رموز الإيموجي سوف تشمل لغات قديمة
سيكون بإمكانكم قريباً إرسال الرسائل النصيّة باللّغات القديمة، عبر استخدام رموز الإيموجي الرائعة!
لا شكّ أنّ رموز الإيموجي تمثّل طريقة رائعة للتعبير عن مشاعرنا. فمن لا يحبّ إيماءة "كفاك كلاماً"، أو الوجه الضاحك/الباكي عندما نصادف شيئاً طريفاً؟ لذا يبدو أنّنا نستخدم الكثير منها بشكل منتظم حقّاً. لكنّنا قد نتمكّن قريباً من استعمالها للتحدّث بلغةٍ قديمةٍ فعليّاً. إذ من المُمكن أن يتمّ طرح أكثر من 2,000 حرف من اللّغة الهيروغليفية المصريّة بحيث تصبح من الميّزات المتوفّرة على الهواتف المحمولة، والحواسيب، وغيرها من الأجهزة. يعود الفضل في ذلك إلى مجمّع Unicode Consortium؛ وهي منظّمة أمريكيّة غير ربحية تقع في وادي السيليكون وتضمّ مجموعة من شركات الحواسيب والبرمجيّات، إضافةً إلى متطوّعين مستقلّين لديهم خلفيّات في مجالات التكنولوجيا، والتكويد (الترميز)، واللّغويات. وهي ذات الجهة التي تُصادق على إطلاق من 50 إلى 100 رمز إيموجي كلّ عام.
حيث أصدر المجمّع مؤخراً مقترحاً يبرز إمكانيّة استعراض الأحرف الهيروغليفية المصريّة على أجهزتنا. فبالتعاون مع علماء المصريّات، واللّغويّين القدامى واللّغويّين الرقميّين، ومصمّمي الخطوط الإلكترونيّة، والحكومة الفيدرالية للولايات المتّحدة، يهدف هذا المشروع إلى الحفاظ على جميع اللّغات القديمة والمعرّضة للزّوال عبر تمثيلها رقميّاً، وسيقومون بتطبيق ذلك بواسطة رموز الحاسوب، وفقاً لما جاء في موقع Hyperallergic.
قد يبدو الأمر تقنيّاً جدّاً ومُضنياً بعض الشيء، لكنّها ستكون ميزة مذهلة للغاية بالفعل بالنّسبة للمستخدمين المُستَهدفين. ففي مصر مثلاً، تعلّمنا كطلاّب الكثير عن الأبجدية الهيروغليفيّة، كما تعلّمنا حتى صياغة بضع الكلمات فيها. كان ذلك جزءاً من مادّة الحضارة المصريّة، وهو نشاطٌ مُمتعٌ كما يوحي اسمه فعلاً. أمّا الآن، فقد بات بإمكان الأطفال في جميع أنحاء العالم تعلّم هذه اللّغة القديمة (وغيرها من اللّغات من خلال النظر إليها).
أستطيع من الآن تخيّل هذا السيناريو: أن تقوم طفلتي الكبرى في المستقبل بمراسلتي لتسألني عمّا إذا كان بإمكانها البقاء في منزل صديقتها لفترةٍ أطول لكن باللّغة الهيروغليفيّة، كي تتملّقني قليلاً. إجابتي ستكون غالباً "لا" بكافّة الأحوال، إلّا أنّني سأشعر بسعادةٍ بالغةٍ من صغيرتي التي قد تغدو مستقبلاً عالمةً في مجال المصريّات.