Skip Nav

مغادرة مجموعات الأمهات على الفيسبوك

خرجت من كافّة المجموعات المخصّصة للأمّهات على الفيسبوك – ولن أكرّر هذه التجربة نهائيّاً بالتأكيد

إن كنت تقرأين هذا المنشور، فأغلب الظنّ أنّكِ قد عثرتِ عليه عبر موقع الفيسبوك. فربّما ظهر لكِ مع مجموعة الأخبار؛ سواء تمّت مشاركته عبر إحدى صديقاتكِ أو من خلال مجموعة مخصّصة للأمّهات كنتِ قد انضممتِ إليها. تلك هي الطريقة التي أعثر بها على معظم مواد القراءة التي تهمّني هذه الأيّام – وأنا مشتركة طبعاً بباقة متعدّدة من مجموعات تربية الأطفال على الفيسبوك.

لكن في منتصف إجازة الأمومة الأخيرة لي مع طفلي الثاني، شعرتُ بحاجة إلى أخذ استراحة منها. حيث أردتُ أن أكون أمّاً حاضرة في كلّ لحظة وأن أخفّف الاتصال بالإنترنت قليلاً، إلّا أنّني لم أنوي الابتعاد عن الفيسبوك بالكامل – إذ لا أريد تعذيب نفسي فعليّاً. لذا، قرّرت إلغاء متابعة كافّة "مجموعات الأمّهات" لمدة أسبوع واحد. لم يُحدث تأثير هذه الخطوة تغييراً كبيراً في حياتي كما كنتُ آمل، ومع ذلك، تعلّمت بعض الأمور التي فاجأتني.

كنتُ أكثر هدوءاً

من منّا لم يحدث معها وأن قرأت منشوراً تسبّب برفع ضغط دمها، وجعل قلبها يخفق بسرعة من الخوف، على غرار: "مرحباً أيّتها الأمّهات! لا أعرف إن كنتنّ قد سمعتنّ بآخر دراسة، لكن يبدو أنّ [هنا يكتبن شيئاً عن وقت الجلوس أمام الشاشة، أو الرضاعة الطبيعيّة، أو الحليب الصناعيّ، أو القهوة، أو مواعيد النّوم؛ أو أيّ شيء تقلق النّساء حياله]". عندما لم أعد محاطة بكلّ تلك الأخبار محليّة المصدر التي تنشر الخوف والذعر بيننا، أصبحت لا أتوتر بسرعة كبيرة. فرغم أنّني اكتشفت أنّ بعض الأشياء التي كنت أقوم بها كانت خاطئة (أصبح الأمر كحقل تجارب في نهاية المطاف)، لكنّي تجنّبت الجلبة التي كانت ستشقّ طريقها إليّ غالباً. فكلّ ما نجهله يُمكنه أن يؤذينا، برأيي.

لم أكن غاضبة جدّاً / أو دفاعيّة / أو منزعجة

قبل أن أقوم بأخذ فترة نقاهة، شاهدتُ في إحدى المجموعات، التي كنتُ عضواً فيها، جدلاً حول ما إذا كان إلباس الأطفال زيّاً ليبريكان في عيد القديس باتريك شيئاً غير مستحبٍّ أم لا، ثمّ أشحت بعينيّ عن مقالةٍ نرجسيّةٍ لإحدى الأمّهات حول ولادتها الطبيعيّة (كان من ضمن كلماتها عباراتٍ على غرار "لا أودّ الإساءة لأحد، لكنّني لن أقوم يوماً بحقن طفلي بمخدّر فوق الجافية، هذه وجهة نظري فقط!")، كما حاولت أن أتحاشى عشرات المشاركات لأمٍّ أُخرى تودّ بيع جميع بذلات طفلها المبّقعة وكلّ واحدٍ من الأكواب ذات المصّاصات لديها. هذا ولم أتطرّق بعد إلى المجابهات شبه المستمرّة التي تدور بين الأمّهات العاملات وربّات المنازل، وبين من يلجأن للرضاعة الطبيعيّة ومستخدمات الحليب الصناعيّ... كان من شأن غياب تلك الأشياء عن صفحة أخباري أن يعدّل مزاجي على الفور.

بات من الصعب عليّ الحصول على المساعدة

رغم أنّ هذه التجربة وضعتني في حالة ذهنيّة صافية، كانت هنالك بعض المواقف الملحوظة التي اشتقت فيها للحصول على المساعدة المتوفّرة طوال اليوم. ففي الأسبوع الذي سبق خروجي من هذه المجموعات، أرسلت لي إحداهنّ تنبيهاً عن عدم صلاحيّة عربة الأطفال لديّ. لو لم يحصل هذا، لا أعتقد أنّني كنت سأكتشف ذلك بنفسي عنها. لذا وبمجرّد أن انقطعت عن مصدر الدعم الفوري ذاك، كان عليّ أن أعمل بجدٍّ أكبر للاطلاع على النصائح والاقتراحات عبر الإنترنت في وقتٍ يتجاوز الخمس دقائق. فمثلاً، عندما شعرتُ بالفضول حيال حديقة الألعاب الجديدة المخصّصة للأطفال في منقطتنا، كان عليّ أن أسأل كلّ زميلاتي الأمّهات اللّواتي أعرفهنّ، لكن دون جدوى. (في الوقت ذاته، قد تنشر سيّدة السؤال ذاته على مجموعة لأمّهات الحي عبر الفيسبوك وتحصل على 27 تعليقاً نافعاً بالمقابل").

لقد كنتُ محظوظةً لأنّني أنجبت طفلي الثاني بكلّ يُسر، لكنّ هذه التجربة ذكّرتني بكلّ المشاركات التي كنت أكتبها بدايةً في وقت متأخّر من اللّيل، وكانت تتضمّن أسئلة حول الحمّى، أو أنشر صوراً له مع تعليق: "هل يبدو هذا غريباً بالنسبة إليكنّ؟". لا شكّ أنّ هنالك الكثير من الاختلاف بالإجابات التي كانت تصلني، إلّا أنّها تتفوّق حتماً على بحث غوغل. هنالك فائدة كبيرة من هذا المجتمع الافتراضيّ حقيقةً.

كنتُ مشتّتة أيضاً حتى دون وجود المجموعات

تكمن مشكلة الإنترنت بأنّ تحديثاته لا تتوقّف لحظة. ويرجع ذلك على الأرجح إلى بعض الخوارزميّات فائقة الذكاء التي يتمّ اتّباعها فيه، فبرغم كميّة المنشورات الكثيرة التي اختصرتها بعد خروجي من مجموعات الأمّهات على الفيسبوك، تمّ ملؤها بسرعة بمزيد من مشاركات الأصدقاء والمزيد من الأخبار المُحبطة عبر مجموعات الفيسبوك الأُخرى. كان هنالك شيء جديد لأتابعه دائماً. (مع ذلك، أكرّر بالقول أنّني أضعف من أن أترك الفيسبوك بشكلٍ كاملٍ، لذا لا تقترحي علي هذا الخيار رجاءً).

أحسستُ بوحدةٍ أكبر

قد يبدو الأمر سخيفاً، لكنّي اشتقت لتلك الأمّهات فعلاً. إذ لم أكن أدرك مدى الدّعم، والتشجيع، والإلهام الذي كنت أتلقّاه من تلك المجموعات النسائيّة إلّا عندما توقّف تدفّق المنشورات التحفيزيّة على صفحة الأخبار. فمُقابل كلّ تعليق فظ، كان هنالك 20 تعليقاً آخراً يؤكّد لكِ أنّكِ أهلٌ لهذا الحِمل مُرفقاً برموز تعبيريّة مثل قبضة اليد المشدودة واستعراض العضلات. حتى عندما تكون تلك الكلمات الرقيقة موجّهة لأمّ بوضعٍ غير وضعي ولن ألتقي بها أبداً، لكنّها كانت تعطيني شعوراً فوريّاً بأنّنا نشترك مع بعضنا في معاناتنا وتحثّني على المضيّ قدماً.

لذا، بعد مضي أسبوعٍ على خروجي من تلك المجموعات، تأكّدت بأنّني لن أكون أفضل حالاً بدونها. إنّما أحتاج فقط إلى أن أكون أكثر انتقائيّة قليلاً من حيث نوع المجموعات التي أنضمّ إليها. وكان من السهل نسبيّاً عليّ تمييز تلك ذات التأثير الإيجابي على حياتي والأُخرى التي كانت تجعلني أشعر بالقلق، أو الإحباط، أو الإنزعاج (دعوني هنا أُثني على المجموعات التي تتشارك فيها النّساء تجارباً تغيّر حياة الأُخريات).

الآن اعذريني، عليّ أن أذهب وأسأل الـ5,000 صديقة من الأمّهات عن نصائحٍ حول كيفيّة تدريب طفلي على استخدام كرسي التواليت الخاصّة بالصغار.

Image Source: Shutterstock
Latest Technology & Gadgets