الصداقة في القرن العشرين
شيء إذا فعلته صديقتكِ، فتهانينا الحارّة لكِ! لقد وجدتِ صديقتكِ المقرّبة إلى الأبد حقّاً
إذا جلستِ للحظة وفكّرتِ حقّاً في جميع الأشخاص الذين وصفتِهم بالأصدقاء طوال حياتكِ، فستطول القائمة بشكل كبير دون شكّ. بصفتي شابّة تبلغ من العمر 22 عاماً ولم تخرج من الجامعة لعام كامل، بدأت أعتقد أنّنا نستعمل كلمة "صديق/صديقة" بلا مبالاة حقّاً.
يحذر الجميع من استخدام كلمة حب. فهي محميّة وحصينة إلى أن يصبح الشعور بها حقيقيّاً بنسبة 100%، حتى يثق الشخص تماماً في قول كلمة "أحبك" لشخص آخر. يستغرق كسب هذه الثقة وقتاً، ممّا يجعلني أتساءل لماذا يسارع الكثيرون في إعلان صداقتهم بالآخرين. ألا يستحق بناء الصداقة لنفس القدر من الوقت والثقة مثل بناء علاقة رومانسية؟
في الجامعة، كوّنت الكثير من الأصدقاء بسرعة كبيرة بعد الانضمام إلى نادٍ نسائيّ. كنت في الحرم الجامعي لمدة تقل عن أسبوع قبل الدخول في وضع اجتماعي على عكس أيّ شيء مررت به من قبل. أكثر من 200 فتاة أصبحن بمثابة "شقيقات" لي، رغم أنّني بالكاد أعرفهنّ. على الرغم من أنّني لا أندم على هذا القرار، لكنّني أتساءل كيف كانت ستختلف صداقاتي اليوم لو كنت قد استغرقت المزيد من الوقت لاكتشاف نفسي وبناء صداقاتي الخاصة من الصفر. أفكّر في أربع سنوات مضت وأتساءل لماذا لم تكن بعض صداقاتي مرضيةً كما كنت أتمنى بالفعل.
ربّما يتعلّق الأمر بالتأثير الذي أحدثته التكنولوجيا على جيل التسعينيات. حيث تتأثّر الصداقات الحقيقيّة بسبب التشتيت الذي تُحدثه مواقع التواصل الاجتماعي والصور الزائفة التي ينشرها الناس لحياتهم على إنستغرام وفيسبوك والمنصّات الأُخرى. لا يمكنني حساب عدد المرات التي جلست فيها على مائدة العشاء ورأيت كلّ وجه محنيّ نحو الأسفل تقريباً، بينما ينعكس عليه الضوء الساطع للهاتف المحمول. أو عدد المرّات التي شاهدت فيها نفس التوثيق لجمعة ما على سناب شات من 10 زواياً مختلفة. وفي كلّ مرّة أفكر في نفسي قائلةً: "لا يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي يقضي بها والداي الوقت مع أصدقائهم حتماً".
بعد أن مررت بأوقات صعود وهبوط مختلفة مع الأصدقاء الذين تبيّن أنّهم لا يستحقّون أبداً إدراجهم ضمن هذا التصنيف، اكتشفت مقولةً أحدثت صدى كبيراً في نفسي حقّاً.
"الفتيات يتنافسن مع بعضهن البعض، أمّا النساء فهنّ اللواتي يمكِّنن بعضهن البعض". تمثّل هذه المقولة الفرق بين الصداقات الناضجة والصداقات التي لا تستند إلّا على الزمالة. يجب على النساء أن يحطن أنفسهن بالنساء اللواتي يشجعنهنّ ويدافعن عنهنّ بدلاً من الفتيات اللواتي يقمن فقط بتعزيز السلبية وتمزيق الآخرين.
في الأشهر الأخيرة، أصبحت أكثر حذراً عندما يتعلّق الأمر بمن أدرك أنّه مهم بحياتي. لقد جاءت الصداقات وذهبت، اعتقدت أنّ الصداقات ستتحمّل بُعد المسافة وطول الفراق. لقد حزنت حقّاً على فقدان الصديقات اللواتي كنّ في يوم من الأيام ممتعات وداعمات لي، لكنّ هؤلاء الفتيات علّمنني الفرق بين العلاقات العابرة والصداقات الدائمة – وأنا ممتنّة لهذا الدرس.
أبلغ من العمر الآن 22 عاماً وقد بدأت للتو في اكتشاف نفسي، لكنّني قطعت على نفسي التزاماً مهمّاً أنّه من الآن فصاعداً، سأركّز كلّ طاقتي في الصداقات ذات القيمة. أنا أقل قلقاً بشأن عدد الصديقات لديّ وأكثر حرصاً على رعاية علاقتي مع الأصدقاء الذين مرّوا هناك خلال السراء والضراء.
Product Credit: Getting Back to Square 1 shirt, MiH overalls, Equipment scarf, Stuart Weitzman shoes, Brixton hat, Objects Without Meaning dress, Grace Lee for Clare Vivier bracelets, Iconery signet ring