Skip Nav

رأي النساء المسلمات بتعدّد الزوجات

مسلمات كثيرات يشعرن بالامتعاض من مسألة تعدّد الزوجات، وأنا إحداهن بالتأكيد


تُعتبر قضيّة تعدّد الزوجات مسألة مثيرة للاهتمام حقّاً؛ إذ تُعدّ من المواضيع الحسّاسة جدّاً عند العرب والتي تُثير حيرة بقيّة العالم في الوقت ذاته. فالرجال الذين يتزوّجون أكثر من امرأة واحدة لا يتفاخرون بذلك، والنساء اللّواتي يختبرن هذه التجربة يشعرن بالخجل والخذلان منها. قد يكون هذا النوع من الزواج قانونيّاً في العالم الإسلاميّ، غير أنّه يبقى من المواضيع المحظور التكلّم عنها عموماً.

لكن ليس بعد الآن على ما يبدو.

إذ تحدّث شخص عربيّ اليوم، للمرّة الأولى في المنطقة، عن تعدّد الزوجات على العلن، وفقاً لما أفادت به صحيفة Khaleej Times. ولا غرابة إطلاقاً إن علمنا أنّ هذا الشخص هو من الذكور بالطّبع. فالإماراتيّ حسين علي لوتاه محامٍ مرموق تمّ تعيينه مديراً عامّاً لبلديّة دبي عام 2006، وعمل مع الحكومة لمدة 12 عاماً، وأنشأ واحدة من أكبر شركات المحاماة في الإمارات تحت اسم "حسين لوتاه وشركاه".

حيث يُشاركنا لوتاه المتزوّج من سيّدتين، إماراتيّة وبرازيليّة، قصّته الآن عبر راوية أشبه بالسيرة الذاتيّة. ففي كتابه الذي سبّب ضجّة داخل دول المنطقة، يظهر يوسف – مثل لوتاه – كرجل "يكافح" لإيجاد نوع من التوافق بقراره في الزواج من امرأتين هما علياء وماريا. ومع ذلك، يمضي قدماً في مسعاه، ومستخدماً تعابير نثريّة رائعة ليروي قصة زوجٍ يستكشف طريقه في العيش مع زوجتين اثنتين.

ستسألون أنفسكم الآن، لم قد يشعر رجلٌ عربيٌّ أنّه مضطر لكشف تفاصيل حياته للعامّة؟ بالنسبة للسيّد لوتاه، كانت هناك حاجة واضحة لمشاركة تجربته مع الناس من حوله، فلطالما كان يستثيرهم الفضول حول اختيارات حياته. إلّا أنّ لوتاه يؤمن أنّ تعدّد الزوجات لم يكن اختياره بالكامل، بل أمر مقدّر له.

بصفتي امرأة عربيّة متزوجة من رجلٍ عربيّ، يصعب عليّ كثيراً ألّا أشعر بالامتعاض من هذا الموقف. اسألوا العديد من النساء المُسلمات في العالم عن إحساسهن تجاه تعدّد الزوجات –سواء تقبّلنه أو رفضنه بشكلٍ قاطع– ستكون الإجابة هي نفسها. فكلّ سيدة ينفطر قلبها ويتحطّم كبرياؤها من قرارٍ كهذا. بل ستشعر بالإهانة والخزيّ حقّاً حتّى ولو لم تفصح عن ذلك صراحةً، وسيدفعها ذلك لأن تتساءل عن قيمتها وقدرِها. وعندما يقول الرجل الذي كرّست حياتها له أنّ خياره بكسر قلبها كان "مُقدّراً" له، فذلك لا يزيد الجرح إلّا إيلاماً بالتأكيد.

لذا وبينما أحترم لوتاه لإلقائه الضوء على ناحية مظلمة وسريّة في ثقافتنا العربيّة، إلّا أنّه وعلى أعقاب اليوم العالميّ للمرأة، أودّ القول بأنّ كلّ خيارٍ يتعلّق بحياة المرأة ليس قدراً محتوماً ومقرّراً مُسبقاً بالتأكيد. فنحن جميعاً أحرار في اتخاذ قراراتنا الخاصّة بالحبّ والحياة.

Image Source: POPSUGAR Photography / Mark Popovich
Latest حب