Skip Nav

هل يجب عليك السماح لأطفالك باللعب بالهاتف المحمول؟

رجاءً ساعدوني، طفلتي تحب اللعب بالهاتف المحمول — هل فعلت شيئاً خاطئاً جعلها تتمسّك به إلى هذه الدرجة؟

Photographer: Levi MandelRestrictions: Editorial and internal use only. No advertising or print allowed.

هنالك لحظة مميزة في رحلتكِ كأمّ تشكّل نقطة فارقة كبيرة لديكِ، حيث تتوقفين فيها عن جمع المعلومات على مدار الساعة حول سلامة طفلكِ الوشيكة (أي "هل يحصل طفلي على ما يكفي من حليب الثدي أم لا" مثلاً)، لتتحول مخاوفكِ من الصحة إلى السلوك فعليّاً. ورغم أنّهما على نفس القدر من الأهميّة —كلاهما يسيران جنباً إلى جنب في مراحل نشأة طفلكِ لكنّي لاحظت عند بلوغ ابنتي الشهر الـ14 من عمرها تقريباً أنّ فضولها بدأ يصل إلى ذروته حقّاً، وتحوّلت أولوياتي من التركيز الكامل على سلامتها إلى خليط بين الأمرين. فقد أصبحت الآن بحاجة إلى التأكد من أنّني ملتزمة تماماً بتهيئة بيئة صحية لها لبناء الثقة في داخلها وتعزيز رغبتها في التعلم.

لكنّني لاحظت شيئاً واحداً يحدث بشكل روتيني: كلّ صباح خلال ما اعتقدت أنّه روتين مزدهر لشرب الحليب وقراءة الكتب، كانت تبتعد عني وتندمج بالكامل بجهاز الآيفون القديم الخاص بي الموصول بالشاحن قرب سريرها، والذي كان يعمل فقط كجهاز ضوضاء بيضاء. كانت تحب الضغط على الأزرار ورؤية الأشياء تومض عبر الشاشة أكثر من أيّ شيء آخر يمكنني الترفيه عنها به. كوالدة، تساءلت، هل رأتني أعمل على هاتفي الخلوي من قبل؟ أود القول بأنّ نصف وقتي في الصباح عندما لم أكن أشرب قهوتي ولم أكن مستعدةً للتفاعل معها بشكل كامل، كنت أتصفّح آخر المستجدات على هاتفي بالطبع. لكن، قبل أن تصفعيني بيدكِ، سأخبركِ بأنّني كنت أخفي هاتفي خلف وسادة. لذا فقد لا ترى ابنتي يديّ في الحقيقة، لكنّها بالمقابل لن تعرف أنّ فيهما هاتفاً على الأقل.

غير أنّه ومع بلوغها شهرها الـ16 الآن، ما تزال لدى ابنتي موهبة في التعرف على الهواتف الذكيّة وأجهزة الحاسوب المحمولة، وعندما ترى أيّاً منها يصبح الوصول إليه على رأس أولويّاتها مباشرةً. هل هذا خطأي بالكامل؟ استعنت هنا بخبرة ميشيل بوربا، الحاصلة على شهادة دكتوراه في التربية والتعليم والخبيرة في عالم التربية ومؤلّفة كتب في هذا المجال، لمعرفة ما إذا كان من الجيّد السماح لأطفالنا باللعب بالهواتف المحمولة أو ما إذا كان علينا أن نشعر بالسوء حيال ما يحدث. أوّل ما شاركته بوربا معي في الحقيقة هو أنّه لا ينبغي علينا الدخول في حالة من جلد الذات نهائيّاً. حيث شرحت لي قائلة: "أريحي نفسكِ من الشعور بالذنب: الأطفال الصغار يعرفون أكثر ممّا نسمح لهم به في الحقيقة. فهم يتعلمون بسرعة ومن خلال تجاربهم الخاصّة". لذا، إن كنتِ تشعرين بالفضول –كما كنت أنا بالضبط-- حول سبب انجذابهم نحو هاتف خلوي حقيقي أكثر من التفاتهم إلى لعبة على شكل هاتف ذكي، فهذا ليس بالضرورة لأنّكِ فعلت شيئاً خاطئاً نهائيّاً. "إنّهم يدركون أنّ الهاتف الخلوي الحقيقي يحتوي على" أجراس وصفارات "أكثر بكثير من اللعبة".

حسناً يحب طفلكِ اللعب بالهواتف المحمولة — ما الذي ينبغي عليكِ القيام به الآن؟

لم نخسر كل شيء، بحسب قول الدكتورة بوربا، لكن انظري إذا كان بإمكانكِ جلب ألعاب مشابهة لكن أكثر ملاءمة لهم. "الأطفال الصغار فضوليّون، ولا يحتاجون إلى أجهزة إلكترونية للاستمتاع. تجوّلي في متجر الألعاب بحثاً عن ألعاب الأطفال الصغار الملونة التي تحتوي على أزرار وأدوات وتصدر أصواتاً أو تضيء عند لمسها أو اهتزازها". هل تريدين تفاصيل أكثر؟ يمكنكِ البحث عن ألعاب مثل: Fisher-Price Bright Beats Dance، وSkipHop Egg Shakers، وMunchkin Mozart Magic Cube".

ماذا تفعلين إذا كان طفلكِ يستخدم الهاتف كآلية للتكيف والتأقلم؟

رغم أنّني لا أعطي طفلتي أيّ هاتف لتلعب به على الإطلاق، إلا أنّني أعترف أنّه بعد أن تعثّرت في مشيتها بشكل سيّئ مؤخراً —لا تقلقي، فما زالت تتقن المشي ونظراً لأنّ العناق والقبلات الحنونة لم يجعلانها تهدأ نهائيّاً، ولا حتّى مشاهدة النباتات الرائعة في الخارج، قمت بإعطائها جهاز الضوضاء البيضاء، والذي هو هاتف خلوي في الحقيقة. لقد نجح ذلك في تهدئتها من جديد كالسحر حقّاً. لكن هل يجب عليّ فعل ذلك مرة أُخرى؟ الجواب ليس بهذه السهولة. تقول الدكتورة بوربا: "يمكن أن [يصبح ذلك سلوكاً سيئاً]، لأنّ طفلتكِ ستتعلّم الاعتماد على الهاتف باعتباره 'إستراتيجيته للتكيّف'، ومن ثم يصبح عادة يصعب التخلّص منها. أقترح عليكِ البحث عن بديل لذلك الآن أيّ شيء يكون في متناول يدها، بحيث تستمتع به ويمكن أن يعمل بمفرده على تهدئتها".

مع أنّ طفلتي ليست كبيرة بما يكفي لفهم كيفيّة عمل الهواتف —بالنسبة لها، الهاتف مجرد شيء يحتوي على أزرار وفيه شاشة ساطعة لكن من الواضح أنّه قد يصبح مشكلة في المستقبل. قد تكون الخطوة الأولى بالنسبة لي أن أحضر لها جهاز ضوضاء بيضاء حقيقي وأن أبعد الهاتف عن غرفتها.

هل يعرف الأطفال عندما نكون نعمل على هواتفنا؟

اتضح أن فكرتي لإخفاء هاتفي خلف وسادة لم تكن سيّئة. حيث نصحتني الدكتورة بوربا قائلةً: "إخفاء هواتفنا أو مجرد الحدّ من استخدامها عندما يكون أطفالنا في الجوار يمثّل فكرة رائعة حقّاً. فقط كوني مدركةً أنّ أطفالنا في مرحلة ما قبل المدرسة يفكّرون بوضوح أنّنا نستخدم هواتفنا كثيراً ويفضّلون أن نضعها جانباً". هل تجدين أنّكِ تتحدثين بالفعل على الهاتف أو تقوم بتصفّح حساباتكِ عليه بانتظام أمام أطفالكِ؟ إن كنتِ لا تريدين منهم أن يقلّدوكِ، فسيكون عليكِ الحدّ من هذه العادة. "الأسئلة التي يجب أن تطرحيها على نفسكِ هي: هل طفلكِ غير مدركٍ حقاً لما تفعلينه؟ وما المدة التي تقضينها على هاتفكِ؟ لقد وجدنا الكثير من الأطفال الصغار يقلدون هذا السلوك من والديهم".

Image Source: Shutterstock
الأسباب الأكثر شيوعاً لبكاء الأطفال حديثي الولادة 2020
5 خطوات فعالة لمساعدة أبنائكم على التخلص من التوتر والقلق
Latest الأم