تقرير عن شركة Shirt Bombay الهندية
اشتريتُ للتوّ أوّل قميصٍ مصمّمٍ خصّيصاً لي، ولن أعود إلى متاجر الثياب الجاهزة بعد اليوم
عندما أفكر بالقُمصان عُموماً، فإنّني أميل عادةً إلى ربطها بالرجال وليس النساء. إذ يمثّل الحديث عن تصاميمها وقصّاتها المفتوحة ذات الأزرار أحد الأشياء التي نسمع زملاءنا الذكور يتبادلون المعلومات حولها أثناء تنقّلاتهم، أو حتّى عند جلوسهم لاحتساء العصائر في مكان ما.
أمّا بالنسبة لي، فلطالما حصرتُ ارتدائي لذاك النوع من القمصان على الحالات الرسميّة فقط؛ كاجتماعات العمل أو مقابلات التوظيف مثلاً. لكنّ علامة "Bombay Shirts" استطاعت أن تُغيّر رأيي تماماً من هذه الناحيّة. إذ تأسّست تلك الشركة --كما يوحي اسمها-- في بومباي بالهند بدايةً، ثمّ تفرّعت في أماكن مختلفة من الدوّلة، وامتدّت بعدها إلى نيويورك، لتصل الآن أخيراً إلى دبي.
يقع متجرها الجديد هذا في منطقة مركز دبي المالي العالمي؛ أي بالحيّ الماليّ للمدينة، لذا فمن الواضح أنّهم يستهدفون رجال الأعمال والنساء في ذلك المكان. لكن سواء قصدتم مشغلهم لشراء قطعة تلائم المناسبات الرسميّة أو غير الرسميّة، ستجدون الكثير من الأمور الممتعة التي تنتظركم هناك.
يتّخذ المتجر الصغير شكل مكتبٍ مع صالة عرض صغيرة، حيث تقوم الفكرة أساساً على تصميم قميص مخصّص لكم كليّاً. ولا أقصد هنا أنّهم يضيفون بعض الخرز عليه فقط للانتقال به إلى مستوى جديد أكثر أناقة.
إذ بدأتُ أوّلاً باختيار نوع القماش الذي أريده من بين 1,500 صنف من القطن المصريّ والكتّان، مع أنّ التنويع بين العديد من العيّنات يمثّل شيئاً اعتدنا عليه أكثر عند شراء السجاد أو الستائر. انتقيت أخيراً ثلاثة أنواعٍ مختلفةٍ لقميصٍ واحد. قد يبدو خياري مُبالغاً فيه، لكن أنصحكم بفعل ذلك أيضاً ودون تردّد.
اكتفيت بقماش أبيض مخطّط بسيط ليكون بمثابة أساس للقميص، لكنّني اخترت نسيجاً بدون أيّ نقشات عند منطقة الصدر. قد لا تلاحظون هذه اللّمسة من بعيد لكنّكنّ ستشعرن بتأثيرها المميّز عن قرب بالتأكيد، حيث تعطي شكلاً متناسقاً وأنيقاً لجسم المرأة. ثم اخترتُ طبعات حمراء وبيضاء عصريّة لبطانةِ الياقة، والأكمام المقلوبة، وفتحة تثبيت الأزرار. لديكنّ الخيار طبعاً بجعل الجزء الخارجيّ من القميص أكثر عنصر مميّز فيه، وذلك عبر إضافة خطوط عريضة عند الحواف مثلاً واختيار أنماط خياطة مختلفة عند فتحة الأزرار؛ مثل إخفاء الأزرار أو إظهارها. بالنسبة لقميصي، يُمكنكنّ رؤية لمحات من الطبعات بحسب الزاوية؛ كأن تقمن بقلب نهايات الأكمام. وبالحديث عن ذلك، يُمكن للزبائن اختيار حجم نهايات الأكمام كما يرغبون؛ كالصغيرة التي يُمكن طيّها ورفعها والمناسبة لإعطاء طابع أنثويّ، أو الكبيرة المزدوجة التي تعدّ خياراً مثاليّاً إن كنتم تريدون طبع تصميم خاصّ عليها، لكنّني ذهبت إلى شيءٍ وسط بينهما.
بعد ذلك، قرّرت اختيار قصّة "أوزوالد بواتينغ" للياقة، وهي مختلفة عن الياقة المدبّبة، أو الياقة مدوّرة الحواف. يُمكنكنّ حتّى تحديد مدى ليونة أو قساوة الياقة.
من اللمسات الفريدة الأُخرى المُستخدمة لخياطة تصميم يتلاءم مع ذوقكنّ خصّيصاً: تطريز أولى حروف أسمائكنّ أو أيّ رمز مُماثل على القميص، وحتّى انتقاء نوع الأزرار؛ التي يتمّ خياطتها دائماً على نمط "x" لتثبت بشكلٍ مثاليّ على القماش.
لكن هناك الكثير من التفاصيل الأُخرى التي تشمل عمليّة تصميم القميص؛ كأن أسأل نفسي إن كنتُ أريدُ إضافة جيبٍ له، أو رُقعة للكوع، أو كتفيّة عند الأكتاف، حتّى أنّني رحتُ أتأمّل أيّ الألوان هي الأنسب لحبكات الخيوط في أجزاءٍ معيّنةٍ من القميص.
بعد إنجاز تلك الخطوات، أصبح الوقت مناسباً لأخذ القياسات في كلّ الأجزاء المطلوبة. قام الخيّاط المُحترف المتواجد هناك بتسجيل جميع مقاساتي ودعاني لارتداء قميص ملائم استناداً إلى الخيار الذي رآه مناسباً لحجمي بعد القياس، ممّا أعطاني فرصة لإخباره عن المناطق التي أردتها أن تكون أضيق، وإلى الأجزاء التي شعرت أنّها بحاجة لمساحة أكبر ونوع القصّة الذي كنت أرغب بها من الخلف. كما أنّهم يتركون دائماً هامشاً بسيطاً من القماش في بطانة القميص الداخليّة لتمكينكنّ من إجراء التعديلات عليه مستقبلاً.
بعد أسبوعين تقريباً، تمّت خياطة قميصي في الهند وجرى تسليمه إلى فرعهم بدبي، حيث قمت بتجربته عندهم وكنت سعيدةً لكونه كان مناسباً لمقاس جسمي بشكل مثاليّ. لكن بكلّ الأحوال إن لم يعجبكنّ شيء ما، فهم على أتمّ الاستعداد لتعديله دائماً كما ترغبن.
لم يكلّفني شراء القميص سوى 395 درهماً إماراتيّاً، وهو أمرٌ رائعٌ باعتبار أنّنا نضطّر إلى دفع المبلغ ذاته مقابل قطعةٍ غير ملائمةٍ تماماً وليست بالفرادة ذاتها من المتاجر العاديّة.
لمزيدٍ من التفاصيل، تفضّلوا بزيارة موقعهم الإلكترونيّ BombayShirts.com.