قواعد الأمّهات الصارمة
أنا واحدة من أولئك الأمّهات الصارمات جدّاً، وإليكنّ 4 من أهمّ القواعد التي لا أتساهل فيها أبداً

فيما يخصّ القواعد المتشدّدة، هناك أربعة نقاط لا أشعر بالمرونة تجاهها نهائيّاً عندما يتعلّق الأمر بتربية أطفالي الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم الـ9، والـ7، والـ4 أعوام:
1. لا هواتف نقّالة إلى الأبد.
حسنٌ، ليس إلى الأبد بالطّبع. لكنّ صغيرتي في الصفّ الرابع تدّعي بأنّها واحدة من الأطفال القلائل جدّاً في صفّها ممّن لا يملكون هاتفهم الخاصّ. لكن لا بأس بذلك. فلا يهمّني إذا كان زملاؤها يرونها مختلفةً عنهم لأنّها لا تحمل جهازاً لم أحصل عليه أنا نفسي إلى أن أصبحت طالبة جامعيّة. مع هذا، فأنا لا أخطّط للانتظار كلّ هذا الوقت كي أعطيها هاتفهاً محمولاً، إلّا أنّني لا أرى أنّ هنالك حاجة إليه الآن. فإن استطعت إبقاءها بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي، والمتنمّرين المحتملين على الإنترنت، أو متصيّدي الأطفال لفترة أطول، لن أتوانى عن فعل ذلك حتماً. السبب الوحيد الذي يجعلها تحتاج إلى هاتف هو للاتصال بي في حالة الطوارئ، وهناك طرق أُخرى أمامها لتقوم بذلك؛ كالسّاعة الذكيّة مثلاً.
2. اللعب في منازل الأطفال الآخرين ممنوع ما لم أكن أعرف والديهم.
لقد قالت لي أمّهات أُخريات أنّه ما من مشكلة إن قمتُ أنا بنفسي بأخذ أطفالهم من المدرسة ليلعبوا مع صغاري رغم أنّني لم ألتق بهم مطلقاً. هذا شيء لا يُمكن أن يحدث مع أطفالي. فأنا لا أسمح لأيّ أمّ أن تأخذ أطفالي من أيّ مكان، كما أنّني لا أتركهم في منزل أيّ شخص آخر ما لم أكن أعرف الوالدين بشكلٍ جيّدٍ جدّاً. لذا، وقبل زيارة طفلي لمنزلِ أحدهم، لن يكون من المفاجئ أبداً أن أطلب منهم ملء استبيان أستفسر فيه عمّا إذا كانوا يدخّنون، أو كان لديهم بندقيّة في المنزل، أو أنّهم يتلفّظون بكلمات نابية طوال الوقت. حسناً، أنا أمزح... إلى حدٍّ ما. بالواقع أنا أُفضّل أن يلعب أطفالي مع عدد أقل من أقرانهم الآخرين بدلاً من تركهم في منزل أناس غرباء وأن أندم لاحقاً إذا حدث شيء مزعج. قبل أن تعتبروني مجنونة، دعوني أخبركم أنّني وفي مرحلةٍ مبكّرةٍ من أمومتي، اكتشفت وقوع حادث مؤسفٍ لابنتي أُجبرت فيه على إنزال سروالها في منزل أحد أصدقائها الجدد. لذا سأقول لكم أنّني لا أأسف على توخّي الحذر الشديد من الآن وصاعداً.
3. لا للنوم خارج المنزل.
فأنا أودّ أن أعرف بأنّ أطفالي آمنين وسالمين تحت سقف منزلي عندما أذهب للنوم. ما لم تكن المنامة في منزل أناسٍ أعرفهم جيّداً، وكنت واثقةً بهم بشكلٍ مُطلق، فإنّني أجيب بالرفض عندما تطلب منّي صغيرتاي النوم عند أحدهم. لحسن الحظ أنّ هذا الموضوع لم يُطرح كثيراً حتى الآن، وربّما بالفترة التي سيحصل فيها ذلك، من المُمكن أن أشعر براحة أكبر تجاه الفكرة. لكن إن لم أرتح لها، فليس هنالك سبب يدفعني للموافقة على نومهم خارج البيت لأقلق بعدها طوال اللّيل. سيكون هناك الكثير من الوقت لهذا عندما تذهب بناتي إلى الجامعة.
4. لا للسهر حتّى وقتٍ متأخر.
تُدرك فتياتي أنّ وقت النّوم في بيتنا يعني وقت النوم، ما عدا استثناءات قليلة. لماذا؟ لأنّني أُؤمن جدّاً بأنّ الأطفال يحتاجون إلى قسطهم الوافر من النوم، وليس لديهم سبب وجيه كي يظلّوا مستيقظين حتّى وقتٍ متأخّر، من ثمّ يشعرون بعد ذلك بالتعب، وعدم التركيز، وتعكّر المزاج، ثمّ يتّخذون قرارات سيّئة خلال اليوم التالي. في نهاية المطاف، ينبغي أن يكون هنالك إطار موثوق ينشؤون ضمنه، وليس مجالاً كبيراً من الحريّة يعدّون فيه جدولهم الزمنيّ الخاصّ. الوقت الوحيد الذي أسمح لهم فيه بالسّهر لساعة متأخّرة هي عندما نكون في إجازة. عدا عن ذلك، وحتى في عطلة نهاية الأسبوع، يُعتبر الذهاب إلى الفراش في ساعة معقولة جزءاً من الحياة الطبيعيّة لديّ.
هذه ليست القواعد الوحيدة التي أتقيّد بها بصفتي أمّاً صارمة، بل مجرّد عيّناتٍ منها فقط. حيث تقوم فلسفتي الشاملة عندما يتعلّق الأمر بالتربية على أنّ القواعد تُتيح للأطفال أن يزدهروا لأنّهم يعرفون ما يمكن توقعه من والديهم. كما تمنحنا تلك القواعد، كآباء وأمّهات، راحة البال في بيئة مُرعبة وخارجة عن نطاق السيطرة أحياناً. وصدّقوا أو لا تصدّقوا، داخل العشّ الذي أنشأته لعائلتي، نحن نمرح ونضحك كثيراً طوال الوقت. كما أنّنا مقرّبون ومحبّون جدّاً لبعضنا ولدينا جدول يعجّ بالأنشطة، والعلاقات الاجتماعيّة. أنا أشّجع بناتي على تجربة أشياءٍ جديدة، وأن يكنّ صديقات وفتيات ودودات بشكلٍ عام. لكن ليس في بيت أيّ شخص آخر، أو بعد الساعة الـ8:30 مساءً.
ملاحظة المحرّر: كتبت هذه المقالة إحدة المُساهمات في منشورات مجلّة بوب شوغر وهي لا تعكس بالضرورة آراء علامة .POPSUGAR Inc. هل لديكِ الرغبة بالانضمام إلى شبكة أصوات بوب شوغر POPSUGAR Voices التي تضمّ مساهمين من جميع أنحاء العالم؟ تفضّلي بالنقر هنا.