طريقة التوقف عن دخول دوامة خسارة الوزن وكسر الحمية الغذائية
أخصائيّة تغذية معارضة لثقافة حميات التنحيف تقدّم لكِ نصيحتها حول كيفيّة التوقّف عن جعل خسارة الوزن هدفاً لحياتكِ

أحب أن أكون قادرة على تشجيع النساء على التخلي عن هدف "أريد أن أخسر الوزن". كيف يمكن للشخص ألّا يستجيب لضغط الرغبة بإنقاص الوزن، والإقلاع عن اتباع حميات التنحيف نتيجة لذلك، بعد أن ظلّ عالقاً في سلسلة الأفكار هذه معظم حياته؟ تشارككِ كريستي هاريسون، وهي أخصائيّة تغذية معتمدة وحاصلة على ماجستير في الصحة العامة، ومستشارة طعام بديهي معتمدة، ومقدّمة برنامج Food Psych Podcast، نصيحتها حول ذلك هنا.
قالت كريستي: "من المفهوم تماماّ أن تكون لديكِ الرغبة بإنقاص الوزن في ثقافة مثل ثقافتنا، خاصّة للأشخاص ذوي الوزن العالى الذين يتعرّضون باستمرار لسيل من الرسائل التي يتلخّص فحواها بأنّ أجسادهم غير رشيقة وأنّهم يحتاجون إلى التفكير بتنحيف أنفسهم". يعدّ التخلي عن السعي وراء فقدان الوزن أمراً صعباً، ويصبح أكثر صعوبة مع زيادة وصمة العار المرتبطة بالوزن التي عانيتِ منها في حياتكِ وطول الفترة التي كنتِ تتّبعين نظام تنحيف فيها. إن كنتِ عالقةً في هذه السلسلة اللامتناهية لعقود من الزمن الآن، فمن الصعب للغاية الابتعاد عن عقليّة الحمية الغذائيّة، لكنّها تتغيّر تدريجيّاً الآن. "لقد تحدّثت مع عدد لا يحصى من الأشخاص الذين تمكّنوا من القيام بذلك، بما في ذلك أشخاص ما زالوا ينعمون بأجسام كبيرة، ويشعرون أنّهم استعادوا حياتهم من جديد حقّاً".
كوني صادقة مع نفسكِ: هل نجح النظام الغذائي في تخفيف زونكِ في الماضي؟
قالت كريستي: "أعتقد أنّ طريقة البدء في المسار المضاد لاتباع أنظمة التنحيف الغذائيّة عندما تكونين قد اتبعت نظام تنحيف لفترة طويلة هو أن تتحدّثي مع نفسكِ بشكل حقيقي حول ما إذا كان النظام الغذائي قد نجح بالفعل بالنسبة لكِ على المدى الطويل، أو ما إذا كنتِ فقط تعيشين في دوامة لا تنتهي من الالتزام بالنظام ثم تركه ثم العودة إليه (ناهيكِ عن دوامة ازدياد الوزن) طوال تلك السنوات".
وأضافت أنّه إذا كنتِ تمثّلين إحدى "قصص النجاح" النادرة في إنقاص الوزن والذي تمكّنتِ بطريقة ما من فقدان وزن كبير والحفاظ على وزنكِ الجديد عن طريق الوسائل المتعمّدة لأكثر من خمس سنوات، فما الذي كان عليكِ التخلي عنه للحفاظ على فقدان الوزن ذاك؟ ما هو التأثير على صحّتكِ العقليّة وعلاقاتكِ وحياتكِ؟ ماذا عن علاقتكِ بالطعام وجسمكِ؟ هل بدأتِ الشعور بالهوس تجاه الطعام، أو الإفراط في الأكل، أو استخدام سلوكيّات مضطربة أُخرى؟
وهل عانيتِ من أيّ مشاكل صحيّة جسديّة غير مبرّرة في أعقاب فقدان الوزن، مثل تساقط الشعر، والتعب المزمن، وهشاشة العظام (ضعف العظام)، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، أو مشاكل في الجهاز الهضمي؟
اطلعي على نهج مناهضة اتباع أنظمة التنحيف
إذا كنتِ قد فكّرت في هذه الأسئلة وتوصّلت إلى أنّ أنظمة التنحيف الغذائية لم تنجح أبداً معكِ (أو أنّها سلبتكِ من رفاهيّتك بطرق مختلفة)، فأنتِ في مكان جيّد لبدء استكشاف نهج ترك فكرة النظام الغذائي جانباً. قالت كريستي، "قد يكون من المفيد البدء بالتفكير في الأمر كتجربة". اقترحت قضاء الأشهر القليلة القادمة لتجربة الإقلاع عن اتباع نظام غذائي والتصالح مع الطعام. يمكنكِ دائماً العودة إلى حميتكِ الغذائيّة بالطبع، لأنّ ثقافة الحمية الغذائيّة لن تُنسى في مجتمعنا.
وأضافت قائلةً: "لكنّكِ اتبعت نظاماً غذائيّاً لسنوات ولم يجلب لكِ ذلك السلام أو الرفاهية الذين كنتِ تبحثين عنهما، فلماذا لا تجرّبين شيئاً مختلفاً تماماً لفترة من الوقت؟".
لا تفعلي ذلك بمفردكِ
بالنّسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تثير تجربة مناهضة النظام الغذائي الكثير من القلق ووصمة العار الداخليّة تجاه الوزن، ويمكن أن يكون العمل مع معالجة على دراية جيّدة بالأكل البديهي ونظرية الصحة بكلّ المقاسات (HAES) ضروريّاً لمساعدتكِ على معالجة هذه المشاعر .
إن كنتِ أنتِ أو أيّ شخص تعرفينه يحتاج إلى مساعدة في مكافحة الاضطرابات النفسيّة مثل اضطرابات الأكل واضطراب الطعام، فيرجى ملاحظة أنّ هنالك عدداً من مراكز المساعدة المتاحة في الإمارات العربية المتحدة. من خلال طاقمها المدرّب تدريباً عالياً من علماء النفس والأطباء النفسيين، ساعدت عيادة الصحة النفسية المجتمعية والعافية Lighthouse Arabia بفاعليّة كبيرة مئات النساء، والأطفال، والرجال، في التغلب على مسبّبات الحزن، والتوتّر، والاضطراب النفسي، والتعامل معها. للحصول على قائمة خدماتهم الكاملة، انقري هنا من فضلكِ.
للمزيد من المقالات، والمقابلات، ونصائح الصحة والعافية، انقري هنا.