إطلاق برنامج الشخص المسؤول لمعالجة مشكلة البدانة في الإمارات
مدارس الإمارات تُطلق مبادرة مستوحاة من الشيف جيمي أوليفر بهدف معالجة مشكلة البدانة لدى الأطفال
تُعدّ البدانة في مرحلة الطفولة مشكلةً ملموسةً ومتزايدةً في الإمارات العربيّة المتّحدة، لذا يُولي المسؤولون في قطاع الصحّة اهتمامهم اليوم إلى وجبات الغداء المدرسيّة باعتبارها واحدة من الطرق الأساسيّة لمكافحة هذه الظاهرة.
فوفقاً لبلديّة دبي، ينبغي على المدارس النظر في أمرين مهمّين، وهما: جودة الطعام الذي يتمّ تقديمه، وحجم الوجبات.
ففي حديثها مع صحيفة The National، قالت السيّدة جهينة العلي، رئيسة وحدة التوعية والتغذية التطبيقيّة في إدارة سلامة الغذاء بالبلديّة: "تُشكّل السمنة وداء السكري نسبة مرتفعة بين الصغار، كما يوجد في الدولة الكثير من الأطفال الذين يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم. وهي اضطرابات تُصيب الناس في الأربعينيات والخمسينيات من العمر عادةً".
ما قالته العلي ليس بعيداً عن الواقع إطلاقاً في الحقيقة، إذ تُفيد منظّمة الصحّة العالميّة أنّ أكثر من 36% من أطفال الدولة يعانون من البدانة حقّاً.
والوضع يزداد سوءاً على ما يبدو. حيث سيستمرّ معدّل سُمنة الأطفال بالارتفاع في الإمارات العربيّة المتّحدة فعليّاً، مع أنّه أعلى من مستويات دولتي الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة حاليّاً. إذ تزيد نسبة الصبية الذين يعانون من البدانة في الإمارات بمعدّل 1.8 ضعفاً عن نظرائهم في البلدان المتقدّمة، بينما تعاني الفتيات من ذلك أكثر بمقدار 1.9 مرّة، وفقاً لما ذكرته صحيفة Khaleej Times.
تمثّل هذه الأرقام مشكلة خطيرة دون شكّ. لذا اتّخذت الحكومة الآن خطوة عمليّة أُخرى وأطلقت مُبادرة بعنوان Person-in-Charge أو (الشخص المسؤول) على غرار "ثورة جيمي أوليفر الغذائيّة" في المدارس. حيث ستقوم كلّ مدرسة باختيار عضوٍ من موظفيها ليكون مسؤولاً عن تعزيز خيارات الغذاء الصحيّة، عبر منحه السلطة ليقرّر وجبات قوائم الطعام المدرسيّة.
لذا وحرصاً منها على استمرار تطبيق المبادرة، تقوم البلديّة بمراقبة شركات تقديم الطعام لتتأكّد من أنّها تلبي الإرشادات الغذائيّة الصحيّة التي وضعتها، إلى جانب زيارة المدارس لضمان تنفيذ المبادئ التوجيهيّة المذكورة.
هذا وقد بدأت 7 من كلّ 10 مدارس بالعمل على المبادرة فوراً. خلال الوقت الحاليّ، ستعمل إدارة سلامة الغذاء على إقامة برامج تدريبيّة للمدارس بغية مساعدتها على تعزيز عادات الأكل الصحيّة لطلابها؛ والتي ستجري في شهر يوليو من العام الجاري.
كما تشمل الخطوات الأُخرى التي تمّ اتّخاذها في هذا الشأن القرار الذي صدر العام الماضي والقاضي بإلغاء الوجبات السريعة من المطاعم المدرسيّة. وقد تمّ إلزام المدارس أيضاً بصفوف التدريب البدنيّ لمدّة 150 دقيقة في الأسبوع لدى الأطفال، فيما طلبت هيئة الصحّة في دبي أيضاً من المدارس حثّ الطلاب على تناول خمسة حصص من الفواكه والخضروات في اليوم.
هل تريدون الحقيقة منّي أنا كأمّ لها خبرتها؟ ينبغي على الوالدين أيضاً أن يُحسّنوا مستوى الطعام الذي يقدّمونه للصغار، وأن يشجّعوهم على الابتعاد عن أجهزتهم الرقميّة وممارسة بعض الأنشطة البدنيّة. لذا في المرّة القادمة التي تتوجّهون فيها لصفوف الدرّاجات الثابتة، أو الجري، أو حتّى النادي الرياضيّ، لا تتردّدوا باصطحاب أطفالكم معكم. اجعلوا علاقتكم وثيقة أكثر بأولادكم عبر أداء التدريبات البدنيّة معاً، وأؤكد لكم بأنّهم سيكبرون ولديهم عشقٌ كبيرٌ للرياضة نتيجةً لذلك.