كنتُ حريصة جدّاً على إبقاء كافّة الأغراض خارج سريره –فلا يوجد فيه حتى بطانيات أو ألعاب الحيوانات المحشوة– لكنّني لم أفكّر في إتاحة الفرصة له للوصول إلى الكتب. في تلك اللّيلة، جمعت حزمة من كتبه المفضّلة. كان نوع الكتب المثاليّ هو ذاك الذي يتضمّن صفحات سميكة قاسية يمكنه تقليبها دون أن يمزّقها إلى أشلاء. لذا وضعتها على وسادة جلوس أرضيّة وجررتها إلى جانب سريره.
في صباح اليوم التالي، استيقظت على صوت رنين إنذار الحريق، تبعه نباح كلبنا، لكنّني ابتسمت على الفور. فقد كنت قد أضفت عن طريق الخطأ أحد الكتب الصوتيّة التفاعليّة التي تحكي عن شاحنة إطفاء صغيرة شجاعة ومساعدها كلب الدلماسي. نظرت إلى شاشة جهاز المراقبة على منضدة السرير الجانبيّة، ورأيتُ أنّه قام بسحب عدّة كتب إلى سريره بالفعل وكان يقلّب صفحاتها بسعادة واضحة. عندها أدرتُ وجهي وغفوَت حتى رنّ منبّهي. عندما ارتديتُ ثوبي وتوجّهت إلى غرفته، عرفتُ مُسبقاً من الأصوات التي كانت تصدر عن غرفته ما هو الكتاب الذي كان يتصفّحه.