بهذه الطريقة جعلت طفلي يطيع أوامري بدون صراخ
لقد ساعدتني هذه الإستراتيجية على تربية طفلي وجعله يطيع أوامري دون صراخ
كان ابني قد بلغ سن الثالثة عندما حملت بطفلي الثاني، وفجأة ألقت الطفولة كرة منحنى لم يكن لديّ أيّ فكرة عن كيفيّة التقاطها نهائيّاً. بدا الأمر وكأنّه كلّما تقدّمت في الحمل، كان من الصعب أكثر جعل طفلي يتعاون معي فعليّاً. فترات الصباح والمساء، عندما كان زوجي يذهب إلى عمله وأتولّى أنا مهمّة التربية بمفردي، كانت قاسية بشكل خاص. كنت أدير قضية التربية بأكملها: الترافع، والرشوة، والتهديد —وفي أسوأ الأيام— الصراخ.
ومن شدّة يأسي، طلبت كتاب How to Talk So Little Kids Will Listen (كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون) بقلم جوانا فابر وجولي كينغ، الذي اقترح أداة لم أفكر في استخدامها مطلقاً: التظاهر واللعب. ربّما تفكرين الآن... كيف تتمكّنين من تفريش أسنانه من خلال التظاهر بشيء ما؟ وماذا لو لم تكوني في مزاجٍ مرح؟ ألا يتطلّب ذلك الكثير من العمل الإبداعي المرهق؟ ألا يجب أن يتعلّم طفلي كيف يفعل الأشياء لأنني أطلب منه ذلك؟ كانت لدي كلّ هذه الأفكار، لكن اسمحي لي أن أشرح لكِ ما حدث عندما حاولت ذلك.
في الواقع، كان تفريش الأسنان هي المهمّة التي بدأت التجربة بها. حيث رفض طفلي أن يفتح فمه بعد أن وضعت معجون أسنان بنكهة الفراولة على فرشاة أسنانه وأظهرت له قدراً عالياً من الحماس لتجربتها. حيث قال وهو يطوي ذراعيه: "لا! لا أريد أن أنظف أسناني". فجأة خطر ببالي الفيلم الوثائقي عن سمك القرش الذي شاهدناه خلال عطلة نهاية الأسبوع. قلت له بينما كنت أنظر إلى فمه وأشير بفضول: "مهلاً! يبدو أنّ لديك سن سمك القرش هناك. دعني أرى!".
أثار ذلك اهتمامه. أضاءت عيناه على الفور عندما فتح فمه لألقي نظرة خاطفة. قلت: "نعم، كذلك صحيح! إنّه في الخلف. دعني ألمسه بفرشاة الأسنان لأرى ما إذا كان حادّاً أم لا". بدأ يضحك قليلاً وفمه مفتوح. بدأت بتحريك فرشاة الأسنان حول أضراسه، وشق طريقي عبر بقية أجزاء فمه بينما كنت أتمتم بعبارات عشوائيّة عن سمك القرش وأواصل التعليق على السن. لقد نجح الأمر!
في الواقع، لقد نجحت بشكل جيد لدرجة أنّني واصلت استخدام هذا التكتيك خلال روتين الخروج من المنزل. في ذلك الصباح، كنت صوت حذائه الفارغ الذي كان جائعاً للأقدام، وكنت طائره المجنّح الذي يطير معه إلى السيارة هرباً من مصير سن القرش، وكنت ديناصوراً. في الطريق إلى الحضانة، قفزنا من السيارة وأمسكنا بأيدينا بينما كنّا نهرب من الحمم البركانية. وعندما قبّلته قبلة الوداع، أدركت مدى شعوري بالرضا. من المؤكّد أنّ الخروج من المنزل على نحو أبكر قليلاً كان أمراً رائعاً، لكنّ الأروع من ذلك، هو استمتاعي بالسخافة والمرح. لقد أضفت الكثير من السعادة إلى ما بدا سابقاً كقائمة مهام عملاقة، وكنّا نتواصل بشكل جيّد مع بعضنا البعض.
هل أستخدم هذه الأداة لأجعل طفلي يستمع إليّ طوال الوقت؟ بصراحة لا. هنالك أيام لا أشعر فيها بالإبداع أو "الإشراق" بشكل خاص، بحسب وصف مؤلفتي الكتاب. في تلك الأيام، أعود إلى صندوق الأدوات الخاص بي وأختار طريقة أُخرى. أن تكوني مرحة هي أداة بدوام جزئي وهي أول خيار رائع. إذا تمكّنتِ من إتقانها، فستُذهلين من مدى فعاليّتها. الأدوات الأُخرى، مثل تقديم خيار للأطفال وإعطائهم المعلومات بدلاً من الأوامر، هي أمور مفيدة أيضاً، لكن هنالك شيء ما حول اللعب يمكن أن يغير حركة ونشاط الوالدين والطفل معاً في لحظة.