Skip Nav

ولي العهد السعوديّ يلتقي بكبار وجوه الديانة اليهودية

هل ستنفتح المملكة العربيّة السعوديّة على الأديان الأُخرى في خطواتها الإصلاحيّة المُقبلة حقّاً؟


في خطوة هي الأولى من نوعها، التقى وليّ العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان باثنين من قادة الكنيسة الكاثوليكيّة وثلاثة من قادة الديانة اليهوديّة؛ بينهم حاخامان، خلال جولته الممتدّة لثلاثة أسابيع في الولايات المتّحدة.

ولا شكّ أنّ اجتماعاته الأخيرة هذه مع أبرز وجوه الديانات الأُخرى تُبرز مزيداً من التوجّهات الإصلاحيّة التي يتّخذها ولي العهد في مسيرته لبناء مملكة عربيّة سعوديّة مختلفة تماماً عن تلك التي نعرفها.

فمن المعروف عن السعوديّة بأنها بلدٌ متشدّد؛ إذ لا يوجد على أرضها أيّة كنائس أو معابد يهوديّة، كما لا تُقام فيها أيّ احتفالات دينيّة علنيّة غير الإسلاميّة. لذا، يمارس المغتربون المُقيمون في المملكة، والذين يُقدّر عددهم بـ10.5 مليون شخص، شعائر دياناتهم ومناسباتهم في نطاق مغلق وخاصّ. لكن يبدو أنّ الأمير محمّد قد بدأ العمل بالفعل لخلق أجواء أكثر تسامحاً ضمن الدّولة.

حيث صرّحت السفارة السعوديّة لدى الولايات المتّحدة الأمريكيّة بأنّ الأمير السعوديّ يريد تحويل المملكة إلى بلدٍ يتبنّى الإسلام المعتدل ويتقبّل الديانات الأُخرى. في حين لم تكن هذه أوّل مرّة يلتقي فيها ملك سعوديّ مع وجهاء من الديّانة اليهوديّة فعليّاً (فقد شوهد الملك الراحل عبد الله برفقة حاخام نيويورك مارك شناير مرّات عديدة)، لكنّها المرّة الأولى التي يُصبح فيها لقاء شخصيّات من الديّانة اليهوديّة جزءاً رسميّاً من جدول الزيارة.

هذا وقد التقى سموّه بكلّ من الحاخام ريتشارد جاكوبس رئيس الاتحاد من أجل اليهوديّة الإصلاحيّة، والحاخام ستيفن ويرنيك رئيس الكنيس المتحد لليهود، ونائب الرئيس التنفيذيّ للاتحاد الأرثوذكسي آلن فاغين.

وشدّد وليّ العهد خلال اللقاء "على الرابطة المشتركة بين جميع البشر، بما يؤكّد أهميّة التسامح والتعايش والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء"، وفقاً لما جاء في صحيفة Bloomberg.

يبدو أنّ ملك السعوديّة القادم عازمٌ على دفع الحركة التقدميّة في المملكة على جميع الجبهات وبمجالات مثل حقوق المرأة، وقطاع التعليم، وتدفق الاستثمارات التجاريّة، والتي تهدف جميعها إلى دعم نموّ اقتصاد المملكة القائم اليوم على البترول بحيث لا تعتمد على استنزاف مخزون النفط.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الخطوات المبدئيّة التي تمّ اتّخاذها للوصول بالدّولة إلى عقليّة دينيّة مُنفتحة تمثّل إجراءات حسّاسة قد يتبعها تداعيات كبيرة فعلاً. لكن إن كان هنالك من يمكنه الإمساك بزمام الأمور والدفع بعجلة الإصلاح في المملكة، فهو الأمير محمد بن سلمان بلا منازع دون شكّ.

Image Source: Twitter user saudiembassyusa
Latest حب