ماذا يحدث عندما تتوقفين عن طلاء أظافر القدمين
لهذا السبب قرّرت التوقّف عن طلاء أظافر قدميّ ونسيان تلك العادة بشكل نهائيّ
لقد رأيت سابقاً بالطّبع أظافر قدميّ تطلّ من خلال طبقة الطلاء المتشقّقة، لكنّها لم تكن يوماً خالية منه تماماً. كنت أذهب لجلسة بيديكور جديدة في أيّ مناسبة تتطلّب ارتداء حذاء مفتوح من جهة أصابع القدم أو لا تتطلّب حذاء من الأساس. مثل حفلات الزفاف، وعطلات نهاية الأسبوع بجوار بركة السباحة، والصيف بأكمله تقريباً تحت الكثير من الأعذار التي كنت آتي بها لأجرّب أحدث صيحات ألوان طلاء الأظافر، كما ذهبتُ إلى عددٍ وافرٍ من الإجازات الشاطئيّة الشتوية أو نزهات البرك الساخنة ما دفعني للحفاظ على جماليّة أصابع قدميّ حتى خلال الموسم البارد.
فلماذا تركته إذاً؟
لماذا قررت التوقّف عن طلاء الأظافر بعد ما يزيد عن 20 عاماً على تلك العادة؟ لم أختر أنا ذلك بكلّ بساطة، بل فُرض الأمر عليّ حقيقةً. ففي الأسبوع التاسع والثلاثين من حملي، قرأت أوراق التحضير للولادة التي أعطتني إيّاها المستشفى. حيث جاء في القائمة أنّه يجب عليّ إزالة أيّ طلاء أظافر من على أصابع يديّ وقدمي. حيث يمكن للطلاء أن يعيق قدرة الطبيب على مراقبة حالتنا الصحيّة ويمكنه أن يتداخل مع قياس الأكسجة. قد يكون ذلك مهمّاً تحديداً إذا كنت بحاجة لإجراء عمليّة قيصريّة.
أعرف الكثير من النساء الحوامل اللّواتي يقمن بالعكس، حيث يدلّلن أنفسهنّ بجلستين جديدتين من المانيكور والبيديكير في الأيام التي تسبق موعد ولادتهن. تبدو أظافرهنّ رائعة وهن ممسكات بصغارهنّ حديثي الولادة في الصور الفوتوغرافيّة التي تلي وضع المولود. لكن باعتبار أنّني أريد الالتزام بالأمور الصحيّة، فقد أزلت طلاء الأظافر كما طلبت مني المستشفى. (ساعدني زوجي في إزالة طلاء أظافر قدميّ لأنّني لم أستطع الانحناء طبعاً).
لم يكن من الغريب رؤية أصابع يديّ من دون طلاء، لكنّني لم أتمكن حتى من التعرّف على أصابع قدميّ. بدت أظافري مخيفةً؛ فقد كانت بيضاء وغير متساوية. غالباً ما يحتوي طلاء الأظافر على مكوّنات سامّة، وأنا لم أمنح أصابعي المسكينة أيّة راحة منها منذ بداية التسعينيّات.
مع ذلك، عندما وصلت إلى المنزل برفقة مولود جديد، لم يكن لديّ وقت حتى للانشغال بأظافر قدميّ. فليس هنالك مجال لطلائها أو الذّهاب لجلسة بيديكير. بالإضافة إلى هذا، كانت الولادة في شهر نوفمبر. لذا فقد كنت في مأمن من أن يراها أيّ شخص لعدة أشهر قادمة.
الجمال الطبيعي كافٍ
مضى الوقت سريعاً، وجاء شهر يونيو، كان عليّ حضور حفل زفاف صيفيّ مقررّ في التقويم. اضطّررت حينها الى اتّخاذ قرار: إمّا أن أذهب بدون طلاء أو أن ألوّن أظافر أصابع قدميّ؟ غريزتي كانت تقول لي: إذا كان الناس في العرس سيرونني بحذاء مفتوح وأصابع قدم غير مطلية، فلم أحلق شعر الإبطين إذاً؟ لقد بدت تلك بالنسبة لي وكأنها نفس النّوع من العبارات – وهي رفضي لما يفرضه المجتمع على الإناث من ناحية التقليم والحلاقة. هل كنت مستعدة للقيام بذلك؟ لا فأنا مدمنة على التجميل! لم أتوقف عن طلاء أظافري لكنّني أردت التعبير عن وجهة نظر اجتماعيّة.
لكن الآن، بعد أن فكرت في الأمر، وجدت أنّه كان من غير المنطقي أن أشعر بأنّي مضطّرة لإخفاء شيء ما غير ضار مثل الأظافر الطبيعيّة لقدميّ. وبعد بضعة أشهر من إتاحة الفرصة لها كي ترتاح من الطلاء، صارت أظافري تبدو بصحّة جيدة. فلِم كنت أهوّل الموضوع؟
قرّرت حينها أنّه في حال كان هناك شخص شعر بالصّدمة من شكل أصابع قدميّ غير الملوّنة، فهذه مشكلته. لا يعني ذلك أنّي لا أطلق الأحكام أيضاً. فقبل عامٍ واحدٍ فقط، أنا متأكدة من أنّني كنت سأحدّق مليّاً بأيّ سيّدة لا يوجد طلاء على أظافر قدميها. إلّا أنّني تغيّرت اليوم.
إنّ تقبّلي لأظافري غير المطليّة يتماشى مع تفانيّ بالمكياج النظيف. أشعر الآن بالقوّة لأنّي أرفض فكرة أنّ جسم المرأة الطبيعي ليس كافياً بحدّ ذاته. كما وفّر لي ذلك الوقت والمال. لم يعد عليّ أن أذهب لجلسة الباديكير عندما أضطّر لارتداء حذاء مكشوف من جهة الأصابع. رغم أنّني أخطّط للخضوع لواحدة من تلك العلاجات في وقت قريب لكن من دون الطلاء. فمن يستطيع مقاومة مسّاجات القدمين مثلاً؟