كيف يساعد التنظيف في الحد من القلق
لطالما عانيت من حالات القلق، لكنّ هذا النشاط المنزليّ ساعدني كثيراً على تخطّي الأمر
بيتي هو ملاذي الآمن والهانئ، لذا فعندما أعود وأجده نظيفاً وخالياً من الكراكيب، تصبح نفسيّتي أكثر سلاماً.
إن كنتم تعانون من اضّطراب القلق الشديد، فأنتم على دراية بالهلع الذي قد يراودكم عندما لا تشعرون أنّ الأمور تسير على نحوٍ صحيحٍ، ولا تعرفون كيفيّة إعادتها إلى نصابها. من الوارد جداً أن يبدو عالمكم كلّه غير متّزن إذا كان ولو شيئاً واحداً فقط غير مضبوط، لكن يمكن لتنظيف المنزل أن يساعد في تعزيز حالتكم النفسيّة على الفور وأن يجعلها تستعيد توازنها فعلاً. عندما أقوم بتنظيف منزلي من أوّله إلى آخره، فإنّي أدخل حالة ذهنيّة هادئة (وخاصّة) بحيث يتلاشى فيها كلّ ما يشغل بالي بغية إتمام المهمّة الموجودة أمامي. إنّها عمليّة منعشة بالنّسبة لي، والأروع من ذلك كلّه هو أنّ بيتي يصبح متلألأً من النّظافة عندما أنتهي من كلّ شيء. إليكم كيف يمكن للتّنظيف أن يساعدكم على الحدّ من القلق.
عمليّة التنظيف أشبه بجلسة التأمّل.
لا شيء يساعد على إزالة كافّة الأفكار المزعجة من رأسي أكثر من تشغيل الموسيقى لتغطّي على باقي الأصوات في عقلي وتتيح لي فرصة الانغماس بحالة التنظيف الهانئة بشكل كامل. فمن خلال التركيز على مهمّة بسيطة، أستطيع تهميش القلق عبر القيام بشيء إنتاجيّ وأساسيّ. إذا كنتم قادرين على التركيز في مهمّتكم وإخراج كافّة الأفكار السلبيّة الأُخرى من بالكم، فقد يكون للتنظيف تأثيراً مشابهاً لجلسة التأمل بالفعل.
التنظيف يهيّئكم لقضاء يوم أو أسبوع هانئ.
يمكن لشكل المنزل المليء بالفوضى، والأطباق القذرة، وشعر القطط المتكتّل على شكل كرات بعد يوم عمل مرهق أن يُشعرني وكأنّني على وشك الانهيار كليّاً. فبيتي هو ملاذي الآمن والهانئ، لذا عندما أعود وأجده نظيفاً وخالياً من الكراكيب، يجعل ذلك نفسيّتي أكثر سلاماً. وقد يكون لتخصيص بعض الوقت في عطلة نهاية الأسبوع لتنظيف المنزل بشكل عميق تأثير كبير على شعوركم بالقلق، فهو يُبعد عنكم عنصراً مسبّباً للإجهاد قد يمثّل القشة الأخيرة التي لا تتحمّلونها بعد يومٍ حافلٍ بالقلق تحديداً.
التنظيف يحافظ على نشاطكم.
رغم أنّه يمكن لممارسة الرياضة أن تساعد في الحدّ من القلق، لكنّ ذلك لا ينطبق على الجميع. لسوء حظّي، فكلّما زاد قلقي، كلّما صرت أقل عرضة للتمرّن، وقد يشكّل هذا حلقة مفرغة فعلاً. إلّا أنّ تنظيف المنزل يمثّل وسيلة للقيام بتمرين خفيف، ويحافظ على سرعة معدّل ضربات القلب، ويتيح لجسمكم إفراز الإندورفين، كلّ ذلك دون أن تطأ قدمكم النّادي الرياضيّ نهائيّاً.
يعطيكم نتائج إيجابيّة ملموسة.
يمكن للقلق أن يسبّب لكم الشعور بفقدان السيطرة على الأمور. فهناك أوقات أشعر فيها أن أمامي الكثير من الأشياء التي ينبغي عليّ القيام بها، لكنّني في نهاية المطاف أظل عالقة في إيجاد طريقة للبدء بها، بل حتى أنّني أنجز القليل بسبب عدم مقدرتي على تجاوز إحساسي بأنّني غارقة في المهام غير المكتملة. لذا يصبح التنظيف بمثابة حلّ بسيط لهذه المشكلة. فعند تنظيف مغسلة الحمّام أو كنس الأرضيّة مثلاً، يمكنكم فوراً رؤيّة نتائج ملموسة. عندها تتجلى ثِمار عملكم بجدّ أمام أعينكم، والدّليل المتجسّد أمامكم هذا يكون مصدراً للرّاحة بالنّسبة للعقل المضّطرب والقلق.