4 مراحل لصيام شهر رمضان تعرفها جيّداً كلّ امرأة مسلمة حول العالم

باعتباره أقدس أشهر التقويم الإسلاميّ، يُمثّل حلول رمضان الوقت المناسب لاجتماع العائلات، وإبراز الجانب الروحيّ في حياتنا والتركيز عليه أكثر. إنّه وقت رائع بالفعل.

لكنّه شعيرة دينيّة صعبة أيضاً في الوقت ذاته. دعكِ ممّا يقولونه لك، فالوقت يمرّ ببطء شديد خلال هذا الشهر فعلاً. خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، حيث صادف حلول رمضان مع أشهر الصيف، فقد كان الجو حاراً للغاية ناهيكِ عن تأخّر غياب الشمس كثيراً حينها. لذا تمرّ الصائمات بمراحل مختلفة إلى حدّ كبير خلال الشهر.

الأسبوع الأوّل

يمتلئ الأسبوع الأول بالوجل والإثارة معاً. حيث يتطلّع الجميع إلى الروابط الأسريّة التي يتم تعزيزها خلال هذا الوقت عندما يجلسون معاً للاشتراك في الوجبة التي ينتظرونها بفارغ الصبر طبعاً. وسواء كان ذلك مع الأصدقاء أو العائلة، فإن الإحساس بالألفة والترابط شيء آخر لا يمكن وصفه نهائيّاً. غير أنّه الأسبوع الأول من الصيام فعليّاً، أي من الامتناع عن الطعام والشراب لمدة 14 ساعة أو أكثر (حسب وقت شروق الشمس وغروبها في البلد الذي تعيشين فيه). ويبقى اليوم الأول هو الأصعب بالتأكيد. حيث تكون بقية الأسبوع عبارة عن كفاح للبقاء مستيقظين خلال النهار، ثم أخذ القيلولة بعد العمل، فضلاً عن الشعور بنوبات متقطّعة من الصداع (وإن كنتِ من مدمنات القهوة أو المدخّنات، فسيكون الوضع سيّئاً للغاية بالنّسبة لكِ حتماً). وبالعموم، يتّصف الجميع بالمزاج الحادّ خلال هذه الفترة.

الأسبوع الثاني

يُعتبر الأسبوع الثاني الأسبوع الوحيد "الصالح" للصّيام، إن جاز التعبير. ففي هذه المرحلة، تكونين قد صمتِ أسبوعاً كاملاً بالفعل ممّا جعلك تعتادين على الأمر. إذ يبدو جسمك وقد تأقلم على الوضع الجديد، لتبدأ جميع أعضاؤك بالعمل بعدها بشكل طبيعيّ كالمعتاد. لدرجة أنّك قد تبدئين بممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام. شعور رائع بالفعل، حيث تشعرين بطاقة ونشاط عاليين.

الأسبوع الثالث

يبدو الأسبوع الثالث أطول أسابيع هذا الشهر. ففي هذه المرحلة، تشعرين وكأنّك قد صمتِ بما يكفي. كما تشعرين أيضاً بأنّ عدد ساعات اليوم باتت مضروبة بعشرة أضعاف. ويبدو الأمر كأنّك عالقة في دوّامة لا تنتهي من الصيام والإفطار. لا شيء آخر سوى الصيام والإفطار. وهي النّقطة التي تبدأ فيها النساء المسلمات حول العالم بالدّعاء طلباً لبدء دورتهم الشهريّة.

تستحق مرحلة الحيض أنّ نذكرها هنا أيضاً بكلّ تأكيد. إذ تُعفى النّساء من الصّيام في رمضان، عندما يأتيها الحيض بالطبّع. فإن كان هنالك فترة تستحقّ أن تدفعي المال فيها لقاء أن تكوني أُنثى في الحقيقة، فهي خلال هذا الأسبوع دون شكّ. سنستمر نحن النساء الصائمات بالتذمّر حيال الأمر طبعاً عندما نكون في مرحلة الحيض. لذا، فتوقيت الدورة خلال شهر رمضان هو المفتاح فعليّاً! فكما ترين، إذا جاءتكِ الدورة خلال الأسبوع الأول، بينما يكافح الجميع للاعتياد على الصيام بشكل جماعيّ، لن يتعاطف أحد مع محاولاتك للاعتياد عليه في الوقت الذي تتعافين فيه منها وتصبحين على استعداد لبدء الصوم، حيث تخطّى الآخرون ذلك فعليّاً. يُمثّل الأسبوع الثاني فترة جيّدة لبدء مرحلة الطمث، لكنّه ليس الوقت المثاليّ تماماً، لأنّه سيفسد عليك روعة الصيام (التي ستحصلين عليها خلال الأسبوع الثاني فقط). أمّا إن جاءك الحيض في الأسبوع الثالث، فتكونين قد حظيتِ بأروع فرصة لكِ بكلّ تأكيد. في حين يكون حيض الأسبوع الرابع حزيناً قليلاً، لأنّك تكونين قد صمت طوال الفترة الماضية بالفعل، لذا ستشعرين بعدم أهميّته نهائيّاً.

الأسبوع الرابع

يمثّل الأسبوع الرابع أكثر مرحلة سعيدة خلال هذا الشهر. فمع نهاية كلّ يوم، يبدو خط النّهاية أقرب فأقرب. خلال هذا الأسبوع، أبدأ برؤية زوجي كشخص غريب عنّي حقّاً. فالرجل الذي كان متعصّباً لكرة القدم وكارهاً للتدخين عند زواجي منه يتحوّل إلى شخص متديّن فجأةً، كما يلعب الورق خلال النهار، ويصبح أحد عشّاق الشيشة بعد الإفطار. تغيير جذريّ ومفاجئ بالفعل.

حيث يصبح متحمّساً لكلّ هذا في ذلك الأسبوع --ربّما لأنّه الأسبوع الأخير، لكنّ هذا الغريب يُحرز كلّ ذلك التغيير في خطوة واحدة فقط، فلا يبدي أيّ ردّة فعل عندما أشعر بالغضب، ويتحرّك بحيويّة عالية خلال اليوم بينما يعمل كلّ من حوله بتثاقل شديد. تبدو السعادة عليه بشكل واضح تماماً خلاله تلك الفترة.

مجنون، أليس كذلك؟ بل ومزعج للغاية، أيضاً.

لكن عندها نكون قد وصلنا إلى اليوم الأخير ووجبة الإفطار الأخيرة. وحينها نقول: في هذه اللّحظة ينقضي الشهر بحلوه ومرّه.

رمضان كريم على الجميع!