Skip Nav

هل يُمكن استخدام حبوب منع الحمل لتخطّي موعد الدورة الشهريّة؟

هل هنالك مشكلة باستخدام الحبوب لتخطّي موعد الدّورة الشهريّة؟ أخصّائيّة خبيرة تعطينا رأيها في هذا الموضوع

Image Source: Stella McCartney PJ set

إنّنا نتفهّم مدى صعوبة الدورة الشهريّة بالنسبة لكِ بالطّبع نظراً لما تتضمّنه من ألم. ورغم توفّر مختلف الطرق التي تساعد على جعل هذه الفترة من الشهر أقلّ وطأة إلى حدٍّ ما، لكن خطر ببالنا جميعاً استخدام حبوب منع الحمل لتخطّي النزيف، والنفخة، وتشنّجات المعدة بكلّ تأكيد.

فبينما لا تُعتبر مزايا تخطّي الدورة الشهرية بالقليلة أبداً (من منّا لا تريد تجنّب أعراض المتلازمة السابقة للحيض والصداع؟)، لكن لا يسعني هنا إلا أن أتساءل: ألا يوجد أيّ مشكلة أبداً من اتّخاذ هذه الخطوة فعلاً؟ لأعرف الجواب على ذلك، تواصلت مع الدكتورة نيكول تيفلر، وهي طبيبة بالمداواة الطبيعيّة وباحثة علميّة في تطبيق Clue المتخصّص في صحّة النساء. وهذا ما قالته لي حول ذاك الموضوع.

بدايةً وقبل كلّ شيء: كيف تتخطّين الدورة الشهريّة؟

أوّل شيء ينبغي عليكِ فهمه هو أن هنالك العديد من أنواع حبوب منع الحمل المختلفة والتي تحتوي جميعها على أصناف متباينة من الهرمونات والجرعات الاصطناعيّة. حيث أوضحت نيكول تيلفر قائلةً: "بعض الحبوب تُعتبر أحاديّة الطور؛ بمعنى أنّها تحتوي على نفس الجرعة من الهرمونات في كلّ قرص. أمّا الحبوب الأُخرى فهي متعدّدة الأطوار، ما يعني أنّ كميّة الهرمونات داخل الحبوب تتغيّر في شريحة الأقراص. يُكتَب على علبة أقراص منع الحمل نوع الحبوب الموجودة فيها. يمكنكِ أن تختاري أيّ صنف من حبوب منع الحمل لتتخطّي به الدّورة الشهريّة، لكن من الأفضل استشارة طبيبك قبل البدء بذلك".

ما الذي عليكِ فعله عند أخذ حبوب منع الحمل أحاديّة الطور: تقول تيلفر: "خذي الحبوب النشطة بالهرمونات كالمعتاد"، ثمّ تضيف: "عند وصولك إلى الحبوب الوهميّة (وهي أقراص منع الحمل الخالية من الهرمونات الموجودة في نهاية العبوة والتي يتمّ تحديدها عادةً على العبوة)، قومي ببساطة بتخطّي تلك الأقراص وابدئي بعبوة جديدة في اليوم التالي باعتباره اليوم الأوّل". الميزة الجيّدة بحبوب منع الحمل ذات الجرعات أحاديّة الطور هي أنّها تمنحكِ مرونة أكبر، إذ يُمكنك تحديد موعد الدورة متى شئتِ. حيث تشرح الدكتورة قائلة: "توقفي عن تناول حبوب منع الحمل لبضعة أيّام (حسب العلامة الدوائيّة؛ فقد يمتدّ ذلك من أربعة إلى سبعة أيّام)، بعدها سيحدث الطمث نتيجة انقطاع الدواء".

ما الذي عليكِ فعله عند أخذ حبوب منع الحمل متعدّدة الأطوار: وفقاً للدكتورة نيكول تيلفر، ينبغي عليكِ أخذ حبوب منع الحمل النشِطة بالهرمونات كالمعتاد ثمّ تخطّي الأقراص الوهميّة، وابدئي بعبوة جديدة في اليوم التالي باعتباره اليوم الأوّل. "عند تناول الأقراص متعدّدة الأطوار، من الأفضل أن يحدث الطمث لديكِ مع نهاية العلبة (على عكس إمكانيّة حدوثها في منتصف شريحة الحبوب أحاديّة الطور). قومي ببساطة بإنهاء العبوة الحاليّة وخذي الحبوب الوهميّة لتحريض الدورة الشهريّة. لم تتمّ دراسة تأخير موعد الدورة الشهريّة باستخدام الحبوب متعدّدة الأطوار تماماً مثل ما هو الحال مع الأقراص أحاديّة الطور، وهو شيء ينبغي أخذه بعين الاعتبار عند رغبتكِ بتخطّي الدورة الشهريّة. فعلى الرغم من عدم وجود آثار ضارّة بالمواظبة على تخطّي الدّورة بالحبوب متعدّدة الأطوار، لكن بيّنت إحدى الدراسات أنّ أربعة من كلّ 10 مشاركات أبلغن عن اختبار آثار جانبيّة لها؛ مثل طراوة الثدي والنزف الفجائي".

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّه يوجد بالفعل حبوب منع الحمل للاستخدام المتواصل: تقول تيلفر: "بعض العبوات فيها 84 قرصاً يوميّاً يحتوي على هرمونات نشطة تليها سبعة أيّام من الحبوب الوهميّة، ممّا لا يعطي الفرصة للدّورة الشهريّة بالحدوث سوى أربع مرّات فقط سنويّاً"، مضيفةً: "هنالك بعض العلامات الدوائيّة التي تذهب إلى أبعد من ذلك، وتُتيح لكِ كبح الحيض لمدّة سنة كاملة".

هل هي آمنة؟

بينما لم يتمّ الإبلاغ عن أيّ آثار صحيّة سلبيّة كبيرة لها، تشير تيفلر إلى أنّه "لا توجد دراسات طويلة الأمد تبحث في مدى سلامة تخطّي الدّورة الشهريّة على نحوٍ مستمرّ. فأحياناً تستغرق التداعيات الطبية وقتاً أطول و/أو تحتاج إلى عيّنة أكبر من النّساء لتظهر". وإذا قرّرتِ التوقّف عن تناول أقراص منع الحمل الهرمونيّة، فليكن بعلمكِ أنّ دورة الطمث الطبيعيّة وفترة الخصوبة يجب أن يعودا إلى حالهما المعتاد بعد شهر، بصرف النّظر عن المدة التي تخطيت فيها الدّورة الشهريّة.

ألا يوجد فعلاً أيّ مشكلة بتخطّي الدورة الشهريّة باستخدام حبوب منع الحمل؟

تتوافق الآراء عموماً على أنّه لا توجد أيّ مشكلة بتخطّي الدّورة الشهريّة باستخدام حبوب منع الحمل. لكنّ الدكتورة تيفلر توضّح لنا أنّه "نظراً لوجود العديد من حبوب منع الحمل ذات الجرعات المختلفة، فمن الأفضل دائماً مناقشة خيار تخطّي الدّورة الشهريّة مع طبيبكِ لتتأكّدي من أنّها خيار آمن وصحيّ لكِ".

ومع ذلك، فقد أخبرتني أيضاً أنّ "هنالك قلقاً من أن يصبح تخطّي الدّورة أمراً عاديّاً، عندها ستبدأ السيّدات باعتبار فترة الحيض الشهريّة على أنّها شيء غير ضروريّ، ومزعج، وغير طبيعيّ حتّى". من الضروريّ أن تتذكّري دائماً بأنّ الدّورة الشهريّة ليست لعنة، ولا مرضاً، وهي بمثابة مؤشّر حيويّ يمكن أن يُنبّهكِ عندما لا تعمل وظائفكِ البدنيّة بشكلٍ طبيعيّ.

هل هنالك أي آثار جانبيّة لتخطّي الدّورة الشهريّة على نحوٍ متواصل؟

تشرح لنا الدكتورة تيفلر قائلةً: "يتمثّل التأثير الجانبيّ الرئيسيّ لقضاء فترات زمنيّة طويلة دون طمث في زيادة النزيف المفاجئ الذي لا يمكن التنبؤ بوقته (نزيف منتصف الدورة غير المتوقّع)"، وتتابع قائلة: "لكنّ الخبر السار هو أن تواتر النزيف المفاجئ يتناقص مع مرور الوقت" عدا عن ذلك، لن يُغيّر تناول حبوب منع الحمل بشكلٍ متتالٍ (على عكس أخذ الأقراص بفترات شهريّة) شيئاً من الآثار الجانبيّة الناجمة عن حبوب منع الحمل عادةً.

مع ذلك، فإنّ أحد المخاوف الرئيسيّة من غياب الدّورة المنتظمة هو أنّكِ "ستخسرين الوسيلة التي تؤكّد لكِ كلّ شهر بأنك لست حاملاً. فعلى الرغم من أنّ تخطّي الدّورة الشهريّة باستخدام الأقراص يوفّر لك نفس الحماية التي كانت منحتكِ إيّاها سابقاً وسائل منع الحمل ذاتها، لكن يُرافق هذه الطريقة أيضاً نفس المخاطر إذا كنت لا تتناولين حبوب منع الحمل على أساسٍ يوميّ منتظم".

هل سيتجمّع الدم الزائد في الجسم؟

لا، لن يحدث ذلك. فكما أوضحت لنا الدكتورة تيفلر سابقاً، عليكِ أن تضعي في اعتبارك أنّه عندما تأخذين أقراص منع الحمل، فإنّكِ لن تختبري حدوث الطمث الطبيعيّ. إذ تقول: "في الواقع، إنّ حبوب منع الحمل لا تسمح لبطانة الرحم لأن تنمو بنفس السماكة كما يجري عادةً، وهذا هو السبب في أنّ غزارة الدورة تكون أخف بكثير من الدّورة الطبيعيّة خلال تناول حبوب منع الحمل"، وتختتم قائلة: "إذا تخطّيتي الدّورة الطمثية، فسيُحافظ التعرّض المستمرّ للهرمونات الاصطناعيّة على نفس المستوى المكبوت لبطانة الرحم".

Image Source: Shutterstock
Latest الأم