زفاف سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ضمن عرس جماعي
بينما يستعدّ الأمير هاري لإقامة حفل الزفاف الأضخم هذا العام، اختار هذا الأمير الإماراتيّ الزواج بعرس جماعيّ
عندما نفكّر بحفلات زفاف الأمراء والأميرات عادةً، فأوّل ما يتوارد إلى مخيّلتنا هي المراسم الفخمة، وربما الاحتفالات المتواصلة لبضعة أيام. وقد نتصوّر أنّها ستُقام في موقع تاريخيّ عريق مُزيّن بآلاف الورود، مع إطلاق الألعاب الناريّة في منتصف اللّيل، وتقديم أفخر أطباق الطعام والشراب القادمة من مختلف أنحاء العالم.
لكن لا يمكن أن يخطر ببالنا أبداً، حتّى في أشدّ أحلامنا جموحاً، أن يكون ذاك الاحتفال عبارة عن عرسٍ جماعيٍّ بسيط. إلّا أنّها فعلاً الطريقة التي اختارها ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة، سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ليقيم حفل زفافه بها الآن.
إذ سيكون الأمير واحداً من 167 عريساً سيتزوجون اليوم، الثلاثاء، في قاعة "البيت متوحد" التي تعدّ أكبر صالة للمناسبات في الإمارات العربية المتّحدة.
تأتي مشاركة سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي بالعرس الجماعيّ لتشجيع العائلات الإماراتيّة الأُخرى على الاقتداء به. فإن أقيم زفاف الأمير ذاته ضمن عرسٍ جماعيٍّ، سيكون لهذا التقليد مكانة كبيرة جدّاً بين الناس بالتأكيد.
تُعتبر نفقات الزفاف ضخمةً جدّاً بالطبع، وخاصّة بالنسبة للشباب المقبلين على الحياة والراغبين في الزواج. إذ تفرض عادات المنطقة على العرسان إحياء مراسم زواج فاخرة بصرف النظر عن حالتهم الماديّة. لذا فسواء كانوا فقراءً أو أثرياء، يقوم الناس بزيادة الضغط على مواردهم الماليّة (وقد يقترضون الأموال أو يبيعون شيئاً من ممتلكاتهم أحياناً) بغية تحمّل التكاليف الهائلة لحفلات الزفاف. أمّا أولئك الذين لا يستطيعون إقامة حفلة زفاف تتماشى مع هذه التوقّعات، فغالباً ما يأجلون فكرة الزواج حتى يتمكّنوا من توفير المال الكافي لذلك.
لذا تسعى حكومة الإمارات اليوم إلى الحدّ من هذه الظاهرة الاجتماعيّة؛ وذلك كون الديون التي تتحمّلها بعض العائلات لسدّ تكاليف تلك الاحتفالات تضع عبئاً كبيراً على العرسان وأسرهم، وحتّى على مشروع الزواج بحدّ ذاته.
إلّا أنّ حدث العرس الجماعيّ لا يعني بالضرورة المساومة على مستوى الحفل، فلا تنسوا أنّ فيه أميراً سيتزوّج أيضاً.
فاستعداداً للحدث، زرعت دائرة الخدمات العامّة 20,000 متر مربع بأشجار النخيل والزهور العطريّة، فضلاً عن تغطية تلك المساحة بالعشب الأخضر، كما يجري حالياً، تجهيز أكثر من 8,000 علم إماراتيّ لتركيبهم على الطرق والميادين المؤدية إلى قاعة الاحتفالات، وفقاً لما جاء في صحيفة Gulf News. هذا وستتضمّن التجهيزات إنشاء 3500 موقف لركن سيّارات الأسر والأصدقاء المقّربين للأزواج المُشاركين، إضافة إلى الأفراد الآخرين في العائلة الحاكمة الذين سيحضرون المناسبة.
علينا الاعتراف بذلك حقّاً، فاختلاط الأمراء بعامّة الناس على هذا النحو الجميل يذكّرنا بالقصص الخياليّة فعلاً!