الإصابة بكورونا من الاحتكاك بمصابين لا تظهر عليهم الأعراض أم
رغم أنّه بإمكان مصابي كورونا الذين لا تظهر عليهم الأعراض نشر المرض بالفعل، الصحة العالمية تقول: "إنّه أمر نادر جداً"
المخاوف السابقة من أنّ مرضى كوفيد-19 الذين لا تظهر عليهم أيّة أعراض يمكن أن ينشروا المرض فعليّاً كانت سبباً جزئيّاً وراء توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الالتزام بمبدأ التباعد الاجتماعي. إذ بينما يعاني بعض الأشخاص المصابون بمرض كوفيد-19 من حمى شديدة، وسعال، وضيق في التنفس، قال ديفيد كاتلر، الطبيب المتخصّص بطب الأسرة في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، بولاية كاليفورنيا، في مقابلة سابقة له مع مجلة بوب شوغر أنّ العديد من الأشخاص المصابين بالعدوى لا يعانون من أيّة أعراض على الإطلاق، ويمكن أن ينشروا الفيروس دون علم منهم.
لكن في الـ8 من يونيو الجاري، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنّه بينما لا يزال بإمكان الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض نشر الفيروس بالطبع، إلا أنّهم ليسوا السبب الرئيس في نقل الفيروس فعليّاً. وقالت عالمة الوبائيات والأمراض المعدية الأمريكية، ماريا فان كيروف، الحاصلة على شهادة دكتوراه في اختصاصها ورئيسة وحدة الأمراض المعدية والأمراض حيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر وكالة الأمم المتحدة بجنيف، وفقًا لموقع CNBC.com، "بالاعتماد على البيانات التي لدينا، ما زال من النادر أن ينقل الشخص الذي لا تظهر عليه الأعراض الإصابة إلى شخص آخر. من النادر جداً حدوث ذلك".
من جهتها، نصحت الدكتورة فان كيروف موضحةً أنّ استجابة الحكومة يجب أن تتركّز على اكتشاف وعزل المصابين الذين يعانون من الأعراض بالفعل، وتتبّع وعزل أيّ شخص قد يكون على تماس بهؤلاء الأفراد. وقالت: "لدينا عدد من التقارير القادمة من الدول التي تقوم بتتبّع هذا النوع من الحالات بشكل مفصّل للغاية. حيث يتابعون الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض، ويتتبّعون الأشخاص الذين كانوا على تماس بهم. لم يجدوا انتقالاً للفيروس إلى الحالات السليمة. إنّه أمر نادر الحدوث".
إذا ثبت أنّ الحالات التي لا تظهر عليها أعراض المرض ليست هي ما تنشر فيروس كورونا في معظم الحالات، فقد يؤثر ذلك على السياسة العامّة للتعامل مع الجائحة بشكل كبير، كقاعدة التباعد الاجتماعي على سبيل المثال.
وبينما أنّ انتشار الفيروس من الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض أو تلك عديمة الأعراض نهائيّاً ما زال يحدث رغم ذلك، قالت الدكتور فان كيروف ما نريد التركيز عليه حقّاً هو متابعة حالات الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض. وأضافت أنّه إذا تابعنا ذلك بالفعل وعزلنا جميع حالات الإصابة التي تظهر عليها الأعراض، وتبعنا الأشخاص الذين كانوا على احتكاك بهم وعزلناهم، فسنقلل تفشي المرض بذلك إلى حدٍّ كبير.