العيد.
تشير كيمبرلي إلى أنّه غالباً ما يتمّ إغراق البطاطا الحلوة بالزبدة، والسيرب، والمارشميلو خلال الأعياد. لكن إن أحضرتم معكم وجبة البطاطا الحلوة المحمّصة المغطّاة بطبقة خفيفة من زيت الزيتون والأعشاب، فستمثّل بحدّ ذاتها النّسخة الصحيّة من ذاك الطبق الرئيسيّ للعيد.
في عيد الشكر، قد تشعرون برغبة كبيرة لإضافة جميع أنواع الأطعمة المفضّلة لديكم والغنيّة بالسعرات الحراريّة: كحشوة الديك الروميّ، والبطاطا المهروسة، واللّفائف المخبوزة، والكثير من مرق اللّحم. لكن بدل ذلك، تقترح عليكم كيمبرلي ملء نصف طبقكم بالخضراوات أولاً، ثم ربعه بلحم الديك الروميّ، وربعه المتبقي بالمأكولات النشويّة.
باعتبار أنّكم ستنغمسون في تناول أطعمة لا تأكلونها عادةً خلال الـ11 شهراً الأُخرى من العام، فاحرصوا على الاستمتاع بمذاقها فعلاً. خذوا الوقت لتناول المأكولات ببطء وتلذّذوا بمذاق كلّ قضمة. لن تقتصر فائدة ذلك على جعل تجربة الطعام مُرضية أكثر لكم، بل ستساهم أيضاً في منعكم من تناول الطعام بشكلٍ سريعٍ؛ ممّا قد يؤدّي إلى الإكثار في الكميّة المستهلكة. تحثّ كيمبرلي النّاس على وضع الشوكة على الطبق بين كلّ قضمة.
فمع الكوكتيلات الغنيّة بالسعرات الحراريّة، والوجبات الضّخمة، وتقديم الحلويات في كلّ مناسبة، قد يبدو لكم أنّ الطعام هو أهمّ عنصرٍ في الأعياد. لكن هناك الكثير من الأشياء التي عليكم الاحتفال بها أيضاً بالفعل: كقضاء الوقت المميّز مع الأصدقاء والعائلة والقيام بالتقاليد المحبّبة لديكم. تقول كاتي أنّه من المهمّ خلال هذا الوقت من العام أن تعثروا على الملذّات البسيطة في الحياة التي لا ترتبط بالطعام.