كيف يُمكن للترتيب المنزليّ أن يحسّن صحّتكِ النفسيّة
4 طرق لترتيب الفوضى المنزليّة من شأنّها أن تحسّن صحّتكِ النفسيّة
يعتقد كلٌّ من الخبراء في مجال الطبّ وكذلك اختصاصيّو تنسيق الديكور الداخليّ أنّ مشكلة المنزل الفوضويّ ليست مرتبطة بالجماليّات وحسب –بل من المُمكن أن تؤدّي إلى مشاكل صحيّة ملموسة جدّاً؛ مثل الأرق، وزيادة الوزن، والقلق، والاكتئاب. من جهتها، عملت شركة Done & Done NYC مع العديد من الزبائن الذين يعانون من أعراض صحيّة لها علاقة بالمنازل غير المنظّمة والذهن المشوّش. لذا واستناداً إلى خبرتنا الكبيرة في هذا الموضوع، قمنا بإلقاء الضوء على أصعب النّواحي التي تواجهينها في بيتكِ لنطلعكِ على طرقٍ عمليّةٍ للتخلّص من الكراكيب المضرّة بنفسيّتكِ.
1. يُمكن للأسطح المليئة بالكراكيب أن تسبّب القلق لكِ.
المشكلة: قد تخلق الأسطح المغطّاة بالأوراق، ومستحضرات التجميل، والملابس، وأطباق الطعام شعوراً بالفوضى البصريّة لديكِ.
كيف يؤثّر ذلك على صحّتكِ: من المؤكّد طبعاً أنّك ستواجهين صعوبةً في العثور على الشيء الذي تحتاجين إليه؛ ممّا قد يؤدّي لمروركِ بالتجربة المجهدة المتمثّلة بالخروج سريعاً من البيت كلّ صباح. هل تفقدين مُمتلكاتكِ الهامّة مراراً وتكراراً؛ كمفاتيح السيّارة مثلاً أو مستندات العمل في منزلكِ؟ فلتدركي إذاً أنّ زيادة التوتّر يمكن أن ترفع مستويات الكورتيزول لديكِ، وستزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، والقلق، والأرق. كما ستجعلكِ أكثر تشتّتاً وأقلّ إنتاجيّة. علاوةً على ذلك، فقد يمتدّ الضغط النفسيّ هذا ليشمل شركاء السكن، وأفراد عائلتك، وزملاءك في العمل؛ بحيث يؤدّي إلى صدامات شخصيّة بينكم.
الحل: حدّدي يوماً في عطلة نهاية الأسبوع لترتيب غرف المنزل. يمكنكِ مثلاً إزالة قطع الثياب التي لا تحتاجينها في خزانتك، إضافة إلى فتح طرود البريد المتراكمة لديكِ، وشراء أوعية تخزين جذّابة لتحفظي مُمتلكاتكِ بداخلها حسب صنفها؛ كمستحضرات التجميل، والأدوات المكتبيّة، وغيرها من العناصر. بعدها، التزمي بعادات تنظيميّة يوميّة صارمة. إذ تقترح عليكِ السيّدة كيتس باولوفسكي، مؤسّسة شركة Done & Done NYC، قائلةً: "بعد أن تشربي كوب قهوتكِ، استثمري خمس دقائق من وقتكِ لإتمام كلّ واحدة من المهام التالية: أزيلي الفوضى من على الطاولات، أدخلي الأطباق إلى غسّالة الصحون، اطوي ملابسكِ، رتّبي سريركِ. بهذه الطريقة، لن تضطري أبداً للعودة إلى شقّة فوضويّة بعد يومٍ طويلٍ من العمل، وستحولين دون عودة الفوضى عبر منع تراكم الأغراض المنزليّة".
2 . المشاريع اليدويّة الفوضويّة وغير المُنجزة يُمكن أن تؤدّي إلى الاكتئاب.
المشكلة: ترك قطع الحياكة ككومة معقودة على أرضيّة غرفة نومكِ مثلاً. أو أنكِ بدأتِ بتصميم قطعة فنيّة يدويّة، لكنّكِ في منتصف العمل، اضطررتِ إلى المغادرة والخروج من المنزل. كان ذلك قبل ستة أشهر ولم تعودي لاستكمالها بعد!
كيف يؤثّر ذلك على صحّتكِ: يمكن للشعور بعدم إتمام مشروعٍ ما أن يرسّخ معتقداتكِ السلبيّة عن ذاتك ممّا يؤثّر بالتالي على ثقتكِ بنفسك. هذه الهوايات مهمّة لحياتكِ الإبداعيّة، ويجب أن تكون منافذاً لإبداعاتكِ، لا أن تستنزف طاقتكِ النفسيّة.
الحل: أنشئي مساحة مخصّصة لتكون بمثابة ورشة للعمل. إذا لم يكن لديكِ مكان في البيت من أجل وضع طاولة مكتبيّة ووحدة تخزين، قومي إذاً بحفظ أدوات كلّ مشروع في صناديق ورتّبيها فوق بعضها داخل خزانة. الهدف هنا هو أن تكون أعمالك اليدويّة متمركزة في مكان واحد حتّى لا تتبعثر في جميع أرجاء منزلك. إن كنتِ عالقة بإتمام إحداها، وليس لديكِ الوقت الكافي أو الرغبة في إنهائها: اسمحي لنفسكِ بالتخلّص منها إذاً، وابدئي بأُخرى في وقتٍ لاحق. تذكّري دائماً التالي: ينبغي أن تكون الهوايات مُمتعة وأن تخفّف من التوتّر!
3. غرفة النّوم غير المرتّبة يمكن أن تمنعكِ من الاستمتاع بليلة نوم هانئة.
المشكلة: تصبح غرفة نومكِ في الوقت ذاته غرفة المعيشة ومكتباً منزليّاً، وتتناثر على أرضيّتها مجموعة من الأوراق، والملابس والملاءات.
كيف يؤثّر ذلك على صحّتكِ: قد تجعلكِ غرفة النّوم المليئة بالفوضى تشعرين بعدم الراحة والتوتّر قبل النوم، حتى لو لم تكوني واعيةً لهذا الأمر. الأرق بدوره سيزيد من قلقكِ وسيتركك خاملةً طوال اليوم.
الحل: أخرجي جميع الأغراض غير المرتبطة بالنّوم من الغرفة، إذا كان ذلك مُمكناً. يجب أن يكون حاسوبكِ المحمول داخل مكتبك أو في غرفة المعيشة، وهذا ينطبق أيضاً على كلّ ما له علاقة بالعمل والمشاريع الإبداعيّة. قومي بطيّ ملابسك بعناية في خزانتك لإخلاء الأرضيّة من كلّ الكراكيب. تُبقي السيّدة كيت حتّى هاتفها في غرفة معيشتها بجميع الأوقات، كي لا يغريها بتصفّح أخبار الإنستغرام قبل النّوم. ضعي قاعدة ثابتة حول الأشياء التي يجب أن تدخليها غرفة نومكِ وأبقيها متناظرة كليّاً: مثل كتاب مُمتع، وكوب من شاي الأعشاب، وبطانيّة دافئة (أودمية تعانقينها خلال النوم!).
4. التمسّكك بالممتلكات التي لا تستخدمينها قد يؤدّي إلى زيادة الوزن.
المشكلة: في المنزل، تشعرين أنّكِ فاقدة السيطرة على كلّ شيء لتصبح وجباتك عبارة عن اندفاعة جنونيّة إلى الثلّاجة. هناك الكثير من الأمور التي تشغل بالكِ، ولا يوجد مجال لإيجاد وقت من أجل الذهاب للنادي الرياضيّ. تتمنّين الحصول على جلسة تأمّل هانئة في الصباح دون أن تناليها.
كيف يؤثّر ذلك على صحّتكِ: قد لا تعتقدين أنّ الكركبة المنزليّة، والتأمّل، وزيادة الوزن هي أمور مرتبطة ببعضها، لكنّها كذلك فعلاً. حيث يجادل السيّد بيتر والش، وهو خبير في مجال ترتيب الديكور، بأنّ التوتّر الناتج عن الفوضى في المنزل يمكن أن يزيد مستويات بعض الهرمونات التي تجعل الجسم يحتفظ بالوزن الزائد. علاوة على هذا، فإنّ الحالة الذهنيّة الساكنة هي أكثر انسجاماً مع الجسم؛ وتدفعكِ لاختيار الأطعمة الصحيّة.
الحل: عند الانتهاء من إزالة الفوضى من غرفة المعيشة وغرفة النّوم، انتقلي إلى المطبخ. نظّمي ثلّاجتكِ إلى أقسام. قومي بوضع منتجات البروتين؛ مثل اللّحم والتوفو، على رفٍّ واحدٍ، والخضروات والفاكهة في الدرج، والحليب واللّبن على رفّ منفصل. عندما تتمكّنين من رؤية كافّة محتويات الثلّاجة، سيتيح ذلك لكِ اختيار مشتريات مناسبة أكثر في محلّ البقالة، بحيث يتوفّر لديكِ ما تحتاجينه دائماً. كما سيمدّك منزلكِ بحلّته الجديدة المنظّمة أيضاً بالصفاء الذهنيّ الذي يمكّنكِ حقّاً من سؤال نفسكِ "ماذا أريد أن آكل؟" ولن تكون وجبات الطعام بعدها خيارات مُستعجلة لإرضاء جوعكِ، بل ستصبح تجارب واعية ومدروسة.
لا يحدث التغيير بين عشية وضحاها طبعاً. كوني لطيفةً على نفسكِ خلال القيام بهذه العمليّة – فأنتِ تبذلين قصارى جهدكِ! وأنا كذلك، بطريقةٍ لا تخلو من الأخطاء.