حاكم دبي يمنح كل واحد من صنّاع الأمل جائزة قدرها مليون درهم
حاكم دبي يمنح 5 من صنّاع الأمل جائزة المليون درهم تكريماً لمساعيهم الخيريّة، وقصصهم المؤثّرة ستُسيل دموعكم دون شكّ
حاز المرشّحون الخمسة لنهائيّات مُبادرة "صنّاع الأمل" على جائزة سخيّة قدرها مليون درهم إماراتيّ (بعد تقدّمهم على 87,000 مشارك، من 15 بلدٍ عربيّ، و20 دولة أُخرى) وذلك عقب اختيارهم من قِبل حاكم دبي سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليكونوا أمثلةً عظيمةً عن أشخاصٍ من المنطقة يقومون بدورهم لجعل هذا العالم مكاناً أفضل.
عندما تسمعون قصصهم، ستدركون السبب الذي دفع سموّه لإطلاق "أكاديمية صنّاع الأمل" لتكون حاضنة للعمل الخيريّ والعطاء، وداعمةً لمشاريعهم. فبميزانيّةٍ تصل إلى 50 مليون درهم إماراتيّ، تُعتبر هذه المبادرة هي الأضخم من نوعها على الإطلاق، وفقاً لما جاء في صحيفة Gulf News. لذا إن كان بإمكان الناس القيام بدورهم في المجتمع حتّى قبل إنشاء الأكاديميّة، فتخيلوا ما يُمكن تحقيقه مع وجودها الآن إذاً.
#صناع_الأمل.. نوال مصطفى من مصر، امتهنت الأمل قبل 30 عاماً.. يومها دخلت السجن مدفوعة بفضول الصحفية ومنذ تلك اللحظة أصبح السجن جزءاً من حياتها.@ArabHopeMakers pic.twitter.com/shdWelbyPE
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) May 14, 2018
كانت نوال مصطفى صحفيّة شابّة تُعِدّ تحقيقاً صحفيّاً عن إحدى القضايا داخل سجون الإناث في مصر ليتغيّر مسار حياتها كليّاً بعد ذلك. إذ قالت بأنّها عندما دخلت السجن، فوجئت برؤية أطفال يلعبون على الأرض العشبيّة، ليتبيّن لها فيما بعد أنّ هؤلاء الصغار قد ولدوا خلف القضبان؛ حيث تم حبس العديد من الأمّهات بسبب فواتير غير مدفوعة مثلاً، وحتّى عندما يتمّ سداد ديونهن، تقترن بهنّ وصمة السجن في مجتمعاتهنّ وتُسدّ في وجوههنّ سُبل العيش الكريم. ممّا يعني مواجهتهنّ لصعوبات بالغة في العثور على عمل يناسبهنّ.
على مدى السنوات الـ25 الماضية كانت نوال بمثابة مُنقذة حقيقيّة لتلك الأسر. حيث أنشأت جمعيّة "رعاية أطفال السجينات"، وأسّست أكثر من 500 مشروع في السجون، وفتحت ورشة عمل تُتيح للسجينات اللّواتي تم الإفراج عنهن القيام ببعض الحِرف والمِهن لتساعدهنّ على كسب قوتهنّ. حتى أنّها أمّنت مسكناً لإيواء النساء اللّواتي أصبحن منبوذاتٍ في مجتمعاتهنّ وقراهنّ، كما أسهمت في تأسيس أكثر من 1,000 مشروع صغير للسجينات، وواظبت على تقديم المساعدات لما يزيد عن 2,500 عائلة.
#صناع_الأمل.. منال المسلم من الكويت، أسست فريق "دانة التطوعي" لمساعدة اللاجئين السوريين، ونظمت 5 حملات إنسانية استفاد منها 340 ألف شخص@ArabHopeMakers pic.twitter.com/LixphqhyXP
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) May 14, 2018
أمّا السيّدة الكويتيّة منال المسلم فكانت تقضي إجازة في منزلها الشاطئيّ عندما اكتشفت بأنّ ابنتها التي نزلت إلى الشاطئ قد لقيت حتفها غرقاً. عندها، قرّرت أن تستغلّ ألمها لكي تعطي الأمل لغيرها فأطلقت "فريق دانة التطوعي" لمساعدة النازحين واللّاجئين السوريين الذين يعانون من الفقر، وأطلقت خمس حملات تطوعيّة ساعدت من خلالها 340,000 أسرة حتّى الآن. كما تبرّعت بـ330,000 سلّة غذائية، وملأت 18 شاحنة بالسلع الجافّة (بما في ذلك 400 طن من الدقيق) لإعداد الخبز، وما زال السوريّون يستخدمون ما تبقّى من تلك الكميّات حتّى اليوم. تقول منال: "رحلت دانة، وهي في الجنّة الآن. لكن هناك مليون دانة على الأرض يعيشون في الجحيم".
#صناع_الأمل.. سهام جرجيس من العراق، ملكة جمال سابقة لم ترض الذل لأبناء شعبها فأطلقت عشرات المبادرات الانسانية وعالجت أكثر من 200 حالة مرضية خطيرة وساهمت ببناء أكثر من 15 داراً للأرامل والأيتام@ArabHopeMakers pic.twitter.com/PqJDjspwuD
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) May 14, 2018
سهام جرجيس من العراق هي ملكة جمال سابقة كرّست سنوات طويلة من حياتها لدعم العراقيّين الذين يعيشون في ظروفٍ قاسية. حيث بدأت أوّلاً بالتبرع بملابس وأسرّة الرضّع عندما رأت أنّ الصغار كانوا ينامون في صناديق الطماطم. ثمّ أصبحت توزّع مبرّدات وخزّانات المياه التي تبرعت بها المملكة العربيّة السعوديّة بعدما أدركت أنّ الناس كانوا يشربون الماء الساخن في المناطق الصحراويّة لأنّه لم يكن لديهم خيار آخر. استفاد من أعمالها الخيريّة حوالي 103,000 شخص. وشملت أنشطتها معالجة 200 مريض يعانون من حالات صحيّة خطيرة، إضافة إلى بناء 15 ملجأ للأرامل والأيتام. "مات كلّ شيء في العراق باستثناء الشجاعة والرحمة".
#صناع_الأمل.. فارس علي من السودان، كرس حياته لمحاربة الجوع في السودان، بدأ قبل 8 أعوام واليوم يساعده 1200 متطوع @ArabHopeMakers pic.twitter.com/gQtbqAQ9pm
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) May 14, 2018
أمّا فارس علي من السودان فقد وقع بصره على تلميذةٍ تجمع فتات الخبز التي كانت تقتات عليه الأغنام، وتنقعه بالماء قبل أن تأكله من شدّة جوعها. كانت تلك لحظة فاصلة بالنسبة له. حيث طلب عندها من والدته والخبّاز المجاور أن يساعداه بالتبرّع وبدؤوا بـ20 ساندويشة. بعد ثمان سنوات، كان فارس قد تبرّع بـ40 مليون سندويشة في 123 مدرسة. لكنّه يقول: "لا ينبغي أن يشكروني، يجب عليّ أنا أن أشكرهم".
هذا وقد كان الفائز بالمسابقة فعليّاً المصريّ محمود وحيد، الذي أطلق مؤسّسة "معانا لإنقاذ إنسان" كدار شاملة لإيواء ورعاية المشردين الكبار والمسنين. حيث يقول: "لقد تخلّت أسرهم عنهم، لكنّنا أصبحنا نحن عائلتهم". يرسل الناس إلى محمود صوراً لأشخاصٍ في الشارع ويرفقون له عنوان المكان الذي يجدوهم فيه، ثمّ ترسل مؤسّسته فريق إنقاذ لإطعامهم، وإيوائهم، ومدّهم بالرعاية الطبيّة – وكلّ ذلك بالمجّان.
لم نشهد في حياتنا مواقف تُلهمنا بمُساعدة الآخرين مثل هذه اللّحظة حقّاً.