Skip Nav

كيف تقون أنفسكم من إنهاك العمل

11 طريقة تجنّبكم الوصول إلى مرحلة الإنهاك من العمل

لا أريد أن أتباهى، لكن لديّ صديقات رائعات بالفعل. فمن بين المقرّبات منهنّ هناك امرأة عزباء مكتفيّة ذاتيّاً في طريقها لتصبح مديرة قسم التعلّم في شركتها، وقد شاركت في 30 ماراثون، وأصبحت مالكة منزل قبل أن تبلغ الثلاثين. وسيّدة تحفّز نفسها بنفسها ولها إنجازات كثيرة استطاعت أن تكسر الحواجز في قطاع التكنولوجيا من خلال مناصرتها للتّنوع وشموليّة النساء وإلى جانبها بعض الشخصيّات الأكثر نفوذاً في وادي السليكون. وأُخرى خبيرة في مجال الاستدامة والمسؤوليّة الاجتماعيّة، وهي في الثلاثين من عمرها، على بعد خطوة من منصب نائب المدير في وكالة الإعلانات البارزة التي تعمل بها.

لا شكّ أنّ هؤلاء النّسوة ينافسن بقوّة ويحقّقن النّجاحات، ويعملن بشغف، وفي الوقت ذاته يقمن بتغيير العالم حقّاً. لماذا تلقّيت هذه الرسالة إذاً في الصباح الباكر من إحدى صديقاتي هذا الأسبوع:

"جعلني هذا البودكاست الذي يتحدّث عن الإرهاق الشديد من العمل أبكي بشدّة وأنا في طريقي إلى المكتب صباح اليوم – فقد فتحت حقيبتي وأدركت أنّني تركتُ حاسوبي (مرّة أخرى) في المنزل بعد العمل حتى وقتٍ متأخرٍ من اللّيل".

الحلقة التي أرسلتها، من بودكاست كتاب Real Simple's Adulthood Made Easy، بعنوان "لماذا نصل إلى مرحلة الإنهاك في العمل؟"، وهي تتناول مقالة موقع Fast Company التي تمخّض عنها منذ ذلك الحين عدد من القصص عن كيف أصبحت نساء جيل الألفيّة ينهكن أنفسهنّ في وظائفهن من سنّ صغيرة في بداية الثلاثينات بل وحتى في أواخر العشرينات. وكوني أتشارك معهنّ هذه المعاناة (نوعاً ما، سأتحدث عن هذا بعد قليل)، إليكم الأسباب التي أرى بأنّها تسبّب إنهاك العمل في فترة الثلاثينات.

لماذا تحدث؟

  1. التوقّعات غير الواقعيّة التي نرميها على عاتقنا. وما يزيد الأمر سوءاً هو شعبيّة مواقع التواصل الاجتماعيّ وإجراء المقارنات المحتّمة بيننا وبين نساء الألفيّة الأُخريات اللّواتي يظهرهن وكأنّهن ممسكات بزمام الأمور تماماً (لكن في الحقيقة لا شيء بتلك المثاليّة التي نراها).
  2. عدم القدرة على الانفصال عن الوظيفة. فمع إمكانيّة الوصول إلى رسائل البريد الإلكترونيّ الخاصّة بالعمل على مدى الـ24 ساعة طوال أيّام الأسبوع، سيكون من الصّعب جدّاً تحقيق "التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة".
  3. امتلاك وظيفة لا تحبّونها فعلاً. قد يكون السبب في ذلك هو أنّكم قد اخترتم مسار حياتكم المهنيّة بناءً على ما كنتم تعتقدون أنّه الشيء المفترض القيام به من وجهة نظر عمَليّة، أو ربّما يرجع سبب ذلك لكونكم لم تكونوا تعرفون ما تريدون فعله تماماً في سن الـ18 عندما كان ينبغي عليكم اختيار تخصّص الكلية. (من منّا يعرف ذلك أصلاً؟).

إذاً، كيف يمكنكم أن تمنعوا هذا من الحدوث فعليّاً؟ يصل البودكاست ومقالة موقع Fast Company إلى استنتاج مماثل وهو أنّه إذا وجدتم وظيفة أحلامكم، فإنّكم لن تنهكوا أبداً لأنّكم ستحبّون ما تقومون به. عن نفسي، لا أعتقد أنّ الأمر بهذه البساطة، لكنّني أوافقهم الرأي إلى حدٍّ معيّن – فأنا أحبّ وظيفتي كثيراً لدرجة أنّني ما زالت أعمل مع "بوب شوغر" منذ ست سنوات، وهي فترة طويلة جدّاً بالنّسبة لجيل الألفيّة. مع ذلك فأنا أصاب بالتوتّر طبعاً، وأحياناً أشعر أنّي بتُّ على وشك الإنهاك الجسديّ على مرّ السنوات.

إنّني من أشدّ المؤمنات بأنّ الشخص يصنع مصيره بنفسه، وربّما تظلّ الوظائف الأُخرى تبدو أكثر إشراقاً بالنّسبة لكم إلى أن تبدؤوا العمل بها، لذا ينبغي عليكم القيام بشيء حيال ذلك. إذاً، قبل أن تقدموا على تغيير مساركم المهنيّ –وهو خيار قد تضطّرون للقيام به، لا بأس بذلك!– دعوني أقترح عليكم تجربة هذه النصائح أوّلاً.

كيف تستطيعون منع ذلك؟

  1. توجهوا إلى أستاذٍ خبير، إمّا رئيسكم في العمل أو شخص آخر يمكنكم التحدّث إليه بصدق حول الشعور باقترابكم من نقطة الإنهاك. أجروا معه نقاشاً مفتوحاً حول ما تعانون منه واعملوا معاً لتعرفوا ما يجب تغييره. هل هو موقعكم في الوظيفة؟ هل هو شيء تقومون به وأنتم لا تفضّلون فعله؟ وهل يمكنكم القيام بشيء من شأنه أن يجعل عملكم مرضياً أكثر لكم؟
  2. إذا كان هنالك شيء ما تضطرون للقيام به –كالسّفر، على سبيل المثال– فهذا الأمر تحديداً يستنزف طاقتكم، لذا أوجدوا طريقة لجعله ممتعاً أكثر. كونوا صادقين مع مديركم وأخبروه أنّكم تحتاجون إلى أوقات واقعيّة أكثر لجدول الرحلات أو أيام فاصلة لتستعيدوا طاقتكم بعد رحلة طويلة.
  3. إن كنتم تشعرون بالإنهاك، ركّزوا على شيءٍ واحدٍ تحبّونه فعلاً في عملكم وقوموا به لمدّة يوم كامل أو لأسبوع من أجل إعادة شحذ همّتكم.
  4. أعدّوا خطّة للتنمية الشخصيّة. أجروا بعض البحث عن الذّات وحدّدوا هدفاً أو هدفين إضافيّين لتحقيق النّجاح. ثم اعملوا مع مديركم للوصول إلى ذاك الموقع. من المحتمل أن تشعروا بتحسّن تجاه ذلك العمل الشاقّ كلّه إذا كنتم تعرفون أنّكم تمضون قدماً. وقد يكون الأمر عبارة عن إلقاء عرض تقديميّ للقسم أو الاستحواذ على مشروع هامّ.
  5. استغلّوا أيام إجازاتكم. عادة ما يكون الإرهاق مترافقاً مع الأوقات ذات الأشغال الكثيرة جدّاً بالتّحديد، لذا فإن أخذ إجازة عندما يكون العمل محموماً قد يبدو أمراً مناقضاً لما هو بديهيّ. لكنّ بذل مجهودٍ هائلٍ لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يستنزف طاقتكم، ويقلّل من صبركم، ويقتل إبداعكم. ابحثوا عن يوم، أو عطلة نهاية أسبوع طويلة، أو حتى أسبوع كامل –أيّ شيء يمكنكم تطبيقه– لإعادة ملء خزانات وقودكم، فعندها ستصبحون أشخاصاً أكثر سعادة وأكثر إنتاجيّة بعد العودة للعمل. حتى إذا كان لديكم 2000 رسالة غير مقروءة في صندوقكم الوارد.
  6. قسّموا الاجتماعات. اطلبوا من أحد الزملاء الذهاب إلى اجتماع واقصدوا أنتم الآخر ثم تبادلوا الملاحظات بحيث يكون لديكم فترة عمل غير منقطعة.
  7. خصّصوا بعض الوقت للعمل مع المتدرّبين أو شرب القهوة مع شخص يحاول الدّخول لمجال عملكم. ستحصلون على جرعة داعمة نفسيّاً عندما تتشاركون حكمتكم معهم وتدركون أيضاً الكمّ الهائل الذي تعلّمتوه حتى الآن (وتقدّرون مدى تقدّمكم).
  8. ابحثوا عن طرق لخلق استقلاليّة في العمل. ربّما يكون ذلك بتقديم مشروع تستحوذون عليه بالكامل أو بإجراء محادثة صريحة مع رئيسكم في العمل حول الإدارة الصغيرة لبعض الأمور والحريّة الإبداعيّة. إذا كنتم تعرفون أنّ لديكم سيطرة كاملة على كلّ العمل الشاق الذي تبذلونه، فسيكون شعوركم أفضل حيال ذلك.
  9. كونوا واقعيّين. كما ذكرت سابقاً، تمثّل التطلّعات غير الواقعية سبباً أساسيّاً --بشكل جزئيّ على الأقل-- للإنهاك المهنيّ الذي يصيب العديد من نساء جيل الألفيّة، لذا ارجعوا خطوة للوراء وتأمّلوا التوقّعات التي ترمونها على أنفسكم في العمل. هل تنشؤون قائمة مهام يوميّة طويلة جدّاً تضمّ أشياء لا يمكن لأيّ إنسان أن يحقّقها في يوم واحد؟ هل تقولون نعم لكلّ مشروع يتم طرحه عليكم لأنّكم لا تريدون خذل مديركم؟ حدّدوا الأشياء التي تدفعكم إلى حافة الإرهاق، واعملوا مع المدير على تقليصها أو إزالتها من طريقكم.
  10. خصّصوا وقتاً يوميّاً لإعادة شحن طاقتكم أيضاً. إن قرأتم عن الروتين اليوميّ لأسعد النّاس وأكثرهم نجاحاً، فستجدون أنّهم يشتركون جميعاً في هذه العادة. حتى إذا كانت وظيفتكم لا تتيح لكم فرصة مغادرة المكتب قبل الساعة الخامسة مساءً، فما يزال بإمكانكم أن تحدّدوا وقتاً معيّناً من كلّ يوم لفعل أيّ شيء يصفّي ذهنكم. انخرطوا ببعض التمارين الرياضيّة مثلاً، أو ارتشفوا كأساً من الشراب مع الأصدقاء، أو اقرؤوا كتاباً، أو حتى مارسوا التأمّل لمدّة 5 إلى 10 دقائق.
  11. أنشئوا منفذاً إبداعيّاً خارج وقت عملكم. إذ يمكن لذلك أن يساعدكم في الحفاظ على توازنكم النفسيّ، وإذا قرّرتم ترك وظيفتكم فعلاً، فيمكن أن تصبح تلك مهنتكم الجديدة.

تقرير إضافي من ماندي هاريس وآني غابيليت

Image Source: POPSUGAR Photography / Stephanie Wong
Latest حب