تقييم منتجع أميلا فوشي في جزر المالديف
دعوا الرومانسيّة جانباً: هذه الجزيرة الساحرة تثبت للجميع بأنّ المالديف هي وجهة الاستشفاء المُقبلة الأكثر شعبيّة دون منازع
يبدو أنّ على بالي وتايلند التنحّي قليلاً وإتاحة المجال أمام جزر المالديف الآن، فرغم شهرة الأخيرة عموماً بكونها واحدة من أكثر الأماكن رومانسيّةً في العالم، لكن يُمكن لتلك الجزر المذهلة الواقعة بالمحيط الهندي أن تتنافس بالفعل مع بعضٍ من أفضل الوجهات الاستشفائيّة أيضاً.
إذ نزلتُ مؤخّراً في منتجع أميلا فوشي وهي العلامة الشقيقة (ذات الطابع البسيط لكن الأفخر) لمنتجع فينولهو، الذي اجتذب نجوماً من أمثال أورلاندو بلوم، وكيتي بيري، وليوناردو دي كابريو، إضافة إلى استضافته للإجازة العائلية المشتركة التي قضتها أسرتا النجم بيكهام والشيف رامزي معاً.
يقع هذا المنتجع على جزيرة "با آتول" في جزر المالديف، ويوفّر عدداً من التجارب الممتعة بمطاعمه وباراته المتميّزة. فعند وصول الضيوف، يقوم القارب بتوصيلهم إلى نهاية الرصيف البحري حيث يوجد مطعم Feeling Koi، الذي يُعدّ محليّاً طعاماً يابانيّاً/لاتينيّاً يتماشى مع مفهومه. وهو ملحق بلاونج 1OAK Lounge الفرع الأكثر هدوءاً من الملهى اللّيلي الشهير الذي يوجد له منفذ في فينولهو أيضاً. أمّا مطعم Barolo Grill فيتخصّص بمطبخ شمال إيطاليا، ويحيي حفلات موسيقيّة رائعة إلى جانب موائد العشاء عدّة مرّاتٍ في الأسبوع، بينما يقدّم بار Bazaar Bar وجبة غداء فاخرة على الشاطئ في موقعٍ تظلّله الأشجار وتحيط به الأراجيح والأرائك المريحة.
لكن إن كنتم مثلي ترغبون في استعادة عافيتكم وطاقتكم خلال الإجازات، فأنصحكم بالبقاء في "أميلا ريزدينسيز تريهاوس". إذ حجزتُ فيه مسكناً بغرفة نوم واحدة (يوجد مساكن بغرفتيّ نوم)، إلّا أنّه وبوجود حمّامين، وغرفة وراء غرفة المعيشة مخصّصة لعلاجات الأزواج الاستشفائيّة، فُيمكن القول بأنّها تتّسع لمنامة 3 أشخاص بكلّ سهولة.
عند الصعود على عددٍ من السلالم، ستجدون تلك المساكن الواقعة أعلى الأشجار فهي المكان المناسب للابتعاد عن الإغراءات غير الصحيّة والتركيز على التوحّد مع الطبيعة كليّاً. قام موظفون أميلا بتفريغ الـ"ميني بار" الخاص بي، وتركوا لي فيها وجبة ترحيبية خفيفة مكوّنة من الخضروات المقطّعة وكرات البروتين، إضافة إلى عبوات الماء التي يتمّ ملؤها ليلاً لأشرب منها ولتجعلني أدركُ أنّه أصبح لديّ أخيراً وقت فراغٍ لا يترافق معه الشعور بالجوع.
لحسن الحظ أيضاً، فقد كان هناك الكثير من الأنشطة التي أستطيع إشغال نفسي بها. فإضافة إلى النزول في حوض استحمام ضخم أستطيع قضاء ساعات فيه وسط أشجار جوز الهند والخفافيش (نعم، فهي تخرج خلال العواصف الرعديّة)، يوجد كذلك مسبح رائع ومنصّة خشبيّة واسعة لممارسة التمارين الرياضيّة. لن يكون أمامكم عذرٌ لعدم القيام بذلك حقاً مع توفيرهم لمعدّات رائعة؛ كرة الثبات، والكرة الطبيّة، وحتى أحزمة الـTRX لتساعدكم على بذل جهدٍ حقيقيٍّ في التمرّن.
في إحدى الصباحات هناك، جاءت إليّ مدرّبة شخصيّة لتعطيني درساً خاصّاً على الشرفة؛ إنّه خيار مثاليّ للأشخاص الذين لا يستمتعون بالصفوف الجماعيّة أو يحرصون على تعلّم الحركات بشكل فرديّ. إذ يتعاون منتجع أميلا مع علامة Bodyism العالميّة المتخّصصة بالتمرّن والتي تركّز على المواءمة، والوضعيّة، وعلى التدريب الذكيّ لإنقاص الوزن. تضمّنت تمريناتي مجموعة من الحركات المستوحاة من البيلاتيس، واليوغا، والحركة الوظيفيّة، مُستخدمةً أربطة الشد والمقاومة كي تنتقل بها إلى مستوى جديد آخر. هناك طبعاً صالة رياضيّة رئيسيّة للتدريبات الإضافيّة التي ترغبون بممارستها في وقتكم الخاصّ، لكن لا شيء أروع من الاستيقاظ (فالمنطقة الزمنيّة لجزيرة أميلا يسبق الوقت المُعتاد بحيث يستطيع المنتجع تحقيق أقصى استفادة من اليوم من خلال بدء عمله قبل 120 دقيقة) والاستماع إلى زقزقة الطيور مع ارتشاف كوب صباحيّ من شاي الأعشاب قبل التمرين.
يُمكن للنزلاء الركوب على الدرّاجات الهوائيّة والتوجّه إلى المدرّبين هناك من أجل الاستفادة من الصفوف الرياضيّة (فقد شاركت في تلك الصفوف مؤخّراً النجمة، ومصممّة الأزياء ذات الجسم الممشوق ميلي ماكنتوش)، أمّا الجانب الآخر من المنتجع فهو مخصّص لجلسات السبا بطبيعة الحال.
إذ يقوم سبا Javvu Spa بتشغيل 10 كبسولات علاجيّة وجلسات مسّاج باستخدام تقنية Pure Massage Spa Training. يعني ذلك أنّه يُتيح للزوّار الاستمتاع بفوائد التدليك الجيّد دون التعرّض لخطر الإصابات الجسديّة، ويعود الفضل في ذلك لمؤسّسة التقنيّة بياتا أليكساندرويز. قد تُعطي كلمة "كبسولة" انطباعاً خاطئاً بأنّ المكان صغير جدّاً، لكنّه كان رحباً جدّاً بالنسبة لي حتى أنّه يتضمّن حمّام ساونا خاصّ به. يوجد داخل السبا مقهى Cafe، لكن مع التنوّع الكبير للوجبات المُقدّمة في مطعم Fresh المخصّص الإفطار، سيجد الراغبون بتناول غذاء صحي خيارات من المأكولات الخالية من الغلوتين والخالية من السكر، حتى فيما يتعلّق بالخبز أيضاً. كما سررتُ كثيراً عند رؤية العديد من أنواع العسل المختلفة، والمربّى، ولبن الزبادي الخالي من الحليب، وحتى العصائر الطازجة المُتاحة على قائمة الطعام.
وعلى غرار الكثير من المواقع الأُخرى في جزر المالديف، يوفّر لكم منتجع أميليا فيلات تطلّ على الشعاب المرجانيّة أو البحيرات الشاطئيّة إن كنتم تحبّون الماء، أو منازل شاطئيّة بغرفة نوم واحدة أو اثنتين. هناك أيضاً مساكن مكوّنة من أربع غرف نوم للعائلات التي ترغب في قضاء إجازةٍ راقية، إذ أدركتُ لدى رؤيتها السبب الذي دفع كلّاً من ديفيد وفكتوريا بيكهام لاختيار البقاء في ذاك المنزل المكوّن من ثمان غرف نوم (الظاهر في الصور أدناه) مع أسرة غوردون رامزي. يبدو القصر كما لو أنّ المنزل مُلك لأحدٍ ما (لشخص ثريّ للغاية طبعاً على اعتبار أنّ كلمة أميلا تعني "منزل الجزيرة"). لذا ومع جانبين مُتطابقين من حيث التصميم، كان هناك الكثير من المساحة لكلا العائلتين كي يقيما بها براحةٍ كبيرة.
لكن لعلّ أفضل منازل المنتجع التي رأيتها كان ذاك المكان الذي نزل فيه أورلاندو بلوم لحضور فعاليّات رأس السنة (حيث لم يعرف أحد أنّ كيتي بيري قد انضمت إليه هناك بعد الحفلة التي أقامتها في أبو ظبي). تتكوّن الشقّة من ستّ غرف نوم حديثة، يدخلها ضوء النهار بالكامل، مع باحة مفتوحة بمساحة تتجاوز البيت الأكبر. لذا، ولعلمي بمكوث دي كابريو فيها العام الماضي أيضاً، رحتُ أستمتع بالاسترخاء على الأرجوحة الماثلة أمام شاشة السينما في الخارج، ولم يكن لديّ فكرة أنّني كنت برفقة سحليّة حقيقةً.
إذاً، لا تدعوا شهرة المالديف بالرومانسيّة تثنيكم عن زيارتها، فالأماكن هناك تعزّز تقدمتها في مجال الاستشفاء واستعادة العافيّة لتشجّع الناس على اكتساب الصحّة واللّياقة البدنيّة، لذا ينبغي على المنتجعات الصحيّة حول العالم أن تحترس من هؤلاء المنافسين الأقوياء في أقصى الشرق.