Skip Nav

شرطة دبي تساعد الأطفال الآخرين بالإبلاغ عن التنمّر

وفقاً للتقارير: واحد من كلّ أربعة معلّمين لا يرى مشكلة كبيرة في ظاهرة التنمّر، لكنّ أطفال دبي هؤلاء يحدثون التغيير الآن


تأمّلوا معنا هذه الحقائق: يبلغ عدد ضحايا التنمر أكثر من 3.2 مليون طالب كلّ عام. في حين يتغيّب حوالي 160,000 مراهق عن مدارسهم كلّ يوم بسبب تلك الاعتداءات، بينما يرى واحد من كل أربعة معلّمين أنّه لا يوجد مشكلة كبيرة بهذه الظاهرة، لذا لا يتدخّلون لإيقافها إلّا بنسبة 4% من المرّات.

نتحدّث هنا عن إحصائيّات حقيقيّة بالفعل ذكرتها منظّمة DoSomething.Org؛ وهي منظمة تقوم بحشد الشباب ليس في أمريكا وحسب، بل في 131 دولة أُخرى، ليجتمعوا معاً ويطلقوا حملات تدعم قضايا تهمّهم.

قد لا تبدو هذه الأرقام كبيرة من الناحية النظريّة، لكن ينبغي أن تعرفوا أنّ واحداً من هؤلاء الـ3.2 مليون قد يكون يوماً ما طفلكم، أو أخيكم، أو صديقكم، أو ابن جيرانكم، أو ابن شقيق أحد زملائكم في العمل، وهلّم جرّا.

هؤلاء هم الطلّاب الذين يمقتون المدرسة، ويبقون متحفّظين طوال الوقت، ولا يحاولون الدخول في أيّ محادثة متعلّقة بالأصدقاء أو الأحداث المدرسيّة. قد يكونوا حتى من الـ3.2 مليون شخص الذين أقدمت عائلاتهم على إبلاغ المدرسة بما يحدث وما زالوا لا يرون أيّ تغيير في وضعهم. كما من المُمكن أن يكون ابنكم –لا قدّر الله– يفكّر بالانتحار لأنّه لم تعد لديه القدرة على تحمّل حياته بسبب المتنمّرين.

فالسخرية من البدانة، والملاحقة عبر الإنترنت، والتحرّش اللّفظي، ونشر الشائعات، والعنف الجسديّ، وغيرها من الاعتداءات، قد تحدث بشكل يوميّ بعيداً عن أعين المعلّمين والمُدراء في المدارس. وإن كان واحد من كلّ أربعة مدرّسين لا يراها مشكلةً كبيرةً ولا يتدخّل سوى في 4٪ من هذه الحالات، فمن سيدافع عن هؤلاء الأطفال غير القادرين على حماية أنفسهم إذاً؟

سيقوم بذلك زملاؤهم الآخرين بالطبع، وفقاً لشرطة دبي.

إذ أطلقت شرطة دبي، كجزءٍ من مبادرة لتحسين مستويات السلامة في المدارس والفصول الدراسيّة، برنامجاً عنوانه "سفراء السلامة" بعد أن أحسّت بمدى خطورة هذه المشكلة. ويقوم البرنامج على تدريب الطلّاب حول كيفية رصد أيّ انتهاكات أو ترهيب أو سوء معاملة والإبلاغ عنها فوراً، حسبما جاء في صحيفة Gulf News.

تمثّل هذه الخطوة حركة ذكيّة حقّاً. فاحتمال عِلم الطلّاب بمثل تلك الحوادث يفوق نسبة معرفة الإداريّين بها، إذ لن يتسنّى للمسؤولين رؤية التصرّفات المثيرة للقلق فعليّاً؛ حيث يغتنم المتنمّرون فرصة غياب المشرفين لمضايقة الآخرين والإساءة إليهم، بينما لا يكشف ضحايا تلك الأفعال عنها معظم الأحيان خوفاً من ثأر المتنمّرين لاحقاً.

يرى البعض أنّ برنامج الشرطة الأخير هذا هو بمثابة حبل النجاة الذي كان يتطلّع إليه هؤلاء الأطفال. فمنذ إطلاق البرنامج لأوّل مرّة عام 2016، تم تدريب 72 طالباً اختارتهم قوى الشرطة من المدارس الخاصّة والحكوميّة بغية رصد وقوع أيّ حوادث. وفي هذين العامين، تمّ الإبلاغ عن 42 حالة عنف وتسلّط.

نقول مُجدّداً بأنّه ليس رقماً كبيراً عندما تفكّرون بمقدار حوادث سوء المعاملة التي من المُمكن أن تقع في مدارس الإمارات العربيّة المتّحدة. لكن هناك على الأقلّ 42 طفلاً يستطيعون أن يتنفسوا الصعداء ويتمتّعوا بعيش هذه المرحلة من حياتهم دون الخوف من شخص (أو مجموعة) من المعتدين العازمين على جعل حياتهم جحيماً.

نعلم أنّ الآباء يتحدّثون مع أطفالهم عن التنمّر عندما يعودون إلى المنزل، لكن ربما ينبغي أن نسألهم أيضاً إن كان هناك أحد من زملائهم الآخرين في الصف أو في الباحة المدرسيّة يتعرّض لسوء المعاملة. بل ربما علينا أن نتواصل مع آباء ضحايا المضايقات والاعتداءات تلك، وأن نقف معهم عندما يحثّوا المدرسة على اتخاذ تدابير جذريّة، أو أن نتّصل بالشرطة ونقدّم بلاغاً عن الحادثة. فبتنا نعرف اليوم على الأقل أنّ شرطة المدينة لن تتجاهل هذه القضيّة إطلاقاً.

Image Source: POPSUGAR Photography
Latest الأم