Skip Nav

لماذا قمتُ بتصفية منصاتي من وسائل التواصل الاجتماعي

حذف بعض الأشخاص من صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعيّ جعلني شخصاً أسعد، ولستُ نادمةً على ذلك نهائيّاً

بدأ الأمر كلّه بمنشور على الإنستغرام لإحدى المدوّنات. لم تفعل الفتاة أيّ شيء مزعج أو فظيع على وجه التحديد، ومع ذلك شعرت بعدم السرور عندما نظرت إلى الصّورة. لا يمكنني حتّى أن أخبركم ما الذي كان في الصّورة بالضّبط أو ماذا قالت في التعليق المرافق لها، لكنّني أتذكّر فقط الشعور الذي غمرني حينها: الضيق، والتعاسة، والسخط.

حدث ذلك لي مجدّداً بعد بضعة أسابيع فقط عندما صادفت صورة لفتاة من الكليّة أتذكّر بأنّها ليست لطيفة للغاية. قرّرت بعد ذلك أنّني قد ضقت ذرعاً وقلت لنفسي: "أنا لست بحاجة إلى متابعة هؤلاء الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعيّ. لماذا أترك حياتي تفيض بأشخاص يجعلونني غير سعيدة؟" وقمتُ بإلغاء متابعتها. لم ينته العالم بسبب ذلك. بل ربّما لم تكترث حتى بذلك. ولم يقم أحد بمناداتي بالإسم لأنّني قطعت شكلاً من أشكال التواصل غير الضروريّ مع شخص لم أكن أحبّه في الواقع. عدتُ لاحقاً إلى صفحة المدوّنة وألغيتُ متابعتها أيضاً.

وبهذا بدأت مهمّتي بإزالة الأشخاص الذين كانوا يتسبّبون بعدم شعوري بالسّعادة على منصّات التواصل الاجتماعيّ الخاصّة بي. ذاك الشاب الذي كنت أحبّه بجنون لبضعة أشهر؟ حذفته. الفتيات اللّواتي كنّ لئيمات مع أصدقائي ومعي في الكليّة؟ وداعاً يا عزيزاتي! عارضات اللّياقة البدنيّة اللّواتي جعلنني أشعر أنّني غير راضية عن جسمي؟ لقد تخطّيتهن.

لكن بصفتي خبيرة استراتيجيّة بشبكات التواصل الاجتماعيّ، فمن الصّعب عليّ أن أقوم بديتوكس رقميّ أو أن أتخلّى عن جميع منّصات التواصل الاجتماعيّ حقيقةً، لكن لا يعني هذا أيضاً أنّني مضطّرة لأن أشعر بالإنزعاج عندما أتصفّحها طوال اليوم. علاوة على ذلك، أحبّ في الواقع تلك المنصّات عندما تكون مساحة مريحة نفسيّاً بالنّسبة لي. لذا فبدلاً من الذّهاب إلى الخيار الصارم وتركها كلّها، قرّرت أن أقوم بملء صفحة الأخبار بأشخاص وأمور تجعلتني أحسّ بأنّني الأسعد على الإطلاق ولا تدفع مزاجي إلى أسوأ حالاته. فقد تابعت أناساً ما زلتُ صديقتهم فعلاً في الواقع، وكذلك أفراد عائلتي، ومدرّبي اللّياقة البدنيّة الذين يمدّونني بالإلهام، والمدوّنات اللّواتي ينشرن صوراً مذهلة، وصفحات الـ"ميمز" الطّريفة التي تجعلني أضحك بصوتٍ عال.

من الضروريّ لصحّتكم وللعناية الذاتيّة بأنفسكم أن تكونوا انتقائيّين من ناحية الأشخاص الذين تحيطون أنفسكم بهم، ويمتدّ هذا إلى ما هو أبعد من مجموعة أصدقائكم وحسب. فلطالما تركت خوفي في أن أكون محبوبة ومقرّبة إلى قلوب الآخرين يتحكّم بي من حيث مَن ينبغي عليّ متابعته والتفاعل معه. كان الشّعور بالتشنّج من فكرة إلغاء متابعة شخص ما لم أعد أكترث لأمره هو الذي منعني من تصفية صفحة الأخبار – كلّ ذلك لأنّني اعتقدت أنّه سيكون موقفاً محرجاً إذا عرفوا أنّني ألغيت متابعتهم أو إذا قاموا هم بإلغاء متابعتي. لكن عندما أدركت مدى تحسّن مزاجي عندما لم أجد تلك المدوّنة تنشر مقطع فيديو يجعلني أقلّب عينيّ باشمئزازاً، أو صورة لحبيبي السابق تدفعني للبكاء، عرفتُ أنّني اتّخذت القرار الصحيح.

الآن، أصبحت صفحة الأخبار تملأني بالبهجة عندما أرى منشورات عن إجازات أصدقائي، وأُخرى لأفراد عائلتي مع شركائهم، وللمدوّنات اللّواتي أستمد إلهامي من أزيائهن، وصفحات اللّياقة البدنيّة التي تحفّزني بدلاً من أن توبخني. لا يجب أن تكون مواقع التواصل الاجتماعيّ مكاناً سلبيّاً كما يصفها الجميع، لكن عليكم أن تكونوا مستعدّين للقيام بالخطوة الأولى لجعلها على هذا النحو.

Image Source: Shutterstock
Latest Technology & Gadgets