النسخة الـ12 لنظام iOS من آبل يساعد على التحكم بمدّة استخدام
لا تريد منكم شركة آبل أن تلتصقوا بشاشات هواتفكم طوال الوقت كما قد تعتقدون، وتحديثها الجديد هذا يثبت ذلك
إن كان حالكم كحالي، فعلى الأغلب أنّكم تواجهون تحديّاً صعباً كلّ يوماً من حيث التحكّم بمقدار الوقت الذي تتفقّدون فيه هاتفكم المحمول. فبالنسبة لي، حتى عندما أحاول مشاهدة المسلسلات على الآيباد وأتحقّق من نشاطي على ساعة آبل، سأجد دائماً طريقةً ما للتوفيق بين استخدام الأجهزة الثلاثة معاً).
لكنّ التحديث الجديد من شركة "آبل" قد يساعدكم حقيقةً على الكفّ عن تلك العادة السيئة والمتمثّلة بالنظر المتواصل إلى شاشة هاتفكم طوال الوقت. إذ ستُرسل لكم النسخة الـ12 من نظام iOS "تقريراً عن نشاطكم" Activity Reports، كما ستوفّر لكم ميزة "الحدّ من استخدام التطبيق" App Limits إن كنتم ترغبون بذلك. وبهذه الطريقة ستضطرون للاطلاع على الفترة الطويلة التي تقضونها في تصفّح الإنستغرام دون وعي، أو أنتم تلعبون على تطبيق Words With Friends خلال وقتٍ ينبغي عليكم النوم فيه – رغم أنّ البعض يجادل بمدى فائدة الخيار الأخير ذاك.
وبينما ستُظهر لكم خاصيّة "مدى استعمال البطارية" battery usage كميّة الطاقة التي تستنزفونها على تطبيقات مثل الفيسبوك أو الواتساب، ستطلعكم ميزة "مدّة تشغيل الشاشة" Screen Time على مقدار الوقت اليوميّ الذي تقضونه في التحديق إلى شاشة جهازكم؛ وهو وقتٌ يُمكن استغلاله في تجربة وصفة طعام جديدة، أو حضور جلسة تمارين الرياضيّة، أو حتى التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه!
تعقيباً على ذلك، قال الرئيس التنفيذيّ لشركة آبل السيّد تيم كوك في حديثه إلى لوري سيغال عبر برنامجها CNNMoney: "أشجّع الجميع على التفكّر واتّخاذ قرارٍ واعٍ، وأن يسألوا أنفسهم عمّا إذا كانوا يستخدمون هواتفهم بمعدّل 10 ساعات أو 20 ساعة في اليوم، فربما يستطيعون استخدامه بمقدارٍ أقل. ربما سيكونون أكثر حضوراً في اللّحظات اليوميّة عند استعماله لمدّة أقصر"، مُضيفاً: "لكنّني أعتقد أن السلطة أصبحت الآن بيد المستخدم، وهذا ما كانت تسعى إليه آبل دائما؛ وهو نقل السلطة من الأجهزة للمستخدم. لذا فأنا متفائل جدّاً بأن أشياء عظيمة ستحدث... أنا لا أوافق على فكرة استيلاء الآلات على العالم. لستُ قلقاً بشأن ذلك، إنّما يشغلني موضوع أن يصبح الناس يفكرون مثل الآلات".
تمتدّ هذه الميزة لتشمل جهاز الآيباد أيضاً، حيث تقوم بتسجيل الوقت الذي تلتقطون فيه الأجهزة كلّ يوم أو أسبوع. لكنّ الهدف منها لا ينحصر بتنبيهكم إلى تلك العادات السيئة فقط؛ بل ستحسّن حياتكم أيضاً بالاعتماد على الذكاء الصناعيّ لمراقبة مدى فعاليّة الإشعارات الواردة من تطبيقات معيّنة؛ وبالتالي ستتلقّون إشعارات أكثر أو أقل وفقاً لذلك المعيار. فقد يصلكم إشعار يقول أنّ ألبوم كانييه ويست الجديد أصبح متاحاً الآن على تطبيق "أنغامي"، لكن إن كنتم لا تنقرون على هذا النوع من الأخبار، فعلى الأرجح أنّكم لن ترغبوا برؤيته كثيراً. وإذا كان لديكم عدد كبير من التطبيقات على الجهاز، فمن غير المحتمل أيضاً أن تتفقدوها كلّها وتعدّلوا إعدادات الإشعارات الخاصّة بها.
كما يمكنكم أيضاً باستخدام ميزة "الحدّ من استخدام التطبيق" App Limits ، السيطرة على حياتكم بشكل أكبر عبر إطلاعكم على وقت انتهاء صلاحيّة الحدّ الزمنيّ للتطبيق. إلى جانب ذلك، ستضمن خاصيّة "تعطيل التطبيقات" Downtime لكم عدم تلقّي أيّ إشعارات استناداً إلى وقت النوم الذي تحدّدونه، لكن يمكنكم تعيين استثناءات إذا كنتم لا تودّون كبح كلّ التطبيقات. لا شكّ بأنّها ستناسب الآباء والأمهات الذين لا يريدون أن يظلّ أطفالهم ساهرين طوال الليل، لكن لنكن صريحين، نحن الكبار نحتاج إليها أيضاً.